يصيب العديد من محبي المشروبات الداكنة الدافئة، معاناة يومية؛ بسبب سيطرة الكافيين عليهم أثناء الصيام في شهر رمضان.
وهنا، فقد تمكّن الكافيين من أجسادهم، وبات انسحابه رويدًا رويدًا، بمثابة شبح يؤرق منامهم، ويعرضهم للإصابة بنوبات صداع حادة، أو عدم انتظام نبضات القلب، مع تشويش في الرؤية، الأمر الذي يجعل التمتع بالصيام وإقامة الفرائض شيئًا صعبًا في ظل الإجهاد الذي يصيبهم؛ بسبب واحد فقط، وهو نقص الكافيين.
"قبل أن يقول الكثيرون كلمة صباح الخير، يهرعون نحو القهوة الصباحية، أو المشروبات المنبهة، ثم يتغيّر مزاجهم إلى الأفضل، ويشعرون بالنشاط، والاستعداد لمزاولة العمل، وهذا الأمر يفتقدونه أثناء صيام شهر رمضان"؛ هكذا بدأت الدكتورة المغربية حفيظة علالي؛ استشارية التغذية وعلاج الصحة العامة، تصريحاتها لـ "الجوهرة"، للكشف عن كيفية التخلص من سيطرة الكافيين على الإنسان أثناء الصيام.
وقالت الدكتورة حفيظة: "هناك العديد حاليًا لا يتناولون المشروبات الداكنة يوميًا فقط، بل إنها أصبحت جزءًا من حياتهم على مدار الساعة؛ فتجد من هم يفضلون تناول القهوة الصباحية وأخرى مسائية، وهناك الكثير من الشاي فيما بينهما".
وأشارت إلى أن هذا الأمر يعتبر من أكثر الأمور المضرة بالصحة العامة للإنسان على المديين البعيد والقريب؛ حيث إن المعاناة من نقص أو انسحاب الكافيين حاليًا، ينقلب تأثيره ليصل إلى صحة العظام، والتأثير على الجهاز التنفسي مستقبلًا.
وأضافت: "لكن كيف يعرف مدمن الكافيين نفسه؟، هنا تتمثل الإجابة بشكل بسيط للغاية؛ إذ أنه مع متابعة النشاط اليومي يمكن التعرف على تأثير الكافيين على الإنسان الذي يبدأ في فقدان نشاطه بعد مرور ساعات فقط على تناول أول كوب من القهوة أو الشاي، ويبدأ جسمه في الشعور بالارتخاء، والقلق، والصداع، وبالتحديد في فترة الظهيرة".
ويعتبر شهر رمضان الكريم، فترة مثالية لاسترجاع سلطة الإنسان على جسمه من جديد، والتخلص من نسبة الكافيين المرتفعة، أو تقليص نسبتها على الأقل؛ لكن يجب التأكد قبل الإقدام على تلك الخطوة أن الجسم يتعرض صدمة كبيرة؛ بسبب هذا التغيير.
ويمكن تناول بعض الوصفات الجديدة، مثل عصير الخضراوات المكون من السبانخ والخيار، والتفاح الأخضر، مع إضافة نصف ليمونة، وملعقة عسل.
وقالت: "يعتبر الشاي الأخضر بمثابة طوق النجاة للجسم؛ لما يمتلكه من فوائد عامة، فهو يزيل السموم الضارة؛ حيث يحتوي على المواد المضادة للأكسدة".
وأضافت استشارية التغذية أن تناول الماء يمتلك مفعولًا ساحرًا في تعديل المزاج، والتخلص من القلق الناتج عن إدمان الكافيين.
وأوضحت الدكتورة حفيظة أن الماء الدافئ يمكن أن يساعد في استرخاء الجسم، والحصول على نوم هادئ، للاستمتاع بيوم صيام صحي فيما بعد.
ونصحت استشاري الصحة العامة كل امرأة بإجراء بعض التدريبات الخاصة بتنظيم التنفس، واستعادة صحة الجهاز التنفسي؛ حيث يمكن الاستلقاء على الظهر مع وضع اليد على منطقة البطن، واعتماد العد التنازلي للقيام بالزفير، ويمكن أن تستمر هذه العملية لمدة 10 إلى 15 دقيقة يوميًا؛ وذلك في الوقت الذي تشعر فيه بالشوق إلى تناول القهوة أو الشاي الأسود أثناء الصيام.
وقالت الدكتورة حفيظة علالي: "يمكن اتباع نظام معين يعتمد على ممارسة رياضة المشي لمدة 20 دقيقة إلى نصف ساعة يوميًا؛ ما يعزز من الطاقة الإيجابية، والنشاط، مع مراعاة عدم المبالغة في ممارسة الرياضة أثناء الصيام، وذلك لعدم وجود نسبة كافية من الماء في الجسم، ولا يوجد طريقة لتعويضها، كما يمكن اتباع هذا النظام بعد الشهر الكريم، للحفاظ على الصحة العامة".
وأفادت أن وجود عنصر الماغنسيوم في الجسم، يضمن مقاومة الإحساس بالصداع، وفقدان الشهية، قائلة: "إن العديد من الصائمين يجدون أنفسهم في حاجة ماسة إلى تناول الماء فور الإفطار ثم يصابون بانسداد في الشهية، وهذا الأمر يعتبر ناتجًا عن نقص عنصر الماغنسيوم؛ لذا يجب تعويضه بالمكملات الغذائية؛ من أجل محاربة ضعف العضلات، والإرهاق اليومي، كما يمكن تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات مثل اللوز، الأفوكادو، الموز، الفول، الكاجو، إضافة إلى العسل الأسود، والحبوب الكاملة، والخضراوات الورقية".
مؤكدة أن الحفاظ على الصحة العامة، والتخلص من الكافيين ومحاربة أعراض انسحابه، يساهم في الاستمتاع بالشهر الكريم، وإقامة طقوسه على أكمل وجه.