الصيام ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تجربة شاملة تؤثر في جوانب متعددة من حياة الإنسان، بما في ذلك صحته النفسية. وإلى جانب الفوائد الجسدية المعروفة للصيام. مثل: خفض مستويات الكوليسترول والسكر في الدم، هناك أدلة متزايدة تشير إلى تأثيره الإيجابي في الصحة النفسية.
لذلك نتناولها بالتفصيل في “الجوهرة” وفقًا لما ذكره موقع verywellmind.
فوائد نفسية للصيام
1- تحسين المزاج وزيادة اليقظة
فيما يعد تحسين المزاج من أبرز الفوائد النفسية للصيام. فعندما يمتنع الشخص عن الطعام تحدث تغييرات هرمونية في الجسم، مثل: زيادة إفراز بعض الهرمونات التي تعزز الشعور بالسعادة والرضا. كما أن الشعور بالإنجاز والقدرة على التحكم في الذات يزيد من احترام الذات ويقلل من الشعور بالضعف.
بالإضافة إلى ذلك يساعد الصيام على تنظيم مستويات السكر في الدم؛ ما يقلل من الشعور بالخمول والنعاس ويزيد من اليقظة والانتباه.

2- تعزيز القدرات العقلية
لا يقتصر تأثير الصيام على المزاج واليقظة فقط، بل يمتد ليشمل القدرات العقلية أيضًا. إذ أظهرت الدراسات أن الصيام يحسّن الذاكرة والتركيز، ويعزز القدرة على الاستيعاب. ويرجع ذلك جزئيًا إلى تحسين تدفق الدم إلى الدماغ، وتجديد الخلايا العصبية.
3- تقليل التوتر والقلق
من الفوائد النفسية المهمة للصيام قدرته على تقليل التوتر والقلق. فعند الصيام ينتج الدماغ بروتينات تحاكي تأثير الأدوية المضادة للاكتئاب، وهذا يساعد على تهدئة الأعصاب وتخفيف الشعور بالتوتر والقلق.
واقترح بعض الأطباء استخدام الصيام كعلاج مساعد لبعض اضطرابات المزاج.
4- تحسين جودة النوم
يؤدي النوم دورًا حيويًا في الحفاظ على الصحة النفسية، والصيام يمكن أن يساهم في تحسين جودة النوم. فعندما يكون الجهاز الهضمي في حالة راحة يصبح النوم أكثر عمقًا واسترخاءً. والنوم الجيد بدوره يحسن المزاج ويقلل من التوتر والقلق.
5- تعزيز الذاكرة
بينما يعزز الصوم من مستويات الذاكرة عند الإنسان لسببين. يعود أحدهما إلى تحسين الانتباه لدى الصائم. أما الآخر فهو تجديد الخلايا في الحُصين الذي يُعد مركز الذاكرة في الدماغ.

6- تعزيز الاستيعاب
كما لا تتوقف الفوائد النفسية للصيام عند تحسين الذاكرة والانتباه، وإنما يؤدي الصوم إلى تعزيز الاستيعاب أيضًا. وذلك لأن الجسم ينظف نفسه من السموم المتراكمة بعد مرور عدة أيام من الصوم. ما ينتج عنه وصول الدم النظيف إلى الدماغ؛ والذي يؤدي بدوره إلى تحسين الاستيعاب لدى الصائم.
أطعمة تعزز الصحة النفسية خلال الصيام:
في حين لتعزيز الفوائد النفسية للصيام ينصح بتناول أطعمة صحية ومغذية خلال وجبتي الإفطار والسحور. ومن هذه الأطعمة:
- الأسماك الدهنية: مثل السلمون والتونة، الغنية بأحماض أوميغا 3 الدهنية التي تحسن المزاج.
- المكسرات: خاصة الجوز، الذي يحتوي على أحماض أوميغا 3 ومضادات الأكسدة.
- الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك: مثل الزبادي، التي تعزز صحة الأمعاء وتؤثر إيجابًا في المزاج.
- الدواجن: مثل الديك الرومي، الغنية بالبروتين وحمض التربتوفان الذي يساعد على إنتاج السيروتونين.
إرشادات للحفاظ على الصحة النفسية خلال الصيام:
بالإضافة إلى التغذية السليمة هناك بعض الإرشادات التي يمكن اتباعها للحفاظ على الصحة النفسية خلال الصيام، مثل:
- الحفاظ على العلاقات الاجتماعية والتواصل مع الأصدقاء والعائلة.
- مساعدة الآخرين وتقديم الدعم لهم.
- تحديد الأهداف والسعي لتحقيقها.
- ممارسة الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء، مثل: القراءة أو التأمل.

في الختام يمكن القول إن الصيام له تأثيرات إيجابية متعددة في الصحة النفسية، فهو يحسن المزاج، ويعزز القدرات العقلية، ويقلل من التوتر والقلق، ويحسن جودة النوم. ومع ذلك يجب الحرص على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، واتباع الإرشادات اللازمة للحفاظ على الصحة النفسية خلال هذه الفترة.