5 نقاط رئيسة تُحدد دور الأم تجاه الأبناء

يحتفل العالم في الثامن من شهر مارس كل عام، بيوم المرأة العالمي؛ فهي العنصر الأهم في المجتمعات، لم تعد نصفه، بل إنه يكتمل بإثباتها لكيانها، ويقام الاحتفال عقب عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، في باريس عام 1945؛ احترامًا لها في كافة المجالات، وتقديرًا لإنجازاتها الكبيرة، بالإضافة إلى التوعية لنضالها العالمية.

من جانبها، تناضل "الأم"، وهي المرأة الأهم في كيان مملكتها الخاصة بين أسرتها؛ لطمس جميع الآلام والاضطرابات لدى أبنائها، إلى أن تصل لتلك اللحظة التي تشعر فيها بأنها باتت على الهامش؛ نظرًا لانشغالهم الدائم في المسؤوليات الحياتية، أو ضغوط العمل التي تعتصر آخر قطرات الود في قلوبهم، وتغدو – وقتها - الحياة قاسية في أعينها.

وفي تصريحاتها الخاصة لـ "الجوهرة"، قالت الدكتورة فاطمة البربري؛ الاستشاري والمعالج السلوكي، إن الأم التي لا تعرف واجباتها الحقيقية تجاه أسرتها، هي التي ينتابها فقط الشعور بالتهميش، مشيرة إلى أن المريض هو من يؤكد حاجته الدائمة إلى الشكوى.

الأم ليست على الهامش

أفادت الدكتورة فاطمة البربري، بأن دور الأم يتمثّل في خمس نقاط أساسية، هي: "التوجيه، التعليم، التدريب، التكرار، والحماية"، تلك الأمور والمفاهيم التي لا تأتي بالترتيب – بالضرورة -؛ بل تتغيّر مع مرور السنوات، حتى تتعامل الأم مع أبنائها وفقًا لعقليتهم الناضجة، ومرحلتهم العمرية، أما شعور الأم بأنها تقف على هامش حياة أبنائها، مستاءة من تجنّب أولادها، أو تمردهم على قراراتها، فإنها وقعت في فخ الجهل بدورها الأساسي؛ لأنه تصرفات الأبناء ما هي إلا رد فعل، لقرارات آبائهم.

أوضحت البربري أنه يوجد نوعان للأمهات التي تشعر بالتهميش، أولهما؛ تلك التي تجهل دورها تمامًا، الأمر الذي يترتب عليها اهتمامها بأمور أخرى في حياة أسرتها، دون أن تعرف الخبايا الحقيقية للتأثير في حياتهم.

بينما يأتي النوع الثاني غارقًا في دوره بصفة متزايدة، وهنا تعي الأم دورها بطريقة مختلفة، وتبدأ في تقديم الرعاية الزائدة، والحماية المشددة لأبنائها، كما صرحت الدكتورة فاطمة، بأنه: "عندما تُقدّم الأم لطفلها الكثير من الدلال، ويبدأ في التمرد عند بلوغ سن التاسعة أو أكثر؛ فإنها تشكو سوء سلوكياته، وهنا يجب عليها أن تعود إلى الوراء، وتفكر ماذا قدّمت له؟، وكيف سمحت لدورها بأن يسيطر على حياته؟".

وخاطبت البربري الأمهات قائلة: "كيف تنتظرين من طفلك أن يصلي إن لم تتجرأ على إيقاظه فجرًا للصلاة منذ الصغر!، وكيف تتوقعين منه أن يجري إن لم تتركيه يمشي في سن مبكر؟!"

وأضافت: "هناك بعض الأبناء الذين تخطوا عقودًا من العمر، لازالوا متعلقين بأمهاتهم، كما تأثرت حياتهم بالسلب نتيجة تلك العلاقة المسيطرة عليه"، متسائلة: "كيف تُفطم الأم من إدمان العطاء إلى أبنائها؟"، موضحة أن الاحتياجات النفسية التي تُلبيها الأم من علاقتها بابنها أو ابنتها، يتساوى بالتوازي مع احتياجهم لها؛ فهي تُغدق عليهم بالحب، حتى تشعر بدورها العظيم، إلا أنها - في الوقت ذاته - تبتعد تمامًا عن المفهوم الصحيح لدورها في أسرتها؛ فالعلاقة الثابتة الوحيدة تعتبر بين الإنسان وربه، وهو الأمر الذي ينبغي على الأسرة معرفته للتعايش بشكل صحي وسليم بين كل أفرادها.

"عندما تبدأ العلاقات في التراجع، والغياب، يعود التوازن إلى الفرد طبيعيًا"؛ هكذا وصفت فاطمة البربري، الحل المثالي للرؤية الواضحة للعلاقة بين الأم وأبنائها، مفيدة بأن اكتشافها لعدم احتياجها إليهم، يُعزز من قوة اتجاهها نحو دورها الطبيعي في تعليمهم الجيد، تدريبهم على انتهاج السلوك الأخلاقي المتميز، توجيهم إلى الطريق الصحيح، وحمايتهم بالقدر المطلوب.

واختتمت الدكتورة فاطمة البربري تصريحاتها، مشددة على أهمية لجوء الأم إلى طلب المساعدة، من Life Coach أو مدرب الحياة؛ حتى تستطيع أن تعيش حياة أكثر سعادة، وتتمكّن من العمل على دورها الصحيح بالطريقة السليمة.