مخرج مسلسل "الشرار" الفوز طنجور لـ "الجوهرة": هناك خطوات جادة لتعزيز دور المرأة السعودية في الدراما

‏درس الإخراج السينمائي بأكاديمية الفنون الجميلة في جمهورية مولدوفا، وقدّم منذ التخرج مجموعة أفلام سينمائية قصيرة؛ منها: (نهاية بالون أحمر) و(شمس صغيرة) الذي نال جائزة التانيت البرونزي في مهرجان قرطاج السينمائي 2008 وجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان مونس في بلجكيا 2009 .

وقدم أكثر من 20 فيلمًا تسجيليًا، اهمها: (دمشق.. سيمفونية مدينة) و(حجر أسود) و(جسر الكولا) و(خارج أسوار المدينة) و(بعيد قريب من تخوم الوطن) وفيلم (بارودة خشب) الذي نال جائزة الحريات العامة وحقوق الإنسان في مهرجان الجزيرة الدولي للأفلام الوثائقية عام 2013 وجائزة الباندا الذهبي لأفضل إنتاج في مهرجان الباندا الذهبي للأفلام التسجيلية عام 2014 في الصين، وحصل فيلمه (ذاكرة باللون الخاكي) على الجائزة الكبرى في مهرجان ياماغاتا باليابان وجائزة أفضل مخرج في مهرجان مالمو للسينما العربية.

يعيش المخرج السوري الفوز طنجور حاليًا في النمسا ويحمل الجنسية النمساوية.. وكان لـ "الجوهرة" الحوار التالي معه:

ما رأيك في ظهور المرأة السعودية بالدراما والسينما؟ وهل تقدم أدوارًا تليق بالمشاهد والهوية الوطنيه الفنية؟

بالتأكيد مع التطور الكبير والسريع الذي تشهده المملكة العربية السعودية اليوم على كل الأصعدة بدأ يبرز بشكل أكبر دور المرأة السعودية وأهميته في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وأعتقد أن هناك خطوات جادة لتعزيز دورها في الدراما السعودية، ليس فقط كممثلة وإنما أيضًا شريكة حقيقية في صناعة المحتوى الفني، سواء في الكتابة أو الإنتاج، وأعتقد أن هذا الاعتماد المتزايد على الكفاءات المحلية الفعالة ووضعها في مكانها الصحيح سوف يسهم خلال المستقبل القريب في تكوين هوية وطنية للدراما السعودية، خاصة حين يتوسع أفق هذه الدراما وتبدأ بطرح مواضيع مهمة تمس حياة المواطن السعودي وتحترم قلبه وعقله.

كيف تم اختيارك لإخراج العمل؟

كانت لي تجربة مسلسل قصير من ٧ حلقات مع المنتج المنفذ واسم المسلسل "ستة ناقص واحد"، وكنتُ صورته في أبو ظبي ونال ثناء قناتي "إم بي سي" و"شاهد" وكل من تابع العمل الذي اعتمد على أسلوب تصوير سينمائي بجودة عالية، ومواهب شابة من دول عربية مختلفة، وعلى طريقة إخراج مختلفة تبتعد عن النمطية.

‏وأسلوب عملي المختلف، على الصعيد الفني أو الشخصي، هو المفتاح الرئيسي لعلاقتي مع الآخرين، كذلك لي تجربة طويلة في صناعة الفيلم التسجيلي السينمائي.

‏كان التصوير شديد الصعوبة في الصحراء خلال فصل الشتاء البارد، خاصة أن الأماكن التي اخترتها للتصوير كانت تبعد عن الرياض مسافة طويلة وكنا نقضي أكثر من ساعة ونصف الساعة للوصول، ونفعل ذلك مرتين يوميًا، وهبت علينا رياح شديدة وهطلت علينا الأمطار، والتعامل مع الأحصنة والجمال كان أيضًا شديد الصعوبة ويحتاج إلى وقت طويل، وخضع الممثلون لدورة في ركوب الخيل والتعامل مع السيف تحت إشراف خبراء.

 أما على صعيد العمل مع الممثلين فعقدنا لقاءات مكثفة لاختيار طاقم العمل التقيتُ خلالها مجموعة كبيرة من الممثلين السعوديين، واخترنا المناسبين للأدوار والذين خضعوا لتدريب طويل قبل التصوير، وكنتُ حريصًا على رسم كل شخصية بدقة؛ من حيث الشكل والنفسية وتطور الشخصية عبر العمل، كذلك عملتُ بشكل وثيق مع الفريق التقني؛ من مدير التصوير إلى مهندس الديكور والماكيير ومصمم الملابس، للاهتمام بأدق التفاصيل.

ضم مسلسل "الشرار" وجوهًا جديدة فكيف تعاملت معهم؟ لا سيما أن أغلب المشاهد كانت في الصحراء؟

‏اتفقنا على أن الكلام سيكون بلهجة مفهومة لا تغرق في المحلية؛ حتى يستطيع كل من يشاهد العمل فهمه ومتابعته وهذا ما حدث؛ حيث فكان معي في موقع التصوير مدقق لهجة، وأيضًا بعض الممثلين خضع لدورات تدريبية على النطق الصحيح للهجة.

لمن تتقدم بالشكر على هذا النجاح؟

‏أود أن أشكر كل فريق الإنتاج الذي بذل جهودًا جبارة في مواقع التصوير، وفريق الإعداد في mbc، والمنتج الصديق عمر الديني الذي كان داعمًا وشريكًا حقيقيًا في هذا العمل من أول لحظة وحتى انتهائه.

هل سنشاهد الشرار 2؟

‏أتمنى إنتاج جزء ثانٍ من المسلسل، وأعتقد أن الكاتبة المبدعة لمياء الزيادي متحمسة أيضًا لتعاون جديد نكمل من خلاله الحكاية التي يمكن أن تنفتح على عوالم جديدة وتطرح قضايا مختلفة اجتماعية ووطنية.

وبالطبع أشكر المنتجة الرائعة ريم عبد الله والكاتبة المبدعة لمياء الزيادي ومديرة تطوير المحتوى في mbc "ميعاد الروقي العتيبي"على ثقتهم وإخلاصهم للعمل.