صارع الموت عدة أيام.. رضيع يموت جوعا بجوار جثة والده ببريطانيا

في حادث صادم وقاسي، مات طفل جوعا بجوار جثة والده في بريطانيا، بعدما ظل الصغير لعدة أيام بلا أكل أو شرب، وظل يصارع الموت حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وسرعان ما انتشرت صورة الصغير التي هزت قلوب الجميع.

جاء ذلك بعدما عثر الأهالي على جثة الطفل برونسون باترسبي بجانب جثة والده كينيث (60 عاما) في شقتهما في منطقة سكيغنيس الساحلية في شمال إنجلترا، وكان قد شاهده آخر مرة قبل أسبوعين أحد جيرانه.

ومات كينيث باترسبي بنوبة قلبية، ووجد الطفل الصغير نفسه وحيدا، من دون ماء أو طعام.

تصريحات الأم

من ناحيتها، قالت سارة بيسي، والدة الطفل الأشقر الذي انتشرت صورته في وسائل الإعلام، إن ابنها توفي بسبب الجوع، ملقية باللوم على الخدمات الاجتماعية في مقاطعة لينكولنشر.

وبدموع لا تتوقف، قالت الأم: "لو قاموا بعملهم، لكان برونسون لا يزال على قيد الحياة"، فيما قالت والدة الطفل، التي لم تكن تعيش معه ولم تره منذ شهرين إنها "مسكونة" بفكرة بحث ابنها اليائس عن الطعام بعد وفاة "كيني"، شريكها السابق الذي انفصلت عنه وأنجبت منه طفلين آخرين.

وتبين أن الطفل برونسون ووالده قيد المتابعة من الخدمات الاجتماعية المحلية، وكان آخر اتصال للأم بطليقها في 27 ديسمبر الماضي.

رد الخدمات الاجتماعية

من ناحيتها، قالت مديرة الخدمات الاجتماعية في مقاطعة لينكولنشر هيذر ساندي "إننا ندرس القضية حالياً مع شركائنا من أجل فهم الظروف بشكل أفضل، وننتظر أيضاً نتائج التحقيق" الذي تجريه المحاكم.

وأوضحت مديرة الخدمات الاجتماعية، أنها أخطرت الشرطة مرتين: الأولى في الثاني من يناير، عندما ذهبت مساعدة اجتماعية إلى منزل باترسبي لتحديد موعد لكنها لم تتلق أي رد.

وبعد "البحث عن عناوين أخرى يمكن أن يكون فيها الطفل"، عادت المساعدة الاجتماعية إلى عنوان الطفل ووالده الأساسي بعد يومين وقدمت بلاغاً جديداً إلى الشرطة، بسبب عدم تلقيها أي رد أو ملاحظة أي حركة في المكان.

وبعد خمسة أيام، قيل إنها حصلت أخيراً على مفتاح من صاحب الشقة، فدخلتها وعثرت على الجثتين. هذه المساعدة الاجتماعية التي ستخضع ردة فعلها للتقويم، حصلت على إجازة بعد هذه "التجربة المؤلمة".

تحقيقات

ومع مطالب رواد منصات التواصل الاجتماعي بسرعة التحقيق في الواقعة، أحيلت القضية إلى الشرطة البريطانية التي أكدت أنها تجري تحقيقاً في الإخفاقات المحتملة من جانب عناصرها في لينكولنشر.

بيان الشرطة

من ناحيته، قال القائد الإقليمي للشرطة ديريك كامبل "إن الظروف المروعة التي توفي فيها كينيث وبرونسون أقل ما يقال عنها إنها صادمة"، مضيفاً "سنرى ما إذا كانت الشرطة قد فوتت أي فرصة للتحقق من حالة باترسبي (الأب) وبرونسون (الطفل) في وقت سابق".

وعلق مات وارمان، النائب المحافظ عن مدينة سكيغنيس، قائلاً "تسلط هذه المأساة الضوء على أهمية دور الجيران. سكيغنيس مكان تسود فيه روح مجتمعية حقيقية وأعرف مدى الحزن الذي يشعر به السكان".

وحاولت ميلاني باترسبي، أخت برونسون غير الشقيقة، تهدئة الأمور، قائلة إن عناصر الشرطة والخدمات الاجتماعية "فعلوا ما في وسعهم" وليسوا مسؤولين عن المأساة.

وقالت إنها "راضية" عن إجراء السلطات المحلية تحقيقاً داخلياً "لتقويم ما إذا كان هناك أي تقصير أو إخفاقات" قبل وفاة برونسون.

وقالت ميلاني باترسبي (37 عاماً) إن والدها كينيث أصيب بالفعل بنوبة قلبية قبل أشهر قليلة من وفاته، وأضافت أن الأخير "كان يعشق" برونسون و"بذل قصارى جهده من أجل هذا الطفل الصغير حتى أنفاسه الأخيرة". 

اقرأ أيضًا: فيديو صادم.. أسرة عراقية تحبس ابنها المريض نفسيا مكبل اليدين بالحديد