وائل الدحدوح.. صوت فلسطين الذي لن ينكسر

من جديد، استهدف الاحتلال الإسرائيلي أحد أبناء الصحفي الفلسطيني وائل الدحدوح، اليوم الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف صحفيين غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.

"مرة أخرى يودع الصحفي الكبير وائل الدحدوح عائلته وبقلب مكسور، حيث يبكي الآن على نجله البكر حمزة وهو المُصاب أيضًا"، هكذا قال أحد الصحفيين الفلسطينيين، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي إكس.

وتابع: "يقف إلى جانبه الصحفي محمد عوض الذي فقد عائلته أول أمس بقصف صهيوني.. هذا مشهد كبير للموت لا يتوقف في غزة".

وائل الدحدوح يخسر أغلى ما يملك

على مدار سنوات الاحتلال والحروب التي عاشتها غزة، خسر وائل الدحدوح أغلى ما يملك، حيث فقد نحو 20 من أقاربه، بينهم إخوته وأبناء عمومته وأبناء عمته، ومعظمهم قضوا في حوادث اغتيالات بالطائرات الإسرائيلية.

وخلال الحروب المتتالية على قطاع غزة، اضطر الدحدوح إلى توزيع أبنائه بين 3 بيوت لأقاربه، بعضهم عند أخوالهم وآخرون عند أعمامهم، خوفًا من استهدافهم من قبل الاحتلال.

اعتقال 7 سنوات

ولد وائل الدحدوح في غزة عام 1970، ونشأ في ظل الاحتلال الإسرائيلي. اعتقله الاحتلال الإسرائيلي 7 سنوات، ومنعه من تحقيق طموحه في دراسة الطب.

لكن الدحدوح لم يستسلم للظلم، بل قرر أن يواجه الاحتلال بكل قوة من خلال عمله الصحفي، والتحق بقناة الجزيرة عام 2004، وعمل مراسلا لها في غزة.

غطى الدحدوح العديد من الأحداث المهمة في فلسطين، بما في ذلك الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2008-2009، والانتفاضة الفلسطينية الثانية، كما كان شاهدًا على العديد من المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين.

في يوم 25 أكتوبر 2023، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزل وائل الدحدوح، واغتال زوجته وابنه وابنته.

يودع ابنه ويحتضن ابنته ويتذكر زوجته وأبنائه الشهداءيودع ابنه ويحتضن ابنته ويتذكر زوجته وأبنائه الشهداء

وائل الدحدوح: هذا شيء مؤلم

ينحدر وائل الدحدوح من أسرة ميسورة الحال تعمل في الزراعة، نشأ في هذا الجو، وعمل هو الآخر بالزراعة منذ طفولته حتى حصل على الثانوية العامة.

تزوج الدحدوح ولديه 8 أبناء، يقول في أحد حواراته الصحفية: "دور الأب مفقود في مهنتنا، فعندما يحتاجني أولادي أكون بعيدًا عنهم، وهذا شيء مؤلم جدًا".

تلقى وائل الدحدوح تعليمه الابتدائي والثانوي في غزة، وحصل على الثانوية العامة عام 1988.

كان يحلم بالسفر خارج فلسطين ودراسة الطب، لكن الاحتلال الإسرائيلي حال دون تحقيق هذا الحلم، إذ اعتقله عام 1988 بسبب مشاركته في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

أمضى الدحدوح 7 سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وبعد خروجه منها استكمل دراسته الجامعية في الجامعة الإسلامية في غزة، وتخرج منها عام 1998 بدرجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام.

بعد عدة سنوات من اعتقاله، حاول وائل الدحدوح السفر خارج فلسطين لاستكمال دراسته، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي منعه،لكن الدحدوح لم يستسلم، وقرر أن يكمل دراسته في فلسطين.

دخل الدحدوح جامعة القدس في بلدة أبو ديس بالضفة الغربية، وحصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية عام 2007.

بدأ وائل الدحدوح مشواره المهني مراسلا في قطاع غزة لعدة وسائل إعلام فلسطينية، منها جرائد ومجلات وإذاعات وقنوات محلية.

يودع ابنه ويحتضن ابنته ويتذكر زوجته وأبنائه الشهداءيودع ابنه ويحتضن ابنته ويتذكر زوجته وأبنائه الشهداء

العمل الصحفي في حياه الدحدوح

في عام 2004، التحق بمكتب قناة الجزيرة في فلسطين مراسلا، ومنذ ذلك الحين أصبح من أشهر المراسلين الفلسطينيين في العالم.

أصبح الدحدوح مديرا لمكتب الجزيرة بغزة، وغطى رفقة فريق الجزيرة كل الحروب التي شهدها القطاع المحاصر، وأشهرها حرب 2008-2009، وحرب 2012، وحرب 2014، وحرب 2021، وحرب 2023.

غطى الدحدوح عدة حروب بغزة وعدة مجازر، أشهرها مجزرة حي الشجاعية في يوليو/تموز 2014. كان طاقم الجزيرة الوحيد الذي وصل للمنطقة ومعه سيارة بث خلال فترة هدنة لم تزد على 1.5 ساعة، وبث من هناك مباشرة صورا ولقطات مؤلمة.