مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء تتجدد الحاجة إلى تعزيز دفاعات الجسم الطبيعية لمواجهة التقلبات المناخية والأمراض الموسمية. فما الأطعمة والروتينات التي يمكننا اعتمادها لتقوية جهاز المناعة؟ وما العادات التي يجب تجنبها؟
بينما يلعب جهاز المناعة، بوصفه الدرع الحامية للجسم، دورًا حيويًا في هذه المعركة. لذا نستعرض أهم التفاصيل حوله وفقًا لما ذكره موقع iherb.
ما جهاز المناعة؟
جهاز المناعة هو عبارة عن شبكة كبيرة من الأعضاء، وخلايا الدم البيضاء. والبروتينات (الأجسام المضادة)، بالإضافة إلى بعض المواد الكيميائية التي تعمل معًا وفق منظومة متكاملة للدفاع عن الجسم من غزو البكتيريا، والفيروسات، والطفيليات، والفطريات التي تسبب العدوى والمرض.
كما يلعب جهاز المناعة دورًا حيويًا في حماية الشعر والجلد والمفاصل ضد أمراض الشتاء الشائعة. مثل: جفاف الجلد والالتهاب المفاصل، والإكزيما؛ وتحفيز مرض الصدفية وغيرها من المشاكل الصحية التي يختص بها فصل الشتاء؛ نظرًا للبرودة وجفاف الهواء.
وجبة دافئة تساوي مناعة قوية
تعد التغذية السليمة حجر الأساس لتعزيز جهاز المناعة. فالأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة تعمل على تقوية الخلايا المناعية وزيادة قدرتها على مكافحة الأمراض. ومن أهم الأطعمة التي تساهم في تعزيز المناعة خلال فصل الشتاء:
السمن والزيوت الطبيعية:
يعد السمن الصافي المصنوع من مصادر طبيعية أو السمن البلدي -كما هو رائج في العالم العربي- من أكثر الدهون سهولةً في الهضم، وقدرة على توليد حرارة الجسم ومنحه الطاقة اللازمة للحفاظ عليه دافئًا.
كما يساهم التناول المعتدل للسمن في حماية الجلد من الجفاف؛ لذا يجب إضافة ملعقة من السمن إلى الطعام المطبوخ، مثل: الأرز، والخضراوات والطواجن؛ لتعزيز المناعة في فصل الشتاء.

البطاطا الحلوة:
غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف. وتساعد على تعزيز المناعة وعلاج الإمساك. بالاضافة إلى أن تناول البطاطا الحلوة في فصل الشتاء له متعة خاصة، فضلًا عن احتوائها على مجموعة كبيرة من المغذيات، فهي غنية بالألياف وفيتامين A والبوتاسيوم. كما يساهم تناولها بشكل منتظم في علاج الإمساك، وتعزيز صحة الجهاز المناعي، لدورها في الحد من الالتهابات.
في حين تحتوي على قيمة وفيرة من البيتاكاروتين وفيتامين C، وكلاهما يعمل على تعزيز المناعة في الجسم، يمكن تناول البطاطا الحلوة مع اللبن، أو وضعها في الفرن مع القليل من الأعشاب للحصول على طعم رائع، والحماية من أمراض الشتاء في ذات الوقت.
التمر:
مصدر مهم للفيتامينات والمعادن والألياف، ويساهم في تقوية العظام والأسنان. فهو جوهرة الطبيعة الحلوة، وليس مجرد محلٍ طبيعي. لأنه غني بالفيتامينات والمعادن والألياف التي تغذي جسمك وتقوي عظامك.
ويعتبر درعًا واقية ضد فقر الدم، ويمنحك الطاقة اللازمة لمواجهة برد الشتاء القارس. كما أنه صديق لبشرتك، يحافظ على نضارتها ورطوبتها. استمتعي بمذاقه اللذيذ وفوائده الصحية العديدة في كل وقت.
سكر الجاجري:
هو بديل صحي للسكر الأبيض. لما يحتويه من خصائص غذائية مبهرة، فهو غني بالحديد والذي يجعله خيارًا ممتازًا لمرضى فقر الدم. ولا شك أنه من الضروري الحفاظ على مستويات كافية من الحديد خلال فصل الشتاء، حيث إن عنصر الحديد له دور كبير في ربط الأكسجين بكريات الدم الحمراء.
وكلما انخفضت مستويات الحديد قل توافر الأكسجين في الجسم، وشعرتِ بالبرودة. يعمل أيضًا سكر الجاجري كمطهر قوي للرئة، وهو خيار ممتاز للأشخاص الذين يعيشون في مناطق التلوث العالية، والمناطق الضبابية.

الدخن:
حبوب غنية بالألياف والفيتامينات والمعادن، تساهم في إنقاص الوزن وتحسين الهضم. وهو عبارة عن حبوب صفراء صغيرة تتميز بكونها منخفضة السكريات، وغنية بالألياف وتحتوي على مجموعة من العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن المهمة؛ لذا يجب تضمين جميع أنواع حبوب الدخن في النظام الغذائي الصحي خلال فصل الشتاء.
ويفيد الدخن في إنقاص الوزن الزائد من خلال الشعور بالشبع عند تناوله، بالإضافة إلى محتواه المنخفض من السعرات الحرارية وقدرته على ضبط مستوى السكر في الدم.

الخضراوات الصليبية:
مثل البروكلي والقرنبيط، غنية بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، وتعزز المناعة وتحمي من الأمراض. وتتعدد فوائد البروكلي بفضل غناه بفيتامين C؛ الذي يعزز وظيفة جهاز المناعة في الجسم، كما أنه أحد أهم مضادات الأكسدة للوقاية من التجاعيد، يساعد البروكلي والقرنبيط المليئين بالألياف والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة المفيدة على الحماية من أمراض الشتاء.
كما أنهما مصدر ممتاز للألياف الغذائية التي تلعب دورًا رئيسيًا للتحكم بنسبة السكر في الدم، وصحة الجهاز الهضمي والقلب.
الخضراوات الجذرية:
مثل الجزر والبطاطا والبنجر، غنية بالفيتامينات والمعادن والألياف، وتساهم في تعزيز المناعة وتحسين صحة القلب. فهي متوفرة في هذا الوقت من العام بكمية وفيرة وذلك لحكمة ربانية.
فالخضراوات الجذرية مصدر غني للبيتاكاروتين، والألياف، والبوتاسيوم، والمنغنيز، ومعظم فيتامينات B، ومضادات الأكسدة.
ومن أهم هذه الخضراوات: البطاطا الحلوة. والبنجر، والبطاطا، واللفت، والجزر، وكلها تعتبر مصدرًا رائعًا للطاقة وقليلة السعرات الحرارية لا سيما إذا تم تناولها نيئة.

المكسرات:
غنية بالأوميجا 3 ومضادات الأكسدة. تساهم في تقوية القلب وتحسين المزاج. كما أنها تمنح الدفء بطبيعتها وتعزز صحة نظام عصبي نشط. كما تساهم في الحفاظ على صحة القلب والعقل.
يعمل اللوز والجوز على خفض الكوليسترول السيئ. والتحكم في مستويات السكر في الدم، وتقليل الالتهابات، كما أنه غني بفيتامين “هـ” ومضادات الأكسدة والمغنيسيوم . بينما عين الجمل مصدر كبير للأوميغا 3.
أوراق الخردل:
غنية بفيتامين C ومضادات الأكسدة، وتعزز المناعة وتحمي الجهاز التنفسي.كما يساهم الخردل في تزويد الجسم بالحرارة التي يحتاجها أثناء الطقس البارد، ويضيف مذاقًا لذيذًا للأطعمة، لأنه غني بمضادات الأكسدة القوية، مثل: فيتامين K، وفيتامين A، وفيتامين C،
وتعمل جنبًا إلى جنب مجموعة متنوعة من المعادن لتعزيز المناعة وتحسين صحة الجهاز التنفسي، لا سيما للأشخاص الذين يعانون من الربو، كما يعتبر الخردل مفيدًا وبشكل كبير لأعراض انقطاع الطمث.
روتين يومي لتعزيز صحة جهاز المناعة
بالإضافة إلى التغذية السليمة هناك العديد من العادات الصحية التي تساهم في تعزيز جهاز المناعة، مثل:
- ممارسة الرياضة بانتظام: تحسن الدورة الدموية وتعزز عمل الخلايا المناعية.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: يساعد الجسم على تجديد طاقته ومحاربة الأمراض.
- الحد من التوتر والقلق: يضعف التوتر جهاز المناعة ويجعله أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
- شرب كمية كافية من الماء: يحافظ على رطوبة الجسم ويساهم في طرد السموم.
- الحفاظ على نظافة اليدين: يقلل من خطر الإصابة بالعدوى.
وفي النهاية فإن تعزيز جهاز المناعة هو استثمار في صحتنا وحياتنا. ومن خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة العادات الصحية يمكننا أن نحمي أنفسنا من الأمراض ونتمتع بحياة صحية وسعيدة.