وضحى فهد بن زرعة مدير تمكين المرأة بوزارة الاتصالات: 36 ألف سيدة يعملن بقطاع التقنية

 

تم اختيارها كأول مدير لإدارة تمكين المرأة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالسعودية؛ حيث أثبتت أن المرأة شريك أساسي في مسيرة التنمية والتطور في المجتمع السعودي، كما كان لأسرتها دور كبير في دعمها خلال رحلتها المهنية.

التقت "الجوهرة" وضحى فهد بن زرعة؛ مدير إدارة تمكين المرأة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، في حوار أكدت من خلاله، وجود مساعٍ لزيادة مشاركة المرأة في القطاع بحلول 2020، والعمل بشكل مكثف في المناطق غير الرئيسة لتطوير وتمكين الكفاءات الموجودة، وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار فيها، من خلال التدريب وتوليد الكفاءات والقيادات في المجال التقني.

كيف كانت بدايتكِ في مجال العمل؟ وكيف كانت خطواتكِ الوظيفية؟

بدأت مسيرتي العملية مع الشركة DHL العالمية؛ حيث كنت من الدفعة الأولى من الموظفات فيها؛ إذ أثبتن جدارتهن بسرعة غير مسبوقة، ثم اختارتني القيادة لإدارة القسم؛ وذلك خلال عامين من انضمامي، ثم انتقلت للقطاع البنكي كمديرة لأحد الفروع، بحصيلة خمس سنوات خبرة.

اتبعت شغفي، وقررت الحصول على وظيفة تعنى بتطوير رأس المال البشري، إلى أن وفقني الله لقيادة ملف الموارد البشرية بإحدى أكبر الشركات الاستشارية بالمملكة؛ لأساهم بعدها في تأسيس مركز خدمات مشتركة لمجموعة من الشركات المساهمة في قطاع الإنشاءات، وكان التحدي الأكبر هو توظيف سيدات في قطاع ذي طابع ذكوري، لا سيما في مهام مثل "التوظيف، والتعويضات، والفوائد، والمدفوعات الحكومية"، وغيرها الكثير.

أُصيب هذا القطاع بوعكة حادة في عام 2016؛ بسبب تقنين الصرف الحكومي، بينما كان هناك نمو ملحوظ في قطاع تقنية المعلومات؛ لتجري سفينة تطوري المهني بما تشتهي رياح الاقتصاد، فاتجهت إلى قطاع التقنية باختياري؛ لأكون الشخص الأول في إدارة عمليات الموارد البشرية لشركة مشتركة (JV) بين جامعة الأميرة نورة، وإحدى كبريات الشركات التقنية العالمية؛ ما جعلني أتعلم الكثير، فأصبحت ثرية بالمعلومات والخبرات، وسنحت لي الفرصة باختياري أول مدير إدارة تمكين المرأة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.

ما دور أسرتكِ في دعم طموحكِ الوظيفي؟

نشأت في أسرة متعلمة بفضل الله تعالى؛ إذ حصل والدي منذ وقتٍ مبكر على تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية، وعملت والدتي أستاذة ثم تدرجت في العديد من الوظائف التعليمية، وتتلمذ على يدها كثير من الطالبات.

لم تكن فكرة "عدم عملي" أمرًا مقبولًا خاصةً لدى والدتي؛ إذ أتذكر إيقاظها لي كل صبح، بعد تخرجي؛ لتحثني على الخروج بحثًا عن وظيفة وإجراء مقابلات للعمل، فكان لذلك أثر كبير في تشكيل قناعاتي بأن المرأة عضو مساهم وفاعل في المجتمع، فلا شك أن الدعم الأسري جوهري في نجاح أي فتاة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

هل نجحت المملكة في توفير أجواء مناسبة لتمكين المرأة؟

أولت القيادة الرشيدة اهتمامًا ملحوظًا بدعم تمكين المرأة، وتفعيل دورها في المجتمع، وهذا لا يخفى على الجميع، لكن الأمر ما زال يتطلب دعمًا مجتمعيًا إضافيًا؛ لتفعيل دور المرأة ورفع مستوى مشاركتها في دعم التنمية.

ما جهود قطاع الاتصالات في دعم المرأة؟

نعمل في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات على استحداث برامج ومبادرات تتعلق بتمكين المرأة في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات؛ عن طريق زيادة نسبة مشاركتها في سوق العمل، تزامنًا مع هدف رؤية 2030 الاستراتيجي بـ "رفع نسبة مشاركة المرأة"؛ إذ شارك كثير من الفتيات في عدد من الدورات التدريبية في التقنيات الناشئة؛ مثل: الـذكاء الاصطناعي، علم البيانات، إنترنت الأشياء، الحوسبة السحابية، كما تم تدريب الآلاف منهن في مبادرة "تبرمج بالشراكة"، مع  مؤسسة الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز الخيرية (مسك).

وقد أسهمت كل هذه الجهود، في زيادة نسبة مشاركة المرأة في وظائف الاتصالات وتقنية المعلومات من 11% إلى 13.5%، كما يوجد أكثر من 36 ألف سيدة تُؤدي دورها الوظيفي بشكل تام في قطاع التقنية.

هل استجابت المرأة السعودية لخطوات التمكين المستجدة حاليًا؟

المرأة مبدعة بطبيعتها، ففي مختلف القطاعات الاقتصادية، توجد سيدات متميزات في مناصب ووظائف نوعية، يعملن باحترافية، فوفق آخر دراسة طُرحت في مجموعة "العشرين" في اليابان، حققت السعودية معدل النمو الأعلى في مشاركة المرأة في سوق العمل بنسبة 7%؛ ما يدل على استجابة المرأة للفرص المتاحة.

ما الموقف الذي مررتِ به، وأثَّر في مسيرتك العملية؟

من المواقف التي أحدثت نقلة نوعية في مسيرتي، أنني كنت أطمح للعمل في إحدى الشركات الاستشارية بعد تخرجي، فحاولت الالتحاق بها عبر موقعها الإلكتروني، لكن مسؤول التوظيف رفض طلبي، متعللًا بعدم تناسب مهاراتي وقدراتي مع الوظيفة المطروحة.

وبعد فترة، وفي مؤتمر بإحدى الدول الخليجية، تصادف وجود أحد شركاء هذه الشركة، كان يطلب موظفًا متخصصًا في الموارد البشرية، فرشحني أحد الحضور لهذه الوظيفة. لقد وصلت لهدفي في تلك الفترة، وتعلمت منها الكثير، وحققت العديد من الإنجازات.

هل كان للإعلام دور في تحقيق عملية تمكين المرأة؟

دور الإعلام محوري ومهم في شتى المواضيع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وكذلك السياسية؛ إذ عمل ويعمل على إبراز أهمية تمكين المرأة والتعريف بأدوارها ونجاحاتها وضرورة مشاركتها وغيرها من المواضيع.

وأرى أنه لدى المرأة قدرة أكبر لإحداث أثر أوسع في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، فما زال أمامها متسع لإبراز دورها. وعلى الإعلام توسيع نظرته تجاه مشاركة المرأة بفاعلية في شتى مجالات الحياة؛ لتحقيق الهدف الأسمى؛ وهو خدمة الوطن والمجتمع.

ما رسالتك للمرأة؟

أنتِ قوية بعلمك، وعزيمتك، وإرادتك، وقيادتك. لا تترددي، وتقدمي الصفوف، وشاركي في بناء الوطن مع أشقائك الرجال، فالمساحة متاحة أمامك.