"واقع التعليم في الأردن".. كتاب يحلل المشكلة ويستشرف المستقبل

صدر حديثًا عن مؤسسة عبد الحميد شومان، كتاب جديد بعنوان "واقع التعليم في الأردن ومستقبله"، يتضمن وقائع المحاضرة التي ألقاها عمر الرزاز، وزير التربية والتعليم السابق، رئيس الوزراء الحالي، في منتدى "شومان الثقافي" قبل عامين.

وتناول الكتاب المنبثق عن محاضرة "التعليم.. أين أخفقنا؟ وأين نجحنا؟ وإلى أين نتجه؟"، أهم الأولويات، والمبادئ، والمداخل؛ لتحسين مخرجات التربية والتعليم في الأردن، والنهوض بها.

الغلاف

كُتب على غلاف الكتاب "بعد توسيع المدارس لم تعد معاهد المعلمين قادرة على تغطية هذا الطلب، وبذا انتقلنا إلى متطلب البكالوريوس، وتمت التضحية بتأهيل المعلم بما فيه الكفاية، قبل دخوله مجال التدريس".

وأتبعت تلك الكلمة على الغلاف أيضًا: "ثم إننا أخفقنا في مجال التعليم العالي مثلًا، بتحويل الكليات إلى جامعات، أي أننا أخفقنا في عدة مجالات، وكانت لها نتائج سلبية في مخرجات ومواءمة مخرجات التعليم، والتعليم العالي مع الجوانب الاقتصادية والنفسية والاجتماعية".

توطئة الكتاب

واحتوى الكتاب على تقديم للرئيس التنفيذي لمؤسسة "شومان الثقافية" فالنتينا قسيسية، ذكرت فيه: "قبل سنوات كنا نتغنى بمستوى التعليم لدينا، وكان خريجونا هم المفضلين في دول الإقليم، وكانت نتائج طلبتنا في الامتحان العالمي للرياضيات والعلوم هي الأفضل على المستوى العربي، قبل أن نصبح في ذيل القائمة".

وتابعت: "أما خلال الأعوام العشرة الأخيرة، فلا نظن أن موضوعًا أخذ مساحة من الجدل مثلما فعل موضوع التعليم، ليصبح قضية رأي عام، اشترك في الاجتهاد بشأنها جميع المعنيين من خبراء وعاملين في القطاع، من مدرسين وطلبة وأهالٍ".

وتساءلت "قسيسية": "هل عرفنا ما التعليم الذي نريده؟"، لافتةً إلى أن التعليم لم يعد مجرد محو لأمية القراءة والكتابة، بل هو عملية للتغلب على التحديات التي تمر بها المجتمعات، وأن التحدي الكبير يتمثل في وجود أكثر من 50 ألف خريج جامعي سنويًّا.

السعي لاكتشاف مواهب الطلبة

وتحدث الدكتور الرزاز في الكتاب عن أهمية اكتشاف ميول الطلبة من خلال شهادة "التوجيهي"، عبر توثيق جوانب التميز في الميول والمواهب؛ مثل: "الرياضة، والموسيقى، والفن، والتطوع في خدمة المجتمع".

دعوة لتغيير اسم الوزارة

وأكد "الرزاز" أهمية إعادة النظر في مفهوم مسمى الوزارة، ليكون مُسماها "وزارة التنشئة والتعليم"؛ لأن التنشئة تشمل القيم والأخلاق، إضافةً إلى المهارات العديدة التي يمكن أن تقدم أيضًا.

إخفاق مناهج التعليم

وبشأن المناهج، ذكر الرزاز أنها "كانت على مستوى متقدم في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، لكن أي مؤسسة لا تستطيع التجديد والتحديث، ولا تعمل على إعادة بناء ذاتها باستمرار، خصوصًا في مجال المناهج، لَهي آيلة إلى العطب والتأخر".

واحتسب "الرزاز" أننا "أخفقنا في مجال التعليم العالي، بتحويل الكليات إلى جامعات، وأخفقنا في مجالات عدة، كانت لها نتائج سلبية في مخرجات، ومواءمة مخرجات التعليم والتعليم العالي، مع الجوانب الاقتصادية والنفسية والاجتماعية".