هايدي موسى: لم أتوقع النجاح مطلقًا.. وأتمنى عودة الأغنية العربية لأصلها الجميل

في الوقت الذي اعتاد فيه جماهير العالم العربي، التشكيك في أهداف برامج اكتشاف المواهب الغنائية، وقدرتها على إظهار شباب النجوم؛ أثبتت أنهم على خطأ، وأن الموهبة الحقيقية ما هي إلا عملة نادرة الوجود، تنتظر الفرصة المناسبة، ليعلو صوتها، تبدع بنبراته، وتأسر قلوب كافة الأعمار بأخلاق الفتاة المصرية، راقية التعامل، والمجتهدة لتكون عند حسن ظنهم، وعلى مستوى تطلعاتهم وثقتهم فيها، حتى حصدت الجوائز، كان آخرها Dear Guest، عن فئة أفضل فنانة شابة، "هايدي موسى"؛ النجمة المصرية الشابة التي تزداد بريقًا، وتتلألأ بموهبة جمعت بين قوة الصوت وعذوبة الإحساس.

وعن انطلاقتها الفنية، وتألقها في غناء اللهجات العربية، وغيرها من الأسرار، كان لمجلة "الجوهرة"، هذا الحوار مع هايدي موسى..

- كيف اكتشفت هايدي موسى حبها للفن؟ وكم كان عمرها؟

كنت صغيرة للغاية، كنت أبلغ من العمر حوالى الـ8 أو 9 أعوام، عندما اكتشف والدي موهبتي في الغناء، بعدما كنت أغني في المنزل، ومنها ذهبت مع والدتي إلى قصور الثقافة؛ ليتطوّر الأمر و التحق بالأوبرا.

- كيف أثرّت الأوبرا على ثقافتك الموسيقية؟

كان للأوبرا أكبر الأثر على ثقافتي الموسيقية، هناك تعاملت مع أصحاب الخبرات الفنية الكبيرة، والأكاديميين، بالإضافة إلى المايسترو سليم سحاب بالطبع، الذي حافظت على وجودي بفرقته، إلى أن حان الوقت حتى كان لابد من التحاقي بالفرقة القومية.

- بعد خروجك من برنامج ArabIdol.. ما التحدي الذي واجهته هايدي موسى؟

عرفت أنني كنت في حاجة ماسة للعمل على قدراتي، وأقوم بتنمية موهبتي، وأحافظ على تركيزي بشكل أكبر، حيث التحقت ببرنامج ArabIdol، عندما كنت تلك الفتاة الصغيرة التي لا تتحمل ضغوط بعينها، وهنا كانت محطة ستار أكاديمي التي صنعت الفارق معي.

- صفِ تجربتك في برنامج ستار أكاديمي؟

تجربة مميزة، وقامت بتغيير حياتي 180 درجة، أثرّت على شخصيتي نفسيًا، ومعنويًا، وفنيًا، حيث أكسبتني خبرة كبيرة في التعامل مع الناس، وبعد مرور فترة من تخرجي لمست حب الجمهور لي، الأمر الذي حمّلني مسؤولية هامة تجاههم، حتى أُقدّم أفضل ما لديّ، واختار القيام بخطوات ثابتة تُحسب لي، فأنا لا أسعى إلى تقديم اختيارات غير مناسبة حتى أحافظ على تواجدي في الأسواق فقط.

وأتمنى من الله أن يكرمني، وأحافظ على خطواتي، حتى أتقدّم.

- هل كنت متوقعة النجاح الكبير لك منذ التحاقك بستار أكاديمي؟

لا، لم أكن أتوقع النجاح أو ردود الأفعال، وحتى الآن؛ أنا لا أتخيل أن كل تلك الأمور حدثت معي بالفعل.

- من المقرب لك من أصدقاء الأكاديمي حتى الآن؟

"هنا وبنبرة صوت ناعمة، وكأن هايدي استعادت ذكريات الأكاديمي"، قالت: نسيم رايسي، إيهاب أمير، محمد عباس، وغيرهم الكثير مقربين لي.

- من الفنان الذي تودين التعاون معه؟

أتمنى التعاون مع عدد كبير من الشعراء، و الملحنين على وجه الخصوص، منهم محمد رحيم، محمد يحيى، والعديد غيرهم.

- هل انتابك الخوف من طرح ألبوم بالكامل.. وخاصة في ظل اكتساح الأغنية المنفردة؟

بالطبع كان هناك تخوّف من فكرة إطلاق الألبوم، لكنني اعتقد بأن الألبوم هو الأساس للفنان، حيث أنني استطيع تقديم نفسي فيه عن طريق 10 أو 12 أغنية، ومن ثم يكون بإمكان الجماهير أن تحكم على موهبتي بعد غنائي لألوان مختلفة.

ألبومي كان تحدٍ كبير بالنسبة لي، لكنه في الوقت ذاته كان جميلًا للغاية، فالأغنية المنفردة ربما تظلم الفنان، أما الألبوم يعطيه المساحة لتقديم المزيد.

- بعد تألقك في غناء اللهجة الخليجية.. هل تفكرين في إعادة تقديمها؟

أنا أحب مجالي جدًا، وأعشق اللهجات المختلفة، وأرغب في تقديم المزيد من اللهجات العربية للجمهور.

- ما هي معاييرك الخاصة لاختيارك أعمالك الغنائية؟

ليس لديّ معايير خاصة، سوى أن تتحدّث الأغنية عن نفسها، أن تحمل كلمات جميلة مؤثرة، ومفاهيم مميزة، واللحن بالطبع يكون قريب من القلب.

- هل أنت مقتنعة بخطواتك الفنية؟

أكيد ليس كل ما يرسمه المرء في خياله، أو يكتبه على ورق بإمكانه تحقيقه، لكنني الحمد لله سعيدة ومقتنعة بخطواتي الفنية.

- كيف كانت تجربتك في التمثيل؟ وهل تفكرين في تكرارها؟

كانت رائعة، تملكني خوفًا شديدًا لكنني خضتها بقلب قوي، وشجاع، وفي حالة وجود نص مناسب بالطبع سأقوم بتكرارها بدون شك.

- من هو مثلك الأعلى من المطربين أو المطربات؟

أعشق العديد من الفنانين، ليس لدى مثل أعلى؛ لكنني أحب أغنيات عملاقة زمن الفن الجميل أمثال محمد عبدالوهاب، أم كلثوم، وردة، فيروز، مع هؤلاء النجوم أشعر بأنهم أصل الفن.

- هل فكرتِ في إعادة تقديم أغنية من الزمن الجميل بصوتك؟

طبعًا، وإن شاء الله سيكون لديّ أغنية قديمة أعيد تقديمها بصوتي من جديد.

- ما هي أمنياتك للأغنية المصرية والعربية عامة؟

أمنياتي للأغنية المصرية والعربية، أن أرى كل أنواع الفن يتم طرحها، ويتمتع بجمهور يستمع إليه؛ فحاليًا تواجه الساحة الفنية ما يُسمى بالأغاني التجارية، أو الأغنيات التي تتمتع بنوع موسيقي معين.

أتمنى حقًا أن أن يكون بمقدورنا تقديم كل أنواع الموسيقى، وتجد طريقها للجمهور بنفس المعدّل، وأن تتطوّر؛ فالموسيقى العربية هي أصل الفن، أتمنى أن نعود لما كنّا عليه زمان.

- ما هو طموح هايدي موسى؟

طموحي كبير للغاية، بحجم محبة الناس لي، أطمح أن أقدّم الكثير من الأغنيات القريبة للقلب، وأن استطيع غنائها على أكبر المسارح في المهرجانات الكبرى، وأن تحصد كل الأصداء الإيجابية.

- كيف تصفين نفسك في كلمات؟

سؤال غريب، إذا قمت بوصف نفسي في كلمات، فأنا إنسانة بسيطة، لا أنظر ورائي بتاتًا، ولا أنظر إلى ما بيد غيري، فأنا على يقين تام بأن لكل مجتهد نصيب، وأن الله سيكافئني بعد اجتهادي وتعبي في كل شيء مررت به.

- كونك المصرية الوحيدة في قائمة الجميلات.. ما هي المسؤولية التي تقع على عاتقك تجاه الفتيات؟

الأمر لا يتعلق بالفن، بالقدر الذي يتعلق به مفهوم الجمال، فكيف يتم رؤية الشخص جميلًا؛ فالجمال ليس في الشكل فقط، أو المظهر، بل هو يكمن في الروح، والبساطة، وعدم التكلّف، وذلك ربما ما جعل الناس يشاهدوني جميلة.

- رسالة أخيرة لجمهورك.

أحب أن أوجه لجمهوري رسالة بأنني محظوظة حقًا بوجود جمهور يحبني، ينصحني، ويدعمني، أتمنى أن يكون صبورّا معي، حتى نحقق سويًا مركز طيبة، ومتقدّمة.