بكت ليلًا حتى أوصلها الاكتئاب إلى القمة.. هكذا بدأت نياكيم جاتويش «ملكة الظلام» قصتها بين الخوف والحزن والترحال والفقد، حتى أصبحت رمز للجمال ومن أهم عارضات الأزياء العالميات.
ومرت «نياكيم» بظروف قاسية في المخيمات؛ إذ فقدت اثنين من أشقائها بسبب سوء الأوضاع والمعيشة، حتى انتقلت وهي في الـ14 من عمرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية برفقة عائلتها.
ومثلها كأي طفلة في عمرها، حلمت بالجنة داخل أمريكا، لكنها في المقابل حصلت على التنمر والسخرية والكثير من المضايقات القاسية؛ بسبب لون بشرتها حالك السواد.
وفي سنواتها الأولى لُقبت بالكثير من الألقاب الجارحة التي أطلقها زملائها في المدرسة، مثل «قطعة الفحم»، كما كان يُطالبها البعض بالاستحمام باستمرار معتبرين أنها «قذرة».
وبالرغم من مقاومتها لفترة إلا أنها لم تستطع الصمود أكثر، ودخلت في حالة حزن واكتئاب شديد حتى حبست نفسها في غرفتها تبكي ليلًا ونهارًا.
ومن هنا انطلقت «ملكة الظلام» في قصة كفاحها، وقابلت كل التعليقات المسيئة بثقة لتقرر ترك بصمتها الخاصة في عالم الجمال بعدما أقنعها الكثير بالعمل كعارضة أزياء؛ نظرًا لطول ساقيها اللافتيتن.
وبالفعل بدأت العمل كعارضة أزياء لماركات غير مشهورة وسط استمرار التنمر عليها، وفي إحدى الأيام تعرضت لموقف مع سائق تاكسي عرض عليها 10 آلاف دولار لتبييض بشرتها، معتقدًا أنها «غير طبيعية».
ورفضت نياكيم هذا العرض، قائلة «لن أفعل ذلك أبدًا إن بشرتي نعمة»، لكنها نشرت هذا الموقف على حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، لتتلقى العديد من التعليقات الداعمة لها، واستضافتها وسائل الإعلام لتحكي قصتها وأصبحت الماركات الشهيرة تتهافت عليها.
ومن هنا تحولت نياكيم جاتويش من فتاة جنوب سودانية منبوذة، إلى واحدة من أشهر عارضات الأزياء على مستوى العالم، وألهمت الكثير من السيدات لتقبل تفردهن والثقة بجمالهن، وأصبحت نموذجًا يُحتذى به.
اقرأ أيضًا: عارضات أزياء أطفال يتألقن بتصميمات مُبدعة لـ منى المنصوري