ما عليكِ تجنبه وفعله في الصدمة العاطفية لـ (طفلك المراهق)

تعيش ابنتك في فترة المراهقة، أول تجارب الحب؛ مما يعني أنها قد تواجه لأول مرة في حياتها صدمة عاطفية، إذا فشلت العلاقة، فستتقوقع حول هاتفها الجوال، وقد تقول لكِ أنها تعاني من أوجاع في المعدة، أما إذا كان ولدًا، ستلاحظين أنه صار يفضل الصمت والانعزال بمفرده لفترات طويلة، ويتجنب الأحاديث والاجتماعات العائلية.

ستقدم لكِ (الجوهرة) نصائح لتساعدي أبناءك المراهقين على الخروج من هذه الأزمة:

نتائج الأزمة على الفتاة:

(أزمة نفسية).. والولد (عنف في السلوك)..

التعامل مع صدمة المراهق في فشل حبه يختلف بحسب جنسه، فإذا كانت أنثى، لن تستطيع الصمود كثيرًا، وستغالبها الأزمة النفسية حيث أنها تلجأ إلى صديقتها لتحكي لها ما وقع وتبث لها همومها، أما الولد غالبًا ما يكتم مشاعره في داخله، ولا يجرؤ على الحديث حول هذا الأمر، مما يجعله عنيفًا في سلوكه.

إزاء هذه التصرفات والتحولات التي تنتج من تصرفات الأبناء، يقع الآباء في حيرة من أمرهم، خاصًة إذا تعلق الأمر بعلاقة عاطفية انتهت قبل حتى أن تبدأ، أعلمي أن المراهق لا يهمه إن دامت هذه العلاقة عطلة صيفية أو شهرًا أو حتى يومًا واحدًا؛ بل الأهم بالنسبة إليه هو أن الأمر لم يستمر وهو ما يجعله يشعر بالخيانة والفشل وإن كان هو المبادر في هدم العلاقة، كما أنه لا يعتد بطول مدة علاقته العاطفية بقدر ما يهتم بفشلها.

أعلمي أن بمجرد دخول ابنك في علاقة حب وبداية إحساسه بمشاعر تجاه إنسان آخر، فإن الحبل السري العاطفي بينكما يبدأ في التلاشي، وهو ما يعني أنه لن يلجأ لكِ دومًا ليشكو همومه وآماله، لذا لا تكوني عنيفة تجاه هذا الأمر وتقبلي الوضعية الجديدة بصدر رحب وعقل متفهم، لأن عند فشله العاطفي غالبًا ما يرسم الطابع التشاؤمي صورة سوداء في ذهن المراهق، ويجعله يعتقد أنه لن يفلح في الخروج من هذه الأزمة وأنه لن يستطيع إقامة علاقة ناجحة في المستقبل.

ما عليكِ تجنبه، وما عليكِ فعله:

- لا تلزمي ابنك بحكاية كل تفاصيل العلاقة أو الخوص أو التدخل فيها بأي وجه كان؛ لتبدي رأيك نقدًا وتجريحًا له أو لشريك(ت)ه، فقط اجعليه يشعر بأنك بجانبه وسوف تساعدينه لتخطي هذه العقبة.

- لا تسخري منه أو من اختياراته وتصرفاته، ولا تلقي سخطك غضبك وعليه، تصرفي برزانة وحكمة.

ما عليكِ قوله، وما عليكِ تجنب قوله:

- تجنبي التلفظ بعبارات من قبيل (إنه فتى أبله، لم أكن أطيقه على أية حال)، أو (لقد كانت فتاة قبيحة، تستحق فتاة أكثر جمالاً وفطنة)، لا تقولي له جملًا تشعره بتفاهة ما يحدث، كقولك (لا يستحق الأمر كل هذا الحزن)، أو (لا تبك كالأنثى على شخص سيء لا يستحق)، أو (إنه شخص لا يستحق الحزن من أجله).

- تجنبي التلفظ بالأقوال التي تقدح من شخصيته أو من شخصية حبيب(ت)ه، لأنه في نهاية المطاف هو من اختار إقامة العلاقة مع ذلك الشخص بعينه، وأي انتقاد في الشخص يعني الانتقاد في طريقة الاختيار والمعايير وبالتالي انتقاد ابنك.

- فضلي الصمت إن لم تجدي العبارات الملائمة، سيكون هذا أفضل من النطق بعبارات تزيد من تأزيم حالة ابنك النفسية، عليكِ اختيار ألفاظك برزانة وحكمة في مثل هذه الحالات، قولي له مثلًا (ما الحب إلا للحبيب الأول، والحب الثاني سيكون أكثر روعة)، أو (التجارب العاطفية ستجعلك أكثر خبرة في حياتك، تعامل معها بحب وحكمة)، وهكذا.

- في المقابل، يتعين عليكِ في هذه الحالة ألا تقتحمي عالمه الخاص، وأن تشعريه بتواجدك إلى جانبه في هذه المحنة، وباهتمامك وتفاعلك مع ما يواجه، يمكنك أن تجربي فعل بعض الأمور للتخفيف عن معاناته، كأن تقترحي عليه مرافقتك للسينما أو للتسوق أو لأي مكان آخر، أو أن تحكي له مثلًا عن أول تجربة حب عشتيها.

- من الأمور التي قد تخفف من معاناته، أن تشجعيه على دعوة أصدقائه إلى المنزل ليقضي معهم أوقاتًا ممتعة، كـ (لعب ألعاب الفيديو، أو مشاهدة مباريات كرة القدم، أو الأفلام السينمائية)، لأن المراهقين يفضلون مشاركة أصدقائهم قصصهم العاطفية عوضًا عن الأهل والآباء، إذا قمتِ بفعل كل هذا ستنجحين في أن يلقي طفلك بتجربته الفاشلة جانبًا متجاوزًا هذه الأزمة.