مؤسسة "رفلز للتصميم": المرأة السعودية أكثر النساء العربيات أناقةً واعتناءً بنفسها

إمرأة مختلفة تقود مهمات تشبه اختلافها؛ فعلى الرغم من خلفيتها في دراسة العلوم السياسية والدبلوماسية، وتجربتها العملية في عالم المال (البنوك) ومن ثم تجربتها كمستشارة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي؛ إلا أنها اليوم مؤسِسة لأهم وأرقى مدارس التصميم والفن بالمملكة، فكيف اختارت "وفاء عبد الله الرشيد" الفن!

حصلت وفاء الرشيد على درجة الماجستير والدكتوراه في العلاقات الدولية والدبلوماسية، بعد دراستها للأدب الإنجليزي في البكالوريوس، تقول: "كنت دائماً أحب الشعر والنثر، وكانت تستهويني السياسة.. لم اشبه غيري لا بفكري ولا بقلمي؛ ليصبح الكلام هو همزة الوصل التي تربطني مع الفضاء، وبدأت أعبيء السطور بالسياسة عبر مقالاتي".

نشأت الدكتورة وفاء الرشيد، بالمنطقة الشرقية في أسرة ركّزت على تربية بناتها وتعليمهم أفضل تعليم، وتضيف: "كبرتُ وتغيرت الدنيا كثيرًا داخلي ومن حولي، واضطررت لأن أتعلم الوقوف لوحدي لأبدأ طرقًا جديدة تترك أثرًا ولا أسير حيث سار من هم قبلي".

في السطور التالية نتوقف معها على محطات مختلفة من حياتها ..

*لماذا اخترتِ التصميم؟ وهل كانت لديك ميول نحوه؟

- لم أختاره بل هو الذي اختارني، بمعنى آخر أنني دخلت هذا المجال بالصدفة، ولكن لأني كنت أجمع للكثير من الفنانين العرب منذ سنين وأتذوق الجمال والفن بكل أنواعه؛ إذ أصبح التصميم وعملي فيه مُكمل لحبٍ أبدي كان يسكن الروح.

من خلال تجربتك، ما هي أبرز التحديات التي يعيشها الجيل الحالي؟

- الجيل اليوم يقف على مفترق طرق، إما أن يقرر أن يكون بكل ما تعنيه الكلمة ويتعلم ما هو مطلوب منه بمحتوى عالٍ ويتقن عمله بكل عطاء واخلاص، وإلا فإنه لن يكون، فالواقع اليوم لا يحتمل أنصاف الحلول ولا مكان لمتردد أو كسول.

*حدثينا عن تأسيس "رفلز" للتصميم بالمملكة، متى وكيف جاءتك فكرة انشائها؟

- تأسست رفلز للتصميم في العام ٢٠١٢، وفتحت أبوابها للجمهور في بداية العام ٢٠١٤ بتخصص تصميم الأزياء و الاتصالات المرئية، ومن ثم فتحت الأقسام الأخرى التي تدرس تصميم الألعاب الالكترونية وتصميم الديكور وتصميم المجوهرات؛ لنصبح نحن الأوائل في السوق بهذا الكم من تخصصات التصميم الاحترافي.

واليوم خرّجنا دفعتنا الأولى ومر على برامجنا أكثر من مائتي طالب، حيث يعد هذا البرنامج الذي نقدمه في التصميم نوعي واحترافي لا يقبل أكثر من ثمانية طلاب في كل شعبة.

*كيف كان تأثير هذه التخصصات على الذوق العام السعودي؟ وهل استطاعت الطالبات منافسة بيوت الأزياء العالمية؟

- الذوق العام السعودي جاهز، لأنه يملك إحساسا عاليا وراقيا بالجمال، فالمرأة السعودية هي ليست فقط من أجمل النساء العربيات، بل ومن أكثرهن أناقة واعتناءً بالنفس، نحن هنا من خلال "رفلز للتصميم" دورنا هو احتواء الطاقات العظيمة الموجودة في هذا الجيل - وأنا هنا أحدثك عن تجربة - وتوجيههم إلى الطريق الصحيح وتجهيزهم لسوق العمل بكل ما يتطلبه من ضروريات تجعلهم مختلفين عن غيرهم.

*ما هي مشاريعك المستقبلية بالنسبة لرفلز؟

- نحن اليوم على وشك أن ننتهي من برنامج تجسير مع إحدى الجامعات المحلية، تستطيع من خلاله طالباتنا الحصول على شهادة البكالوريوس، لنضيفه لخمسة فروع عالمية.

حلمي أن نصبح جامعة سعودية تتخصص فقط في التصميم والفن، وأن أبني إسمًا محليًا يتبنى أهم المصممين والفنانين العرب، ليصبح مزارًا لكل من له قلب ينبض بالفن والجمال.

*ما هو دورك في دعم رائدات الأعمال من خلال أعمالك؟

- لدي مشروع هو الأجمل بين كل ما أعمل عليه، واتشرف بإدارته لجمعية سند الخيرية المهتمة بأطفال السرطان وعوائلهم، اسمه "دكاكين"، وهو لمن لا يعرفه أصبح اليوم من أهم المهرجانات التسويقية بالمملكة، حيث يضم أكثر من ١٦٠ سيدة أعمال سعودية تحت سقفٍ واحد، وقد أعطى الفرصة للمصممات بشتى تخصصاتهم من أزياء ومفروشات ومجوهرات لعرض مجموعاتهم لمدة أربعة أيام بضمان حضورٍ راقٍ ومنتقى، يسهل لهم الوصول للزبون المستهدف.

وقد خرّج هذا المشروع بعد سبع دورات، العديد من رائدات الأعمال اللائي تعلمن منا وتعلمنا منهن؛ لنصبح نحن بالنسبة لهن اختيارًا أول للتميز والرقي، وفي ذات الوقت جِسرًا للعطاء الخيري.

*كيف تنظرين للتحولات الأخيرة التي تشهدها المملكة خاصة في ما يتعلق بتمكين المرأة؟

- أعتقد أن إيمان المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا بالمرأة كعنصر مهم من عناصر قوة المجتمع، سيمكنها اجتماعيًا واقتصاديًا وسياسيًا، وسيوفر مناخا آمن وخدمات تسهل عليها القيام بواجباتها الوطنية، مع ضمان تمتعها بحقوقها الكاملة في جميع المجالات، ويسهم كذلك في دفع عجلة التنمية بما يحقق رؤية المملكة للتنمية المستدامة 2030م.

ولقد أكدت السعودية حرصها على التعاون مع أي جهد دولي يهدف إلى تمكين المرأة في شتى المجالات، والعمل على القضاء على جميع أشكال التمييز والعنف ضدها، والارتقاء بمستواها الثقافي والاقتصادي والصحي بما يتوافق مع مبادئ وقيم الشريعة الإسلامية.

*ما هي أكبر انجازاتك، وهل فشلتِ بحياتك في يوم من الأيام؟

- أكبر إنجازاتي لم انجزها بعد، وفشلت كثيرًا بحياتي، لكنني إمرأة يصعب كسرها ويصعب سلب أحلامها ويصعب إحباطها، أتعثر فقط لأقوم ثانية وأعود لشق الأثر.

*هل للرجل دورٌ في نجاح المرأة؟

- الرجل قد يكون داعمًا لنجاح المرأة بالتأكيد ولكنه ليس سببًا فيه، ففي الحياة هناك دور لكلٍ منا على شرط أن يحسن تدبيره وإدارته وألا يتوقف الحلم وتظل عيننا عليه.

الرجل دوره الأهم بالنسبة لي، هو دور معنوي، لأنني أحب الحب والحياة التي تملؤها الإيجابية والصدق.

الرجل الحقيقي برأيي يجب أن يكون رفيقًا للروح مطمنًا ومعززًا وصديقًا للعقل، والحياة أجمل معه، أما غير ذلك فالمرأة قادرة على أن تنجح طالما تسلحت بالعلم والعزيمة والإبداع وبقيت المنافسة شريفة بين الطرفين في مجال العمل.

*علِمنا أنك تجمعين أعمال الفنانين العرب، ولديك مجموعة نادرة لا تتوفر للكثيرين، حدثينا عن ذلك؟

- فعلا صحيح، هذا الجمال والشغف بالفن وعمالقته سر من أجمل اسراري، فأنا أحب الفن وأجمع للفنانين العرب في الرسم والنحت والنسيج والخزف منذ أن كان عمري ١٧ عاما، فبيننا عمالقة لا تشبع العين من جمال أعمالهم واقتنائي لأعمالهم هو شرف لي.

أنا ما زلت في نصف الطريق وحلمي أن تكون لي مجموعة تجول متاحف العالم لتتحدث عن فنانينا العرب، ورجائي الأخير ألا يعبث المتسكعون بسوق الفن وينهزم بذلك الفنان والمتذوقين، فالفن بالرغم من أنه ليس حكرا على أحد ولكنه لا يحتمل تسكع البعض.