لماذا لا نسترجع بعض ذكرياتنا التي تحدث قبل النوم مباشرةً؟

هل نسترجع ذكرياتنا في اللحظات الأخيرة قبل النوم؟
هل نسترجع ذكرياتنا في اللحظات الأخيرة قبل النوم؟

قد يكون الأمر محيرًا ومألوفًا للكثيرين أن تنسى ما كنت تقرأه أو تفكر فيه في اللحظات التي تسبق نومك مباشرةً. هذا التساؤل الغريب. الذي يراود القارئ الذي يجد نفسه يعيد قراءة الصفحة نفسها، أو الشخص الذي لا يتذكر لحظة انتقاله بالضبط من اليقظة إلى النوم، هو في الواقع شكل من أشكال “فقدان الذاكرة” المؤقت والفريد الذي يحدث نتيجة انتقال أدمغتنا من حالة اليقظة إلى حالة النوم.

هل نسترجع ذكرياتنا في اللحظات الأخيرة قبل النوم؟

 إغلاق باب الترميز والترسيخ

بحسب “morrispsych” إن سبب “فقدان الذاكرة” هذا يكمن في التغييرات التي تطرأ على أجزاء الدماغ المسؤولة عن تكوين الذكريات الجديدة وحفظها:

1. تراجع الانتباه والترميز:

في اللحظات التي تسبق النوم، يبدأ مستوى الانتباه بالتراجع تدريجيًا. يصبح دماغنا أقل وعيًا بالبيئة المحيطة وأقل استجابة للمنبهات الخارجية. هذا التراجع يعني أننا لا نولي اهتمامًا كافيًا للمعلومات (سواء كانت كلمات كتاب أو أفكار عابرة). وبما أن “ترميز” الذكريات الجديدة يتطلب الانتباه، فإن ضعف الانتباه يؤدي إلى ضعف الترميز، وبالتالي لا تسجل هذه الذكريات جيدًا. فالدماغ يحتاج إلى إيقاف عمليات الانتباه المعقدة للتمكن من النوم؛ لذا فإن محاولة الانتباه المفرط قبل النوم (كالقلق المفرط) غالباً ما تمنع النوم.

2. توقف عملية الترسيخ:

لتبقى الذكريات لأكثر من بضع دقائق، يجب نقلها من الذاكرة قصيرة المدى إلى الذاكرة طويلة المدى، وهي عملية تسمى “الترسيخ (Consolidation).حيث تشير الدراسات إلى أن النوم يبدو وكأنه يغلق بابًا أمام عملية الترسيخ هذه. فعندما ننام لمدة عشر دقائق فقط، يصبح تذكر المعلومات الجديدة التي تلقيناها قبل النوم صعبًا للغاية.

بمجرد إغلاق هذا الباب، لا يمكن نقل الذكريات الجديدة إلى الذاكرة طويلة المدى. لهذا السبب، لا يمكننا تذكر تلك اللحظات الضائعة قبل النوم مباشرةً؛ ببساطة، لم يتم ترسيخها لتصبح ذكريات دائمة.

هل نسترجع ذكرياتنا في اللحظات الأخيرة قبل النوم؟

 أهمية النوم للذاكرة

من المهم التنويه إلى أن هذه الظاهرة تختص بالدقائق القليلة التي تسبق النوم مباشرةً. أما النوم بحد ذاته، فهو بالغ الأهمية للذاكرة والتعلم.

  • الترسيخ أثناء النوم: يعد النوم الصحي ضروريًا لترسيخ وتدعيم ما تعلمناه خلال اليوم. لهذا السبب، فإن السهر طوال الليل قبل الامتحانات هو استراتيجية فاشلة، لأن الدماغ يفشل في ترسيخ المعلومات الجديدة دون نوم.
  • عواقب قلة النوم: يعاني الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم (كالأرق أو انقطاع التنفس النومي) من مشاكل في الذاكرة والتركيز طوال اليوم.

في الختام، النوم الجيد ليلًا ضروري لصحتنا العقلية والجسدية. بما في ذلك قدرتنا على التركيز والتذكر. ومع ذلك، في اللحظات الأخيرة التي تسبق الغفوة. يبدأ دماغنا بالتوقف عن تكوين ذكريات جديدة. لذا، قد يكون من الأفضل عدم إرهاق نفسك بمحاولة قراءة المزيد؛ فمن المرجح أنك ستحتاج إلى إعادة قراءة تلك الصفحة في اليوم التالي!

الرابط المختصر :