كيف ننقذ المراهقين المصابين بالتوحد من دوامة العزلة؟

يحتفي العالم في شهر أبريل من كل عام، بـاليوم العالمي للتوحد، والذي يهدف إلى التعريف به، وزيادة الوعي، وتسليط الضوء على دور المصابين بالتوحد في المجتمع وأهميتهم التي أصبحت تزداد يومًا بعد يوم في العديد من المجالات.

اليوم العالمي للتوحد

التوحد والمراهقون

هناك الكثيرون من الأطفال المصابين بالتوحد ولا تظهر عليهم أي أعراض، وتبدأ في الظهور خلال مرحلة المراهقة؛ وذلك بسبب التغيرات التي تحدث في الجسم، إلى جانب أنهم عند الانخراط بالمجتمع لا يصبح بإمكانهم التعبير عن مشاعرهم بشكل مقبول اجتماعيًا.

والمراهقون المصابون بالتوحد عادةً ما يواجهون تحديات تختلف عن تحديات من في عمرهم؛ ومنها أنهم يميلون إلى تكوين أصدقاء أصغر منهم سنًا.

وفي بعض الحالات، لا يمتلك المصابون بالتوحد أصدقاء على الإطلاق، وقد يفضلون ممارسة أنشطة خاصة بالأقل منهم عمرًا.

وعلى الرغم من ذلك، أثبت الكثير منهم نجاحه في العمل بالكثير من المجالات الاجتماعية والفنية في المجتمع، ولكن؛ هل من الممكن أن يعمل المصابون بالتوحد في مهن مثل الطب والهندسة؟

في هذا السياق، قالت الدكتورة أماني صبري؛ استشاري التربية الفنية لذوي الاحتياجات الخاصة، إنه يمكن للمصابين بالتوحد العمل في كل المهام، وأبرز نموذج لذلك الفنان سلفادور دالي.

وتابعت: سلفادور دالي «العبقري المجنون» هو رسام إسباني من أهم فناني القرن العشرين، كما أنه أحد أعلام المدرسة السريالية، كان متميزًا بأعماله الفنية التي تصدم المُشاهد بموضوعها وتشكيلاتها وغرابتها، بالإضافة لشخصيته وتعليقاته وكتاباته غير المألوفة، والتي تصل حد اللامعقول والاضطراب النفسي.

وأضافت: «باستطاعة المصابين بالتوحد أن يمتهنوا أي مهنة اجتماعية بالتدريب أو التعود، فهم أذكياء ولديهم قابلية لتعلم أي شيء؛ لذلك ليس لديهم عوائق أمام امتهان أي عمل في المجتمع».

وتابعت: يستطيع المصاب بالتوحد التأقلم مع المجتمع حوله، خاصة إذا أثبت نجاحه في مهنة أو أتقن أمرًا ما، ومثال على ذلك "عمر يحيي"؛ المصاب بالتوحد والذي نجح في أن يعمل مساعدًا مدرسًا في إحدى ورش التشكيل المجسم لذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضًا إسلام الخضري الذي أصبح مسؤولًا إعلاميًا يتحدث ويتأقلم مع أفراد المجتمع بشكل مرن.

في اليوم العالمي للتوحد.. كيف ننقذ المراهق من دوامة العزلة وننمي مهاراته؟

أعراض تمكن الأم من معرفة أن ابنها مصاب بالتوحد 

وحول الأعراض التي تستطيع الأم من خلالها معرفة ما إذا كان ابنها مصابًا بالتوحد أم لا، أشارت الدكتورة أماني إلى أن الأم عليها أن تنتبه إذا كان ابنها يعطي الأشخاص المحيطين به أي أهمية عند الحديث إليه مباشرة، بالإضافة لتأخر اللغة والتحدث بشكل غريب، بجانب إصدار ردود أفعال غريبة تجاه المنبهات المختلفة.

وأوضحت أن الطريقة الصحيحة التي يجب التعامل بها مع المراهقين المصابين بالتوحد هي التدخل المبكر؛ وذلك عن طريق تدريب الأسرة وإعطائهم معلومات عن كيفية التعامل مع مثل تلك الحالات وتوعيتهم بالشكل الصحيح للتربية، مثل «البعد عن الكمبيوتر والتلفاز»، بجانب تعليمه عددًا كبيرًا من الكلمات أو الجمل لكي يتقن اللغة بشكل سليم.

ولفتت إلى أن التوحد ليس مرضًا بل متلازمة أو حالة لا بد من احترام المصاب بها، والعمل على تنمية مهاراته وقدراته ومشاركته في كل شيء بالحب والتفاهم، وتقديم أدوات تساعده في حياته اليومية، مثال «إذا وجد صعوبة في ربط الحذاء نفكر في حل بديل مثل استخدام كوتشي لاصق».

هل يمكن تنمية مهارات المراهقين المصابين بالتوحد؟

أكدت الدكتورة أماني أنه في حالة تنمية مهارة المصاب بالتوحد منذ الصغر والتعامل معه بشكل سليم، فسوف نصل إلى فترة المراهقة بأمان؛ حيث تصبح علاقاته مع المحيطين جيدة، بالإضافة إلى معرفة الأسرة لميوله ورغباته، ما يُمكّنها من توجيهه إلى الطريقة الصحيحة التي يستطيع بها تنمية مهاراته ورغباته، إذ يمكن للأهل استخدام التكنولوجيا كوسيلة مساعدة في تعليمه وتوجيهه لتحقيق أهدافه.

أخصائية تطلق توصيات لتجنب التوتر خلال أزمة كورونا