كيف تُجهزين طفلك نفسيًا للعودة إلى المدرسة؟

بالنسبة للعديد من العائلات، سيقع حدثان مهمان في الوقت نفسه تقريبًا هذا الخريف؛ سيعود الأطفال إلى المدرسة بدوام كامل، ويُتوقع من الآباء العودة، على الأقل بدوام جزئي، إلى مكاتبهم.

هذان الحدثان يمثلان مجرد عودة إلى ما كان طبيعيًا قبل جائحة فيروس كورونا، ولكن من وجهة نظر العائلات التي تكيفت على العمل والتعليم عن بُعد أو من المنزل سيؤدي هذا إلى إجراءات روتينية جديدة وضغوط جديدة.

وخلال السطور التالية، نناقش عدة عوامل لمساعدة الآباء والأمهات في تحضير أطفالهم للعودة إلى المدرسة:

• قلق لموازنة المهام

بعد مرور أكثر من عام على القيام بمهام متعددة من المنزل، فإن احتمالية إخراج الجميع من المنزل في الصباح وإدارة مجموعة كاملة من الأنشطة أمر شاق.

تعقيبًا على ذلك، تقول الدكتورة "جانين دومينجيز"؛ إخصائية نفسية إكلينيكية في معهد تشايلد مايند: "عندما دخلنا في وضع الإغلاق بسبب جائحة كورونا حول العالم كان هناك الكثير من القلق والحيرة بشأن كيفية إدارة العمل والدراسة من المنزل. أما الآن فالعكس صحيح: كيف سندير التنقل والتوصيل وجدول الجميع خارج المنزل؟ الآن هناك قلق حول ذلك".

وتوصي الدكتورة "دومينجيز" بأمر واحد وهو عدم إجراء كل التغييرات دفعة واحدة. وإذا كان الآباء يتمتعون بالمرونة فإنها تقترح عليهم أن يبدأوا في العودة إلى مكاتبهم من حين لآخر قبل استئناف المدرسة؛ نتيجة لذلك سيعتاد كل من الأطفال والآباء والأمهات على النظام القائم قبل جائحة كورونا.

• قلق اجتماعي

من أحد مصادر القلق بشأن العودة إلى الحياة الطبيعية هو أنه ستكون هناك مطالب اجتماعية متزايدة على الأطفال الذين لم يعتادوا أن يكونوا في فصل دراسي كامل مع أقرانهم.

بالنسبة لأولئك الذين عانوا من القلق الاجتماعي قبل وباء كورونا، كان العام الماضي في بعض النواحي إجازة من التوتر.

وتقول الدكتور "دومينجيز": "الآن أتوقع إجراء تعديل كبير على عودة هؤلاء الأطفال إلى المدرسة، وربما زيادة رفض المدرسة في البداية. وقد يتطلب ذلك من مقدمي الرعاية وأولياء الأمور التخطيط مسبقًا، سواء كان ذلك يعني زيارة المدرسة الآن، أو مجرد وضع خطة للخريف".

وتوصي أيضًا "كارولين مندل"؛ إخصائية علم النفس السريري في معهد تشايلد مايند، بزيادة الاندماج الاجتماعي للأطفال تدريجيًا خلال فصل الصيف، وتقول: "يمكنك أن تبدأ بذهاب أطفالك إلى الملعب والاستمتاع مع مجموعة من الأطفال".

• تحديات السلوك

عادة ما يفكر المعلمون في الشهر الأول من المدرسة على أنها فترة تكيف؛ حيث يتعلم الأطفال إجراءات الفصل الدراسي، وتتوقع الدكتورة "مندل" أن تستغرق هذه الفترة لإعادة إرساء قواعد الفصل الدراسي وقتًا أطول من المعتاد.

وكان أداء بعض الأطفال الذين يعانون من تحديات سلوكية أفضل خلال فترة الحجر المنزلي، ويمكن أن يكون ذلك بسبب بعض تدابير التباعد الاجتماعي، أو لمجرد أنهم ليسوا بالمدرسة، وكان هناك مطالب أقل عليهم.

الشيء الوحيد الذي سيساعد الأطفال في إعادة التكيف مع معايير الفصل الدراسي هو أن يكون الآباء والمعلمون صريحين بشأن التوقعات السلوكية.

قد يهمك: إنجازات المرأة السعودية تبلغ عنان السماء.. رائدات وصلن للعالمية

• الأطفال المحبطين

سيكون أحد التحديات التي يواجهها الآباء والأمهات هذا الخريف، هو إشراك الأطفال الذين مروا بتجربة سلبية في التعلم عن بُعد وأصبحوا محبطين بشأن المدرسة.

تقول الدكتورة "مندل" إنها تسمع من الآباء القلقين بشأن مستوى المشاركة التي سيرونها في الخريف، وما إذا كان أطفالهم سيقاومون المدرسة.

الحل هو أن هناك حاجة للتركيز على إعادة بناء العلاقات والمجتمع وجعل الأطفال يشعرون حقًا بالرضا عن كونهم جزءًا من مدرستهم مرة أخرى. سيؤدي هذا إلى مساعدة الأطفال في بناء تلك العلاقة الفردية مع معلمهم والشعور بأنهم جزء من مجتمع الفصل الدراسي.

وتضيف الدكتورة "دومينجز": "إن التفاعل مع المعلمين والأقران هو ما يحافظ على مشاركة العديد من الأطفال في المدرسة. وحتى لو لم يكن الأمر متعلقًا بالمدرسة أعتقد أنه من المفيد للأطفال الشعور بأنهم مجرد جزء من مجموعة مرة أخرى أو القيام بشيء بطريقة منظمة؛ حيث تتبع معلمًا أو قائدًا. أعتقد أن هذا يجعلك متفائلًا بما يمكن أن يكون عليه الفصل الدراسي أو المدرسة أيضًا".

المدرسة

• التواصل مع المعلمين

دائمًا ما يكون إنشاء خطوط الاتصال مع المعلم أمرًا مهمًا في بداية العام، ولكن الأمر أكثر أهمية هذا العام. ونظرًا لوجود العديد من التغييرات في كيفية عمل الفصول الدراسية الآن؛ حيث سيعود الطلاب إلى الفصل الدراسي بدوام كامل، ستحتاج أيضًا إلى معرفة توقعات المعلم وكيف يمكنك الحصول على المعلومات لدعم طفلك.

• عدم تجاهل المشاكل

أحد الأسباب التي تجعل من المهم بشكل خاص أن يكون لديك اتصال جيد مع المعلم هو الانتباه للمشاكل.

إذا كان طفلك يعاني من سلوك خاطئ أو قلق فإن الدكتورة "دومينجيز" توصي بالحصول على الدعم له في أقرب وقت ممكن.

• إجهاد الوالدين

أخيرًا يلاحظ الخبراء أن الآباء والأمهات سيكون لديهم نصيبهم من القلق في الخريف أيضًا، لا سيما أن الأطفال لم يتم تطعيمهم ضد فيروس كورونا؛ لذلك أفضل شيء يمكن القيام به هو التعرف على الضغوط والقلق، وتقديم نموذج للأطفال يوضح كيفية التعامل مع ذلك.

اقرأ أيضًا: الوقاية من سرطان الحلق.. 5 نصائح عليك اتباعها