كيف تشجعين طفلك على الصيام؟

يحتفي العالم الإسلامي بشهر رمضان، قبيل قدومه، بالكثير من الاستعدادات التي تنشر البهجة والسعادة، والروحانية بين أفراد الأسرة؛ فلا يكمن صيامه في الامتناع عن الطعام فقط، بل فيه لذة المناجاة، وطمأنينة للقلوب التي تطبع على شخصية الفرد إنسانيته.

ينتظر شهر رمضان الكريم، الكبير والصغير على السواء؛ ولكن السؤال الذي يُحيّر الكثير من الأمهات، هو كيف أقوم بتأهيل طفلي لصيام رمضان؟!، وللرد على ذلك التساؤل، أكدت الدكتورة زينب مهدي؛ خبيرة الإرشاد الأسري والصحة النفسية، في تصريحاتها لـ"الجوهرة"، أنه لابد من التأكد من سلامة صحة الطفل، حتى لا يتأثر بالامتناع عن الطعام، والشراب، وبالتالي لابد من وضع خطة بسيطة لتأهيل الطفل للصيام، والتأكيد دومًا على أن الصيام يفرض عليه التحلّي بالأخلاق الحميدة، والصفات التي تجعل منه فردًا صالحًا، سواء مع أشقائه، أو أصدقائه، أو عند التعامل مع والديه.

وأوضحت الدكتورة زينب مهدي أن الخطة تتمثّل في 3 نقاط، والتي جاءت كالتالي..

1 – بداية الصيام

في العشرة أيام الأولى من رمضان، يتوجب على الأم أن تتحدّث مع طفلها حول الصيام، وشروطه، وأحكامه، وفوائده، كما يجب الحرص على التأكيد بأهمية الفروض الدينية، علمًا بأنه يشمل العديد من الأهداف الإنسانية، والصحية، والنفسية.

لفتت الدكتورة زينب مهدي إلى أهمية استغلال عشق الطفل لتقليد والديه، وبالتالي فإنه سيُظهر الكثير من الحماس للشهر الكريم، وكما يسعى لتقليدهم حتى ينال رضاهم، كما تُعزز تلك الطريقة من شعوره بالمسؤولية تجاه تصرفاته.

2 – الصيام التدريجي

قالت الدكتورة زينب مهدي: "إن دور الأم يعتبر حيويًا وفعّالًا، لتحفيز الطفل الصغير على الصيام؛ لذلك فعليها أن تجعله يصوم قدر استطاعته، ولا تُلزمه بإكمال يوم كامل خاصة في فصل الصيف واحتمال شعوره بالعطش الشديد؛ حيث يمكنها أن تبدأ بالسماح له بالصوم حتى ساعات الظهر، ثم الصوم حتى العصر، وهكذا بالتدريج، حتى يستطيع صيام اليوم بأكمله".

كما شددت على ضرورة مكافأة الطفل بعد نجاحه في الصيام، الأمر الذي يشكّل سعادة بالغة بالنسبة له، ويُحفزه على الاستمرار بالصيام، فالمكافأة تعد المشجّع الأول لاستكماله أي أمر موجّه له، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أنه يتحتم التحدٌث مع الأطفال لاطلاعهمبأنه يتم تقديم الدعم لهم، لأنه استطاع أن يطيع والديه، فضلًا عن قدرته على ضبط النفس، وتحكٌمه في الصيام وحرمانه من الوجبات المفضلة لديه لفترة من الزمن، ولكن المكافأة الكبرى هي التي سيحصل عليها من الله _ عز وجلّ _ وما في ذلك من ثواب.

3 – متعة الصيام

اختتمت الدكتورة زينب مهدي تصريحاتها مشيرة إلى متعة الصيام، الأمر الذي يجب أن يعيشه الطفل بكل تفاصيله؛ لذا يمكن للأم أن تجعل ابنها يصوم يومًا كاملًا مرة واحدة على الأقل أثناء شهر رمضان الكريم؛ وذلك في مرحلة ما قبل البلوغ، مع الحفاظ على التحفيز وتقديم سبل المساندة والدعم المعنوي، وتقديم المكافآت، ومع مرور الوقت سوف يعتاد الطفل على فريضة الصيام، والاستمتاع بتأديتها.