في يومه العالمي.. التلفزيون السعودي مسيرة 68 عاما من التطوير والازدهار

يُحتفل باليوم العالمي للتلفزيون في 21 نوفمبر من كل عام، وهو يوم اعترافاً بتأثير التلفزيون على المجتمع بمختلف شرائحه، والذي غدا رمزاً للاتصالات والعولمة في العالم المعاصر.

يأتي ذلك اليوم إحياءً لذكرى عقد الأمم المتحدة أول منتدى عالمي للتلفزيون في يومي 21و 22 نوفمبر 1996م.

وأيضاً اعترافاً بتأثير هذه الوسيلة الإعلامية على المجتمع بمختلف شرائحه، والذي غدا رمزاً للاتصالات والعولمة في العالم المعاصر؛ كوسيلة أساسية في إيصال المعلومة وتأثيره على الرأي العام.

لعب التلفزيون دوراً ريادياً في نقل الأخبار والمعلومات والترفيه إلى المجتمع، وساهم في إثراء المحتوى الإعلامي، ورفع مستوى الوعي الثقافي والإعلامي لدى الجمهور. كما ساعد التلفزيون في تعزيز العلاقات بين الثقافات المختلفة، ونشر ثقافة السلام والتسامح.

في اليوم العالمي للتلفزيون، نحتفل بإنجازات التلفزيون، ونجدد التزامنا بتقديم محتوى إعلامي متميز يلبي متطلبات الجمهور.

بصمة المملكة في البث التلفزيوني

المملكة ووضعت بصمتها بإدخال البث التلفزيوني إلى البلاد؛ إثر البيان الوزاري الذي ألقاه الأمير فيصل بن عبد العزيز "ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء في ذلك الوقت"؛ في عام 1382هـ- 1962م.

أعلن فيه العزم على إدخال البث التلفزيوني إلى البلاد؛ ليقر مجلس الوزراء في عام 1383هـ- 1963م مشروعاً بإنشاء التلفزيون في المملكة على مرحلتين؛ الأولى بناء محطتين مؤقتتين في الرياض وجدة، والثانية إنشاء نظام تلفزيوني متكامل على أسس أكثر تطوراً.

بقتاة واحدة.. بدء البث في المملكة

شهدت المملكة في 9 ربيع الأول من عام 1385هـ الموافق 7 يوليو 1965م؛ بدء البث الرسمي وخروج أول إشارة بث من محطتي الرياض وجدّة بالأبيض والأسود.

وكان الإرسال على قناة واحدة؛ باسم قناة المملكة العربية السعودية، وكانت تغلق في الساعة 8 مساء، ثم توالى إيصال البث التلفزيوني إلى مختلف أنحاء المملكة.

تحول البث بالأبيض والأسود إلى الألوان

وبعدها تحولت محطات التلفزيون من البث بالأبيض والأسود إلى الألوان، وهو الأمر الذي حدث في عيد الفطر من عام 1976 عبر التعاون بين المملكة وفرنسا وتبني نظام "سيكام 3 بي".

ومع دخول البث الملون، وصلت ساعات البث إلى 70 ساعة أسبوعياً، ثم زادت لأكثر من 100 ساعة خلال شهر رمضان المبارك وموسم الحج.

ولعل أبرز محطات التلفزيون السعودي كانت عام 1972م؛ عندما نقلت مناسك الحج لأول مرة عبر شبكات الأقمار الصناعية إلى جموع المسلمين في شتى بقاع الأرض.

وقُدر عدد الذين شاهدوا المناسك بنحو 700 مليون مسلم طبقاً لإحصاءات أجريت حول هذا النقل وقتها، وفق ما نقلت الوكالة الرسمية "واس".

نقلة نوعية للتفزيون السعودي

وشهد التلفزيون السعودي والإذاعة السعودية؛ نقله نوعية عندما أقر مجلس الوزراء في جلسته يوم 29 مايو 2012م؛ بتحويلهما إلى هيئة عامة تحت مسمّى هيئة الإذاعة والتلفزيون لتصبح هيئة مستقلة.

واتنتقل على إثرها القنوات السعودية الرسمية التابعة للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وضمن الخطة التطويرية التي أقرتها وزارة الإعلام؛ للعمل بتقنية الـ HD ، على جميع الترددات والأقمار الاصطناعية المختلفة.

8 قنوات و100 حساب

وأوضح الرئيس التنفيذي لهيئة الإذاعة والتلفزيون محمد بن فهد الحارثي؛ أن هيئة الإذاعة والتلفزيون تمتلك أكثر من ثمان قنوات، وأكثر من 100 حساب على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.

إضافة إلى وجود منصة رقمية "الأولى"، وشراكة مع منصة "شاهد" لبث المحتوى إلى العالم العربي.

ولعل آخر سلسلة التطوير للمحتوى جاءت عبر قناة السعودية الآن التي تغطي جميع فعاليات ومناسبات المملكة بشكل مباشر، لمواكبة الحراك الفاعل الذي تشهده المملكة.

بالتزامن مع الجهود الإخبارية والتقارير الصحافية المميزة لقناة الإخبارية التي حملت على عاتقها شغف إيصال رسالة المواطن للمسؤول وإيصال كل معلومة تهم المواطن إلى موقع تواجده دون تحمله عناء البحث عن المعلومة.

وواكبت هيئة الإذاعة والتلفزيون التحولات التقنية المتسارعة في العالم، بما يتواكب مع التطور المتسارع الذي تعيشه المملكة في قطاعاتها كافة توافقاً مع رؤية 2030.

وأطلقت مؤخراً خدمة البث الرقمي "DAB+" لضمان سهولة الوصول للمتلقي، بالإضافة إلى إطلاق مرحلة تطوير شاملة للأستوديو هات.

وفازت مؤخراً بجائزة "Broadcast pro2023" عن مشروع تطوير الاستديو الجديد كما تعمل على إطلاق أحد أكبر الأستوديو هات في المنطقة بما يتناغم ويتواكب مع مستهدفاتها التطويرية.

بالإضافة إلى تفعيل الاستفادة من كافة استوديوهات المناطق عبر إتاحة استخدامها للمستفيدين وتشغيلها رقمياً توفيراً للطاقة والموارد.

واتساقاً مع التوجه نحو التحول الرقمي الذي امتد ليصل إلى تسخير التقنيات لتعزيز جودة المحتوى واستثماره عبر تحسين المواد الارشيفية الثرية وإعادة تدويرها بما يحقق الفائدة لكافة المهتمين.