في اليوم الدولي للمرأة والفتاة بميدان العلوم.. "خلود المانع" رمز سعودي في الذكاء الاصطناعي

تواصل النساء حول العالم مواجهة التحديات لتحقيق العديد من الانتصارات في مختلف المجالات المتنوعة، والتي منها العلوم والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

فلم يعد الآن مجال لحديث البعض عن أن المرأة لم تستطع تحقيق أي إنجاز علمي؛ حيث حققت العديد من النساء إنجازات كبيرة في مختلف المجالات العلمية على مستوى العالم وتفوق بعضهن على الرجال.

ولأهمية الدور التي تؤديه المرأة في العلوم والتكنولوجيا وتحقيقها العديد من النجاحات قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن يكون هناك يوم للاحتفال بالمرأة والفتاة في ميدان العلوم.

اليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم

أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بأن يتم الاحتفال باليوم الدولي للمرأة والفتاة في ميدان العلوم، وذلك يوم 11 فبراير من كل عام، حسب القرار الصادر بتاريخ 22 ديسمبر 2015.

وجاء هذا اليوم الدولي من أجل الاحتفال سنويًا بنجاح المرأة والفتاة في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وذلك بالتعاون مع المؤسسات المعنية والشركاء من المجتمع المدني.

في السياق نفسه، حققت العديد من السيدات في مختلف البلاد العربية نجاحات وكان لهن تأثير واضح في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، ومن أبرزهن الدكتورة السعودية خلود المانع؛ التي حصلت على المركز الأول بقائمة أفضل الشخصيات المؤثرة في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وريادة الأعمال العالمية؛ لتثبت أن المرأة العربية لا تعرف المستحيل وأنها قادرة على تحقيق النجاحات في مختلف المجالات الصعبة.

الدكتورة خلود المانع

تثبت لنا المرأة السعودية يومًا بعد يوم أنها قادرة على تحقيق المزيد من النجاحات ليس في مجال واحد، بل في أصعب المجالات. فهي تسير وراء حلمها وطموحها لا يقف أمامها أي عائق، هكذا تمكنت الدكتور خلود المانع من أن ترسم طريقها لتكون من النساء السعوديات المؤثرة عالميًا.

أصبحت الدكتورة خلود المانع، رمزًا من الرموز السعودية في ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي. فهي خبيرة في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، كما أنها حاصلة على دكتوراه في علوم البيانات الإلكترونية.

ويعود سبب دخولها هذا المجال إلى شغفها المستمر به منذ الصغر وظلت تسعى وراء طموحها، لكي تصبح رمزًا للإبداع والتميز. حيث بدأت الدكتورة خلود بتقنية المعلومات ليستمر سعيها وراء حلمها بعد انتقالها للدراسة إلى أمريكا، وانطلقت في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي.

وبعد ذلك حصلت على شهادة البكالوريوس في تقنية المعلومات من جامعة الملك سعود في عام 1998م، ثم شهادة الماجستير في علوم الحاسب من جامعة الملك سعود في عام2004م، حتى مرحلة شهادة الدكتوراه التي حصلت عليها من جامعة لوفبرا بإنجلترا، تلك المصنفة الجامعة الرابعة على مستوى الأمم المتحدة في عام 2018م.

وعلى الرغم من محدودية التخصصات للمرأة السعودية في ذلك الوقت، لم تيأس الدكتور خلود المانح والتحقت بالسلك الأكاديمي. وأصبحت محاضرة في جامعة الملك سعود منذ 2000-2013م، وبعدها انتقلت في منصب أستاذ مساعد منذ عام 2019 م لجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن، بالإضافة إلى منصبها كعضو مؤسس في الجمعية السعودية للأبحاث والابتكار الهندسي بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في يوليو 2021م.

إنجازات المانع

الدكتورة خلود؛ واحدة من النساء القلائل اللواتي تخصصن في مجال التحول الرقمي بالمملكة، والذي يتضمن عددًا من المجالات، وهي: "تقنية المعلومات، الذكاء الاصطناعي، المدن الذكية، الروبوتات، وعلم البيانات".

وتمكنت من النجاح وتحقيق العديد من الإنجازات التي قدمتها في مجال البحوث العلمية التي تصب في صالح ريادة الأعمال وتطويرها؛ عن طريق استغلال قوة الذكاء الاصطناعي، وكان ذلك عند تقديم مشروع تخرج الدكتوراه وهو العمل على إنشاء منصة تدعم ريادة الأعمال الرقمية في 2018م.

وكان الهدف من ذلك المشروع هو ربط رائد الأعمال في أي مكانٍ بمختصين من الجامعات البريطانية ومراكز البحث؛ لأن رائد الأعمال يحتاج في بداية انطلاقه إلى مختص بالمجال الذي يعمل به، ومتخصص في نماذج الأعمال لوضع دراسة الجدوى الخاصة بمشروعه، وكان هدفها من تلك المنصة هو العمل على توفير الدعم لرواد الأعمال بأقل تكلفة ممكنة.

وفيما بعد، قدمت الكثير من البحوث العلمية أهمها في 2020، والذي كان عن أثر التجارة الإلكترونية في تطور ريادة الأعمال بالمملكة العربية السعودية.

وكان ذلك البحث عبارة عن استقصاء التحديات التي تواجه التجارة الإلكترونية وبعض الحلول العملية والتوقعات المستقبلية التي تكون من منظور رواد الأعمال، ومن خلاله تم تقديم بعض التوصيات العملية للحكومة ورجال الأعمال والمستثمرين في السعودية لتعزيز ريادة الأعمال بمجال التجارة الإلكترونية.

الجوائز والامتيازات

تكللت مجهودات الدكتورة خلود المانع بالنجاح والتميز، وذلك من خلال تصنيفها في المرتبة الرابعة خلال عام 2021 بقائمة أفضل عشرة مؤثرين عالميين في مجال الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات المتوفرة في علم البيانات.

وجاء تصنيفها وفقًا لبحث قامت بإجرائه منظمات وشركات دولية متخصصة في مجال تقنية المعلومات. وأيضًا وكالة أبحاث وسائل التواصل الاجتماعي الأمريكية "Social Media Research Foundation".

كما حصلت الدكتورة خلود على المركز الأول عالميًا ضمن أفضل 32 شخصية من قادة الفكر التقني لعام 2023، عن مجال "التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والروبوتات وعلم البيانات".

بالإضافة إلى حصولها على وسام قيادة الفكر التقني العالمي لسنة 2022 الممنوح من «The American Awards». إلى جانب تصنيفها الأولى عالميًا ضمن أهم 32 شخصية بتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي في المؤتمر والمعرض العالمي MWC ببرشلونة في يناير 2022، ويعد الحدث الأكثر تأثيرًا في صناعة الاتصالات وتقنية المعلومات.

وفي الختام، نؤكد أن نجاح المرأة السعودية جاء في ظل طفرة التطوير التي تشهدها المملكة فيما يتعلق بالتكنولوجيا والتحول الرقمي، ووفقًا لرؤية 2030؛ لتكون في مصاف الدول العظمى.

اقرا أيضًا: السعودية خلود المانع تحصد المركز الأول لأفضل الشخصيات المؤثرة في الذكاء الاصطناعي لعام 2023