تعلم المهارات الاجتماعية، هو جزء أساسي من تنمية الطفل؛ حيث تسمح المهارات الاجتماعية الجيدة للأطفال بالتفاعل بشكل إيجابي مع الآخرين والتواصل بشكل فعال مع احتياجاتهم ورغباتهم ومشاعرهم.
علاوة على ذلك، تصل فوائد المهارات الاجتماعية القوية إلى ما هو أبعد من العلاقات الاجتماعية والقبول.
ومن المرجح أن يحصل الأطفال ذوو المهارات الاجتماعية الأفضل على فوائد فورية. على سبيل المثال: وجدت إحدى الدراسات أن المهارات الاجتماعية الجيدة قد تقلل من التوتر لدى الأطفال.
ومع ذلك تحتاج تلك المهارات إلى صقل مستمر مع نمو الأطفال. إنها ليست شيئًا يمتلكه الطفل ولكن تستمر هذه المهارات في التطور مع تقدم العمر ويمكن تعلمها وتقويتها بالممارسة.
وتمنح المهارات الاجتماعية، الأطفال مجموعة واسعة من الفوائد، وفيما يلي سنتعرف على بعضها:
بينما كان الأطفال الذين يفتقرون إلى المهارات الاجتماعية والعاطفية أكثر عرضة للاعتماد على المساعدة العامة، ويواجهون مشاكل قانونية، ويعانون من مشاكل تعاطي المخدرات، ويواجهون مشاكل في العلاقات.
وتشير الأبحاث إلى أن صداقات الطفولة مفيدة للصحة العقلية للأطفال. كما تمنح الصداقات للأطفال فرصًا لممارسة مهارات اجتماعية أكثر تقدمًا، مثل حل المشكلات والنزاعات.
على سبيل المثال: يؤدي الابتعاد عن الأسرة إلى الضغط على الأطفال؛ لذا عندما يكونون غير قادرين على التواصل بشكل فعال مع الآخرين فإن الأمر يزداد سوءًا.
كذلك، وجد الباحثون أن الأطفال عانوا من انخفاض في هرمون الكورتيزول، وهو هرمون يتم إطلاقه خلال المواقف العصيبة، بمجرد تعلمهم مهارات اجتماعية جديدة.
وبحلول سن الثالثة والنصف تقريبًا، يمكن للأطفال البدء في العمل مع أقرانهم على هدف مشترك.
قد يشمل التعاون أي شيء من بناء برج لعبة معًا إلى لعب لعبة تتطلب مشاركة الجميع. ويجب تعليم الأطفال أن الاحتفال بنجاح شخص آخر لا يقلل من قيمته.
كذلك، يعتمد قدر كبير من التعلم في المدرسة على استماع الطفل لما يقوله المعلم. ويصبح استيعاب المواد وتدوين الملاحظات والتفكير أفضل بكثير.
ويعد الاستماع أيضًا جزءًا مهمًا من تطوير التعاطف. لا يستطيع الطفل إظهار التعاطف أو تقديم الدعم للآخرين دون الاستماع أولًا وفهم ما يقوله الشخص الآخر.
وقبل أن تتوقع أن يصبح طفلك جيدًا في اتباع التوجيهات، من الضروري أن تصبح على دراية جيدة بإعطاء التوجيهات. ولإعطاء توجيهات جيدة وتجنب الأخطاء الشائعة، اتبع هذه الاستراتيجيات:
ـ امنح الطفل الصغير اتجاهًا واحدًا في كل مرة. بدلًا من أن تقول "التقط حذائك، ضع كتبك بعيدًا، واغسل يديك" انتظر حتى يتم التقاط الحذاء قبل إعطاء الأمر التالي.
ـ تجنب صياغة توجيهاتك كسؤال. على سبيل المثال: "هل يمكنك التقاط ألعابك الآن من فضلك؟"، هذه الصيغة تعني أن أطفالك لديهم خيار قول لا.
بمجرد إعطاء التوجيهات لأطفالك، اطلب منهم إعادة ما قلته. إسأل "ماذا يفترض أن تفعل الآن؟"، وانتظر منهم أن يشرحوا لك ما سمعوك تقوله.
ـ تذكر أن الخطأ أمر طبيعي.
ومن الطبيعي أن يشتت انتباه الأطفال الصغار، أو يتصرفوا باندفاع، أو ينسوا ما يفترض بهم فعله. انظر إلى كل خطأ على أنه فرصة لمساعدتهم في صقل مهاراتهم.
وسواء كان طفلك خجولًا ويفضل التحديق في الأرض أو ببساطة لا ينظر لأعلى عند الانغماس في نشاط آخر، أكد أهمية التواصل الجيد بالعين.
بالطبع قد يبدو تعليم الأخلاق وكأنه معركة شاقة في بعض الأحيان. ومع ذلك من المهم للأطفال أن يعرفوا كيف يكونوا مهذبين ومحترمين، خاصة في منازل الآخرين أو بالمدرسة.
وفي النهاية، يمكن تدريس المهارات الاجتماعية في أي وقت.
وليس من السابق لأوانه أبدًا البدء في تعليم الأطفال كيفية التعايش مع الآخرين، فلم يفت الأوان بعد لصقل مهاراتهم أيضًا.
ابدأ بالمهارات الاجتماعية الأساسية أولًا واستمر في العمل على مهارات طفلك بمرور الوقت.
اقرا أيضًا: «استشاري» يحذر من تعنيف الأطفال لإفطارهم في رمضان.. أضرار خطيرة