صبحة بغورة تكتب: يوميات العاملات في رمضان

بحلول شهر رمضان الفضيل تزداد لدى السيدات العاملات أهمية التنظيم والتحضير للتوفيق ما أمكن بين المسؤوليات في العمل والمتطلبات المنزلية، الأمر ليس هينا على المرأة أن تكون سيدة عاملة وزوجة وأم، ولكن الرغبة في إضفاء لمسات جديدة في المنزل يمكن أن تكسب بيتها الأجواء الرمضانية المميزة والتغيير المحبب هو ما سيعكس قوة الاحتفاء بمقدم الشهر الفضيل.

من الطبيعي أن تجتهد كل سيدة في إعداد ما يسعد أسرتها خاصة خلال أيام شهر رمضان المبارك، وإرضاء الأسرة لا يتم إلا من خلال تقديم ما تشتهيه البطون في نهاية يوم من الصيام، وبالنسبة للعاملات المشقة مضاعفة لأن الأمر يتعلق أولا بدقة تنظيم الوقت اليومي، وإجادة توزيع الجهد بين العمل خارج المنزل وداخله، فمع تغير العادات خلال أيام شهر رمضان. حيث تطول السهرات ستتأثر همة السيدة ربة البيت فتصبح مرهقة لا تقدر على النهوض للعمل بنشاط، ولن يكون مستغربا أن تؤدي عملها بأقل ما يمكن من المجهود الفكري والجسماني وستكتفي بالحد الأدنى من قدرتها على العطاء، وهذا يؤثر كثيرا على مكانتها الوظيفية وعلى وضعها المهني وقد تخسر منصبها الوظيفي.

لذلك كان حرص كل سيدة على أن تتمكن من تجاوز أيام الشهر دون خسارة مادية يمكن أن تلحق بها بفعل الخصومات من الراتب، أو أن تلحق بها خسارة معنوية من خلال تقارير الأداء السيئة والملاحظات السلبية هي من أكثر ما يشغل بالها ويسيطر على تفكيرها.

وتعاني المرأة العاملة من ضيق وقتها في شهر رمضان بسبب زيادة الأعباء المنزلية ورغبتها في العبادة بجانب تأدية العمل خارج المنزل، لهذا تبرز حاجتها لضبط روتين يومي خاص بها كامرأة عاملة في رمضان.

وأكدت عدد من المواطنات أن أعباء ومسؤوليات المرأة العاملة تتضاعف في شهر رمضان المبارك وتتعدد أدوارها بجانب عملها خارج المنزل، لذلك فضبط الوقت وترتيب الأولويات هما العنصران الأكثر أهمية، والطريق الأمثل لتجنب هذه المواقف الصعبة يتعلق أساسا بضبط السلوك قبل ضبط الوقت فينصح بعدم السهر الطويل على الأقل في الأيام الأولى من الشهر والاكتفاء بيومي العطلة الأسبوعية للتمتع بالسهر مع أسرتها وقضاء ليالي رمضان المباركة في العبادة كما تشاء.

ستجد المرأة نفسها في أيام العمل نشطة وحماسية أكثر وستعطي عملها الوقت الكافي الذي يستحقه، على أن تحافظ دائما على هدوء أعصابها وتماسكها خاصة وسط المطبخ، وأن تجعل من عملية طبخ وإعداد إفطار الصائمين لحظات للتفنن في المأكولات وللمتعة والفرح والسرور.

ولعل أيام العطل في شهر رمضان مناسبة طيبة لجمع شمل العائلة حول مائدة الإفطار التي ولاشك سيحن لها الكثيرون وفرصة لاجتماعهم في أجواء الرحمة لإزالة ما قد شاب علاقات بعضهم من حساسيات معينة من عمل الشيطان، والمرأة الحصيفة هي من تحسن اغتنام هذا اليوم لجعل مائدتها فرصة لفتح صفحة جديدة، وللتمتع بدفء الروابط الأسرية وتقوية العلاقات العائلية.

كما تجد الكثيرات من السيدات الفضليات متعة كبيرة في سؤال أولادهم عن ما يحبون تناوله في الإفطار، ثم في محاولة إرضائهم، وسيكتمل السرور بلم الشمل والجلوس أطول مدة ممكنة وسط أسرتها، وستكتمل سعادتها عندما يتحقق لها التوفيق في التنسيق بين مهام عملها وواجباتها المنزلية، والمهم أن تحاول ما ان تفصل عند دخول منزلها بين هموم عملها المهني عن عملها المنزلي، وأن تجتهد في جعل كل وقتها خارج الدوام الرسمي في خدمة مصالح أسرتها.

لقد وهب الرحمن سبحانه وتعالى المرأة القدرة على تحمل ما فطرها عليه، والتوفيق بين أداء مهام العمل الوظيفي في رمضان والطبخ والاهتمام بشؤون أبنائها وأمور منزلها يمكن لكل سيدة التحكم فيها بمقدار يتفاوت من سيدة لأخرى حسب مهارتها ونشاطها وحكمتها، وبالقليل من التنظيم والترتيب يمكن أن تتغلب كل سيدة على ما يسببه الصيام لها من متاعب ويمكنها أيضا أن تنال قسطا من الراحة التي بالتأكيد تحتاجها، وسيمكنها أن تقوم بواجبها تجاه أولادها فلا تهملهم بل تراقبهم وتساعدهم على إنجاز واجباتهم المنزلية حتى لو تم ذلك على مائدة في وسط المطبخ وأثناء إعداد الأطعمة، وسيكون من المفيد أن يبادر الزوج بالمشاركة في هذه المهمة فهو الشخص الوحيد الذي باستطاعته تقديم يد المساعدة ولو في أبسط المهام وبالتالي تسهيل مهمة زوجته في التوفيق بين عملها خارج المنزل وداخله دون أن يحدث أي إهمال أو تقصير، والمعروف أن الانهماك لساعات طوال في العمل الوظيفي خلال الصيام سيترك علامات التعب واضحة على الوجه، وسيكون حينها طلب مشاركة الزوج الحوار وتبادل الأفكار مع زوجته وسرد حكايات يومياتهما خلال تواجدهما بالمطبخ تمهيدا مناسبا لمحاولة تقديم يده للمساعدة فيمر الوقت عليهما في جو رمضاني خاص وبطريقة جذابة لا تخلو من الفكاهة.

والمرأة عموما يجب أن يبقى مظهرها لائقا وعلى مستوى من الأناقة ولو في أبسط صورها سواء في موقع عملها أو داخل منزلها، ويمثل الوقت في رمضان عامل قيد شديد حيث لن يكون الوقت في صالحها لكي تتمكن من التزين لأن هدفها أن تحافظ على عملها وترضي أسرتها الصغيرة وعائلتها الكبيرة، وهنا يكمن الخطأ في التصرف لدى معظم السيدات، ومن الحكمة أن تخصص وقتا قصيرا قبل الذهاب للعمل وقبل النوم، لأن الزوج يسعده أن يرى زوجته دائما في أجمل مظهر، فمظهر المرٍأة يعكس حالتها النفسية ويزيد تفاؤلها بالحياة.

صبحة بغورة متخصصة في كتابة المقالات السياسية والقضايا التربوية

اقرأ أيضًا: صبحة بغورة تكتب: صحة المرأة الحامل في رمضان