صبحة بغورة تكتب: الذكاء العاطفي عند المرأة

يتضمن الذكاء بصفة عامة، القدرات العقلية الخاصة بمهارة التحليل والملاحظة وحل المشاكل وبناء الاستنتاجات وسرعة التصرف والقدرة على التفكير المجرد وجمع وتنسيق الأفكار وسرعة التعلم والقدرة على الاحساس وإبداء المشاعر وفهم مشاعر الآخرين.

وفي علم النفس، الذكاء هو سرعة الفهم والبديهة، وهناك الذكاء الطبيعي الوراثي والذكاء الاجتماعي المكتسب.

والذكاء أنواع، منه ذكاء المكان؛ الذي يعني القدرة البصرية والسمعية على تحديد معظم تفاصيل الموقع من معالم رئيسة ومصادر صوتية مميزة وإدراك مظاهر جمال المكان، والذكاء الجسدي؛ المتعلق باستيعاب مبادئ علم الحركة ومهارة تكييفها مع المساحة المتاحة بما يحقق حضور الذات والثقة بالنفس، وهو يعني أيضا خصوصًا عند المرأة حسن استغلال ما وهبها الله تعالى من جمال خلقي ليكتمل لها مع الكمال الأخلاقي الكنز الحقيقي لحواء.

وهناك الذكاء الروحاني؛ المرتبط بمستوى العلاقة بين العبد والرب وقضايا الإيمان ، والذكاء العاطفي؛ يلامس المشاعر والأحاسيس، ويمكن تلمسه من القدرة على التعبير عن كوامن النفس بعد إتقان تقدير دخيلة المشاعر وتقييم طبيعتها تقييمًا صحيحًا، بما يمنح التحفيز الكافي لإدارة العواطف بشكل سليم خلال التعامل مع الآخرين.

والمؤكد أن مفهوم الذكاء ينصرف إلى كلا من الرجل والمرأة، ولكن أن نوجه اهتمامنا للحديث عن الذكاء العاطفي عند المرأة؛ فذلك لأن لا شيء يداعب خيالها أكثر من التحدث عن جمالها وأناقتها، ولا شيء يزيد ثقتها بنفسها أكثر من كلمات الإطراء التي تسمعها والتي تؤكد انه الأجمل بين زميلاتها.

وقلما تعير الكثيرات العلم والثقافة أي اهتمام، فحواء تعلم الناس أول ما تنظر إليه الشكل الخارجي، الانطباع الأول يدوم؛ إذ ليس من المعقول أن يراك الشخص لأول مرة فيجري لك امتحانا في الثقافة، بهذه الكلمات تبرر حواء تمسكها بهذا الرأي مهما دفعت من ثمن لتحقيقه لأن الجمال يعطيها ثقة عالية بالنفس ويبعث على الطمأنينة وراحة البال.

اقرأ أيضًا.. صبحة بغورة تكتب: البيوت أسـرار.. هل الأطفال هم مفاتيحها؟

حواء، تفضل كثيرًا أن يقولوا لها كم أنت جميلة على أن يقولوا لها شيئا آخر، بل أن هناك من تؤكد أنه لولا جمالها ما توظفت أبدًا، وأخرى تدرك أن حلم الرجال في زوجات المستقبل "الجمال والذكاء"، وتطرب بعبارات المديح لجمالها والثناء على فِطنتها وقوة شخصيتها، وهي وجهة نظر تجمع بين الجمال الخارجي والداخلي "العقل والروح"، أو تجمع بين الجمال الظاهري وحلاوة الروح وعميق فهمها.

أشد ما يمكن أن يؤثر في طبيعة الحياة الزوجية الحالة، المزاجية لدى الزوجين، التي بناءً على تحسنها؛ سيتقن كلاهما ترتيب علاقته بالآخر، فما أسعد الزوج حين تستقبله زوجته بشكل جميل ينسيه تعبه.

والقيم الجمالية للمرأة مختلفة بين شعوب العالم، وقد اختلفت القيم الجمالية الحديثة بصفة كلية عن القيم الجمالية قديمًا، وتتغير مقاييس الجمال وفق تغير المفاهيم ويظل الحكم على جمال المرأة خاضعًا لثقافة المحيط الذي تعيش فيه، فالمرأة التي تتمتع بالذكاء العاطفي تدرك جيدا أهمية أن تواكب المقاييس الجمالية دون مبالغة أو إفراط لتبدو لزوجها المحب لها في أجمل شكل وأبهى صورة تضمن تعففه وتجنبه الزلل، وبقدر محبة الزوج لزوجته وتقديره لها واهتمامه بها، بقدر ما يكون من الطبيعي أن تتحرك كوامنها تجاهه فيضًا من المودة والرحم.

ولا يعني ما سبق أن جمال المرأة وحسنها فقط هو كل شيء، وأنه لا حظ للمرأة متواضعة الجمال، فلسان المرأة وحسن حديثها ولباقتها وعذوبة صوتها تكون أكثر تأثيرًا على الرجل، وبإمكانها إذا أحسنت استغلال شاعريتها أن تمتلك النفوس وتأسر القلوب وأن ترغب كل من يسمعها إلى محاولة التقرب منها والإنصات إليها، وأن تدفعه إلى أن يعيد اكتشافها من حلو كلامها الذي ينسى من يحاورها مستوى جمالها المتواضع.

هذا من مجالات الذكاء العاطفي، الذي كثيرًا ما تلجأ إليه حواء، وهو قد يكون طبيعيًا وراثيًا، وقد يكون مكتسبا من بيئتها وتربيتها، وفي الحالتين، يكون الذكاء العاطفي عميق التأصل عند المرأة أكثر من الرجل، لذلك سرعان ما يسجل حضوره وفق ما تستدعيه الحاجة حسب طبيعة المقام، ويكون أشد تأثيرًا إذا ما اقترن بالجانب المنطقي الذي يكسبها حسمًا قويًا للأمور غير قابل للتمييع.

ومن المؤكد، أن تأثير الجانب المنطقي بما يعنيه من حضور عقلي في تقدير الأمور يمنح الفرصة أمام تفعيل القدرة على فرز العواطف الذاتية وإجادة استعمالها، وعلى حسن التمييز بين حقيقة عواطف الآخرين وهو ما يسمى بالفراسة.

الذكاء العاطفي من القدرات شديدة الدلالة على مستوى اللياقة الذهنية والكفاءة العقلية والنضوج الوجداني، ومن وسائل قياس مستوى هذا الذكاء أن تصارح المرأة نفسها حتى تكتشف حقيقتها ويتسنى لها معالجة أمرها، فهناك المتسرعة في اتخاذ قرارها بكل جدية، وهي امرأة عاطفية جدًا ودموعها تنهمر بسرعة وعواطفها مبالغ فيها.

وهناك من تؤجل قرارها لمدة وجيزة؛ لدراسة الموضوع جديا، وهي امرأة تتميز بالحكمة والتروي وقرارها لا رجعة عنه، وهناك من تهمل الأمر ولا تبالي به، وتلك سمة غير إيجابية لا تدل على التحلي بالجدية التي يمكن من خلالها الوثوق في شخصها.

صبحة بغورة متخصصة في كتابة المقالات السياسية والقضايا التربوية

اقرأ أيضًا.. 3 مواقع ساحرة لممارسة «رياضة الهايكنج» في شتاء السعودية