روز العودة تكتب: إسعاد الوالدين

لا يختلف اثنان على عظمة مكانة الوالدين في حياتنا؛ فقد أوصانا ديننا الإسلامي الحنيف بالإحسان إليهما، ورعايتهما، وحملهما على كفوف الراحة، والاعتناء بهما وتلبية احتياجاتهما مهما تطلب ذلك من جهد أو مال أو تضحية؛ فقد أفنيا أعمارهما لتربيتنا ورعايتنا.

لذلك أوصانا اللهُ عزَّ وجلَّ بهما، فقال:" وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلْوَٰلِدَيْنِ إِحْسَٰنًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ ٱلْكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّۢ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا".

لقد قدم لنا والدانا مُعينات الحياة، وسعيا بكل الطرق لإنجاحنا، مهما كانت تضحياتهما بالصحة والراحة والمال، فسهرا الليالي؛ لننام في هدوء وسكينة، وسعيا بكل جهدهما لإسعادنا؛ فكان مبلغ سعادتهما مجرد رؤيتنا سعداء، وأصحاء، نلعب، ونضحك.

إنَّ من حق والدينا علينا أن نوفر لهما أسباب السعادة، فأنفاسُهما في البيت رحمة وحنان، وليس صعبًا أنْ نعمل بكل ما أوتينا من قوة على إسعادهما؛ فرضا الله من رضاهما، وما نفعله حتى وإنْ كان قليلًا يسعدهما، فمن عاش خادمًا لهما، عاش سيدًا فوق رؤوس قومه.

ولا يكلفنا إسعادهما كثيرًا من الجهد؛ فعلينا الخضوع لهما بالقناعة وحسن السمع والطاعة، وألا نعصي لهما أمرًا، وألَّا نُفشي لهما سرًا، وأن نتفقد أحوالهما، ونقضي احتياجاتهما، ونراقب صحتهما، ولا نبتعد عنهما طويلًا دون سؤال أو تواصل؛ فرؤيتهما طاعة، وحديثهما قُربي، ودعاؤهما بركة. روز العودة

إنَّهما أول من يجب علينا إسعاده في حياتنا، فهما مصدر توفيقك وسعادتك، فكلما ارتقت مكانتك عمليًا أو اجتماعيًا أو اقتصاديًا، زادت سعادتهما، وكلما ارتقت أخلاقك، وكان رزقُك حلالًا، وكنت مثالًا يُحتذى في المجتمع، كان ذلك أدعى لإسعادهما.

ولا شك في أنَّ رضا الوالدين يورث التوفيق في الدنيا، والفوز في الآخرة، واعلم أنَّ ما تفعله من خيرٍ لوالديك، سيعود عليك وعلى أبنائك بالخير والسعادة وراحة البال.

روز العودة رئيس التحرير

اقرأ أيضًا: روز العودة تكتب: مملكة العطاء تؤسس لاستدامة أعمال الخير