روان الحميدي: يدفعني للكتابة الرغبة في تخليص روحي وإطلاق العنان لها

على خلاف المألوف في الوقت الراهن أن نجد أحدًا يبدأ طريقه في الكتابة من المقال، إذ أنه يتطلب نوعًا من الإبداع والتركيب معًا، لذلك لا يكتب مثل هذه المقالات التحليلية والتركيبية إلا المألفون الكبار، كما أن جيل الباحثين عن الشهر في الوقت الراهن لا يكتبون إلا روايات ركيكة الأسلوب خالية من المعنى، ومن هنا كان العثور على شابة تبدأ طريقها نحو الكتابة عبر بوابة المقال أمر لافت، ولذا كان من الضروري إلقاء الضوء على تجربة الكاتبة السعودية الشابة "روان الحميدي".

في البداية حديثنا عن نفسك

أنا كاتبة صحفية سعودية، من مواليد منطقة الجوف, طموحة، وعضو في مجلة روج الكترونية للكتابة في مجال القضايا الاجتماعية.

كانت انطلاقتي في الكتابة الأدبية والفكرية من خلال المشاركة في المنافسات المدرسية على مستوى منطقتي، وقد فزت مرتين بالمركز الأول، والمركز الثاني في القصة القصيرة على مستوى مدرستي، ثم اتجهت إلى كتابة القصائد، عندما وجدت أن الشعر يناسبني، كانت لي محاولات في تقليد كبار الشعراء العرب، لكن القصة أغرتني برشاقتها وتركيزها، وربما طبيعتي هي النظر للأمور بواقعية، أو تحسين الواقع إما بفهمه أو تجاوز ما فيه من إزعاج أو علاجه.

ثم انتقلت من كتابة القصص إلى عالم الصحافة والإعلام، فكتبت في جميع زواية الصحف السعودية ومنها: جريدة الرياض، جريدة الوطن السعودي، صحيفة القصيم نيوز، صحيفة عين حائل، صحيفة بوابة الجوف، صحيفة إخبارية الجوف، صحيفة الكويت، صحيفة أخبار السعودية، صحيفة نجران، مجلة روج الإكترونية.

ومن أمثلة مقالاتي الصادرة: مبادرة جدة الآن، صناعة الاستفزاز، التنمر الإلكتروني، القراطيس، قوانين الاستفزاز، هوس السوشل ميديا، أوطان بعيده سكنتها النساء.

وجدت في الكتابة متعتي الحقيقية التي تنقلني إلى عوالم أخرى

ما السر في اتجاهك المبكر إلى الكتابة؟

لقد وجدت في هذا الجانب متعتي الحقيقية التي تنسيني الكثير من الأشياء وتنقلني إلى عوالم أخرى, عندما أمسك الورقة والقلم تخطر في ذهني مليون فكرة حول ما أريد كتابته. وكانت الدتي هي التي اكتشفت موهبتي مبكرًا، وساعدتني على تطويرها وإبرازها.

لماذا اخترتِ تخصص اللغات والترجمة؟

اخترت هذا التخصص عن رغبه جامحه لديّ في تعلم لغات مختلفة، ولأنه يتوافق مع ميولي، ورغبتي في اكتشاف هذه اللغة وأسرارها.

جبران خليل جبران أكثر من أثر فيّ أدبيًا

درستِ الأدب الإنجليزي، من هم أهم الكتاب والمفكرين الذين أثروا في شخصيتك الأدبية والفكرية؟

هناك أسماء ستظل محفورة في قلبي قبل عقلي، ومن أكثر الأشخاص تأثيرًا فيّ: جبران خليل جبران، فكتاباته تضج بالحكمة وتنضح بحب الوطن و الأرض.

ومحمد فوزي فنان مرهف ومبدع وراقي، ولطالما كان مصدر إعجاب بالنسبة لي. وبرغم حياته القصيرة إلا أن إنجازته وأعماله الفنية بقيت شاهدةً على نبوغه وتألقه.

ومنذ أن كنت صغيرة وأنا أشعر بتأثر كبير بالأداء التمثيلي للممثل الرائع غسان مسعود.

كثير من الروائيين والشعراء لم يفلحوا في كتابة المقال الصحفي

أكثر ما تكتبين المقالات، مع العلم أن كتابة المقال أصعب بكثير من كتابة الكتب الطويلة، هل من الممكن تفسير ذلك؟

نعم صحيح لأن كاتب الرأي يعتمد على نفسه فقط. فهو الذي يبحث عن الفكرة الجيدة ويكتبها بأسلوب جيد طوال المقال، وفي الوقت ذاته يجب عليه الكثير من الضوابط حتى تتم إجازة مقاله، وفي النهاية سيتحمل هو ما يقوله، وسيحاسبه الناس عليه. وهناك أمثلة من الروائيين والشعراء الذين حاولوا كتابة المقال الصحفي ولكنهم فشلوا في ذلك إما لأنهم افتقدوا الإحساس بالوقت أو بالغوا بالوصف الجمالي أو تحدثوا عن مواضيع غير مهمة.

لديك مشروعات للكتابة الأدبية؛ روايات وسيناريوهات، حدثينا عن هذا المشروع

صحيح أرغب في كتابة السيناريو، وأجد في نفسي الموهبة لذلك، كما أخطط لإصدار رواية قريبًا.

بعد هذا الانقطاع الكلي إلى الكتابة، ماذا يعني للمرء أن يكون كاتبًا؟

فالمرء بكل بساطة يكون كاتبًا مثلما يكون أي شيء آخر، والنجاح يحفزه، وإقبال القرّاء على قراءة ما نكتب هو أمر مشجع لنا, وبرأيي أن الكاتب هو من ينقل لكم مواقف الحياة.

ما الذي يدفعكِ للكتابة؟ ومن أن تحصلين على الاهتمام؟

الكتابة، بحد ذاتها، لا يحفزها سوى ملامسة موقف أو تجربة للروح والعقل، سواء تجربة سعيدة أو محزنة، ومن تأخذ طريقها نحو تلك الأزرار التي تشغل طاقة اللجوء إلى الحرف والكلمة والجمل والفقرات؛ اللجوء إلى التعبير لنفض ربكة ما من خلال فكرة أو شكل، يمكن أن نقدم فيه موضوعًا ما للقارئ، في محاولة لملامسة إحساسه والحصول، ولو للحظة، على شعور صادق يعكس ما يشعر به، أو شيء ما قريب منه. وعليه، فإن ما يدفعني للكتابة هو الرغبة في تخليص روحي من تفاقم مشاعر ما، وإطلاق العنان لها على صفحة قاحلة ترتجي الارتواء تعبيرًا.

أرى في المرأة حضارة أمة وتاريخ وطن

ما هي أكثر المجالات التي تحبين الكتابة عنها؛ الأدب، المرأة، الاجتماعيات .. إلخ؟

بكل صراحة أعشق الكتابة في مجال المرأة، فأنا أرى في عيناها المستقبل، وفي الوشم المرسوم على جبينها حضارة أمة وتاريخ وطن، وسأظل أكتب عن هذه المرأة.

من هو مثلك الأعلى في الكتابة؟

الحقيقة هناك العديد من المفكرين الذين أعتبرهم مثلي الأعلى مثل: عباس محمود العقاد، ومصطفى صادق الرافعي، توفيق الحكيم، ومصطفى محمود، ومن الجيل الجديد الكاتب أحمد خالد توفيق ﻷنه يكتب بأسلوب بسيط وسهل وطريقة شيقة.