حوار: ابتسام اليوسف خلال هذه الفترة العصيبة أسئلة كثيرة حول التغذية السليمة ودورها في تعزيز مناعة الجسم والوقاية من فيروس كورونا وغيره، لذا التقت "الجوهرة" مع ريما مصطفى سلمان؛ إخصائية التغذية العلاجية، التي تمتلك خبرة تقارب العشرين عامًا في مجال التغذية العلاجية، التي طرحنا عليها العديد من الأسئلة المتعلقة بالتغذية وأهميتها ودورها في حياتنا.
ومع أول حمل لي، وبعد الولادة خضت تحدي العودة لوزني الطبيعي عن طريق الحمية الغذائية، ووضع برنامج رياضي خاص بي بدون أي مساعدة من متخصص بالتغذية أو الرياضة، بدأت أقرأ في مجال التغذية والرياضة لاتباع خطة صحية ومدروسة، ما جعلني أقرر التحول إلى مجال التغذية العلاجية.
وحصلت على شهادة البكالوريوس في التغذية العلاجية، وبعدها حصلت على شهادة الماجستير في تغذية الرياضيين من جامعة "ليفبرا" البريطانية، وأخذت عدة شهادات في التدريب الشخصي الرياضي، وتطوير الذات، والتغذية النفسية، ودورات في مهارات الإلقاء، وشهادة إعداد مذيع تلفزيوني عمت علي بفائدة كبيرة في مجال الإعلام المرئي والمسموع.
وخلال السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام بدور التغذية في الوقاية والعلاج من العديد من الأمراض، وأصبح إخصائي التغذية العلاجية عضوًا في الفريق الطبي، يلجأ إليه الأطباء لأخذ النصيحة والتشخيص لوضع برنامج غذائي مُكمّل للعلاج؛ حيث يقوم بوضع برنامج غذائي للوجبات الغذائية المناسبة لكل حالة، تتكامل فيه جميع العناصر الغذائية الأساسية مع التركيز على زيادة أو نقص عنصر غذائي أو أكثر تبعًا لنوع المرض وحالة المريض.
وهناك أغذية تسهم في زيادة مناعة الجسم، ومذكورة بالقرآن الكريم مثل العسل (فيه شفاء للناس)، يعد من أهم مقويًات المناعة فهو يحتوي على عناصر غذائية أساسية غنية بالماء والسكريات والبروتينات والأحماض الأمينية، والفيتامينات والمعادن، وهو مضاد حيوي طبيعي للالتهابات وللميكروبات، إذا تم تناوله بمقدار ١٠غراما (ملعقة كبيرة يوميًا).
كما أنصح بالحبة السوداء أو حبة البركة والتي أوصانا بها رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم بقوله (في الحبة السوداء شفاء من كل داء، إلا السام)، فهي تقوي المناعة وتعمل مضادًا حيويًا طبيعيًا ومسكن للألم، ويمكن عمل خليط من العسل والحبة السوداء وتناول ملعقة كبيرة يوميا لرفع المناعة.
كما أن تناول الخضروات والفاكهة يوميًا ضروري لغنوّهم بالعديد من الفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
- كيف تهتم الأم بغذاء أطفالها بحيث يسهم في سلامتهم وصحتهم؟ التغذية السليمة مهمة جدًا للطفل، ويجب على الأم أن تحرص على تقديم كافة العناصر الغذائية لأطفالها، لأن سوء التغذية يتسبب في جعل الطفل عرضة للإصابة بالأمراض المختلفة، ويؤدي إلى تأخّر نموّهم الجسدي والعقلي، ومعاناة الطفل من الكسل وقلة النشاط.
والحل هو تغذية الأطفال بالأطعمة المتنوعة والمناسبة لكل مرحلة عمرية، والحرص على تقديمها له بطريقة يشتهيها. لكن يجب الحذر من عدم الإفراط بتقديم الأكل للطفل حتى نتفادى إصابة طفلك بالسمنة.
ويجب إبعاد الطفل عن الوجبات الجاهزة التي لها مخاطرها، وهي أحد أسباب السمنة، والاعتماد على تقديم الوجبات الطازجة المصنوعة بالبيت، والمتوازنة في عناصرها.
وأهم نصيحة للأم والأب: عليكم أن تكونوا القدوة الحسنة لأطفالكم وذلك بضرورة تناول الأغذية الصحية المتنوعة والمحافظة على الوزن المثالي، فأطفالنا أمانه يجب أن ينشأوا في بيئة صحية.
كما يجب الاعتدال في استخدام الدهون واستخدامها بطرق سليمة في الطبخ، واختيار الدهون الغير مشبعة الآتية من المصادر النباتية مثل: زيت الزيتون وزيت بذرة اللفت وزيت الأفوكادو والاعتدال باستخدام الدهون المشبعة الآتية من المصادر الحيوانية: مثل الزبدة والسمنة.
لكن يجب أن نعرف أن الحمية عالية البروتين لها إيجابيات وسلبيات، فالإيجابي بها هو سرعة الإحساس بالشبع وزيادة معدل حرق الدهون بالجسم، ولكن ضروري شرب كميات كافية من المياه، وأكل الخضروات الطازجة، حتى لا تتركز كمية البروتين المتناولة في الكلى.
والتوازن مذكور بالسنة لقول الرسول - صلى الله عليه وسلم-: (ما ملأ أدمي وعاءً شرًا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه)
وهناك أسباب فرديّة: كنوع الحميّة المستخدمة، فقد تكون غير مناسبة، والتعرض للضغوط النفسيّة التي تؤدي إلى ثبات الوزن، وأحيانًا إلى زيادته وقلة معدل الأيض، نقص البروتين.
ولعلاج هذه المشكلة يجب الاستعانة بأخصائي تغذية لتحديد المشكلة والعمل على علاجها جذريًا.
وأنصح بشرب الماء والتوازن في الأكل بحيث يتضمن العناصر الغنية بالفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم كالخضراوات الطازجة والفواكه، إضافة إلى مشروبات الجمال، وهي: العصائر الطبيعية من الخضروات، والابتعاد عن المشروبات الغازية والأكلات الدهنية الضارة وغير الصحية، كما يجب عدم التعرض للشمس لفترة طويلة دون استخدام واقي الشمس لأن هذا يسبب التجاعيد والشيخوخة.
ويجب أن نعي أن الطفل بحاجة إلى ٢٠٠ سعر حراري يوميًا زيادة عن احتياجات الأم، وخلال فترة الرضاعة تصل إلى ٣٠٠ سعر حراري، وبالتالي على الأم أن تلتزم ببرنامج غذائي يوفر لها ولجنينها ما يحتاجه، خاصة كل أنواع البروتينات؛ حيث يحتاج الجسم للحديد لإرتفاع نسبة تكوين الكريات الحمراء في الدم، كما يجب تناول الأطعمة التي بها نسبة كالسيوم عالية لتفادي النقص في الكالسيوم.
وتساهم الرياضة بنسبة 20% في نجاح أية حمية نمارسها لفقدان الوزن الزائد، ولابد أن يكون البرنامج الرياضي مدروسًا، ويناسب عمر الشخص والحالة الصحية.
كما يجب الحرص بقدر الإمكان على تناول الوجبات مع الأسرة ما يضفى نوع من المتعة والسعادة التي تنعكس على الجميع.
اقرأ أيضًا: حوار| «هند الزاهد»: قلة رواتب المرأة عن الرجل یعني وجود ممارسات خاطئة وغیر مقبولة