تعليم المرأة.. مسيرة بدأت داخل السعودية منذ 64 عامًا 

"دار الحنان" بداية عصر تعليم البنات في المملكة

رؤية 2030 قادت مسيرة تعليم المرأة بقرارات مثمرة

"المكتبة الرقمية والمدرسة الافتراضية" أبرز مبادرات الملك سلمان

تقرير: مصطفى صلاح

بادرت القيادة السياسية في المملكة إتخاذ العديد من الإجراءات لتعليم المرأة منذ إقرار رؤية 2030 الهادفة إلى زيادة مشاركة النساء في قطاع العمل.

تعليم المرأة

وكان التعليم أحد أهم القطاعات التي وجهت القيادة الرشيدة اهتمامًا كبيرًا له، وبادرت بإنشاء جامعات جديدة للبنات، وكليات علمية وتطبيقية وتخصيص اعتمادات مالية ضخمة لتعليم المرأة في ميزانية الدولة؛ وذلك لتطبيق نظام تعليمي جيد تستفيد منه المرأة ويعزز من مشاركتها في سوق العمل.

وركزت رؤية 2030 على دعم المرأة السعودية في مجالات التعليم الحديثة المواكبة للتطور التكنولوجي المتسارع؛ حتى يتسنى لها أن تكون شريكة في النجاح الاقتصادي، ورفع مساهمتها في سوق العمل من 22% إلى 30%، وبالفعل تمكنت المرأة من الولوج إلى مختلف القطاعات والهيمنة على مناصب مختلفة في القطاعين العام والخاص، وأثبتت كفاءتها عند تمكينها.

 

تعليم المرأة ورؤية 2030

استطاع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أن يعطي المرأة الكثير من حقوقها، خاصة في مجال التعليم؛ حيث ارتفعت نسبة النساء المتعلمات منذ توليه في عام 2015 حتى وقتنا هذا.

دعم المبتعثين 

اهتم الملك سلمان بتعليم أبناء المملكة وبناتها في أكبر جامعات العالم، وخصص مليارات الريالات لدعم برامج الابتعاث الخارجي في المجالات المختلفة.

دعم البحث العلمي 

رصدت وزارة التعليم السعودية، في عهد الملك سلمان، 1.6 مليار دولار لدعم البحث والتطوير في الجامعات، والعمل على إتاحة فرص التفرغ البحثي لحاملي الدكتوراه من المتخرجين حديثًا، عبر برنامج خاص للزمالة؛ بهدف الإسهام في التوطين وإطلاق قدرات الباحث السعودي.

برنامج نقل المعلمات 

كان ذلك البرنامج من أبرز المبادرات، التي انطلقت في عهد الملك سلمان؛ بهدف الحد من الحوادث المرورية التي تتعرض لها المعلمات خلال رحلاتهن اليومية من وإلى مدارسهن خارج المدن الرئيسية، وتسهيل وصولهم إلى مقر عملهن.

 

المكتبة الرقمية السعودية 

شهد عصر الملك سلمان تدشين المكتبة الرقمية السعودية التي تستفيد منها الطالبات أسوة بالطلبة، وتُعد المكتبة الرقمية هي أكبر تجمع أكاديمي لمصادر المعلومات في العالم العربي؛ حيث تضم أكثر من 310 آلاف مرجع علمي، تغطي كل التخصصات الأكاديمية.

المدرسة الافتراضية 

كانت تلك المدرسة من أبرز الإنجازات، خاصة بالنسبة لبعض الأسر الذين لا يزالون يخشون من ذهاب بناتهم إلى المدارس، ويسعى هذا النوع من المدارس إلى أن تكون بيئة تعليمية تفاعلية وواحدة من نماذج التعليم المتزامن عن بُعد ‏بأحدث تقنيات التواصل الصوتي والمرئي عبر الويب، ‏‏وأيضًا من خلال الربط مع منصّات التعليم المختلفة، مثل بوابة التعليم الوطنية "عين" ونظام "كلاسيرا".

إنجازات سابقة

إنشاء أول مدرسة لتعليم البنات

كانت هي البداية لعصر تعليم البنات في المملكة؛ حيث أصدر الملك سعود؛ عام 1379هـ، أمرًا ملكيًا يقضى بإنشاء أول مدرسة لتعليم البنات، وسمُيت "دار الحنان"، وكان هناك عدد قليل من الفتيات اللاتي حصلن على فرصة التعليم من أي نوع، وبدأت المدرسة كدار للأيتام، ولكن حينما تحولت إلى تعليم الفتيات أصبح الإقبال عليها كبيرًا؛ لتتحول إلى مدرسة أهلية تشرف عليها وزارة المعارف.

إنشاء رئاسة عامة لتعليم البنات

كانت هذه المرحلة استكمالًا لمرحلة المدارس النظامية؛ حيث تم في عام 1380 إقرار إنشاء رئاسة عامة لتعليم البنات، وخصص لها ميزانية قدرها 4.4 مليون ريال، واتخذ قرار بإنشاء 15 مدرسة ابتدائية ومعهد معلمات متوسط، وكانت هذه الرئاسة هي المسؤولة بالكامل عن كل ما يتعلق بتعليم البنات.

افتتاح أول كلية للبنات

ان افتتاح أول كلية للبنات عام 1970م، وكان الخطوة التالية لافتتاح أول مدرسة للبنات؛ حيث تم افتتاح الكلية بعد 10 سنوات من تأسيس المدرسة، ليتوالى افتتاح الكليات تباعًا إلى أن بلغ عددها 102 كلية، ما بين جامعية ومتوسطة وكليات مجتمع موزعة في 72 مدينة سعودية وتضم 600​ ألف طالبة.

إنشاء جامعة للبنات

تطور اهتمام المملكة بتعليم البنات في عهد الملك خالد بن عبد العزيز؛ حيث وضع مشروعًا لإنشاء جامعة للبنات، وصدّقت عليه اللجنة العليا لسياسة التعليم في المملكة عام 1977، وتم افتتاحها في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز؛ وتُعتبر أول جامعة خاصة للبنات في المملكة العربية السعودية، وتم تغيير اسمها من "جامعة الرياض للبنات" لتصبح "جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات"، وهي تستوعب حوالي 60 ألف طالبة؛ ما يشكل أكثر من 60% من خريجات الثانوية.

دور الحضانة

واستطاع الملك فهد بن عبد العزيز أن يمنح الفتيات جزءًا كبيرًا من حقوقهم في التعليم، وحقق إنجازًا عظيمًا في هذا المجال بتأسيسه دور الحضانة.

وتوسعت المملكة في عهده، وتم في البداية إنشاء 19 مدرسة حاضنة، وظلت تنمو حتى بلغت 119 مدرسة حاضنة عام 1421.

وشهدت المدارس توسعًا كبيرًا في عهد الملك فهد؛ حيث وضع خططًا وبرامج لرفع مستوى التعليم إلى أعلى المستويات؛ من أجل تعميمه في جميع أنحاء المملكة، وتضاعفت أعداد المدارس في عهده في جميع المراحل التعليمية.

محو أمية الكبار

وأبدى الملك فهد اهتمامًا كبيرًا بتعليم كبيرات السن؛ حيث وصل عدد مدارس محو الأمية في عهده لحوالي 2361 مدرسة، وشهد عام 1335هـ افتتاح "قسم ليلي" بالمعهد العلمي السعودي لتعليم الموظفين الذين لديهم الرغبة ولا تساعدهم ظروفهم، وهي أول الجهود للتعليم الليلي، ويمكن اعتبارها أول الجهود لتعليم الكبار ومحو الأمية في المملكة.

وأنشأت وزارة المعارف لاحقًا إدارة خاصة بتعليم الكبار ومحو الأمية، أُطلق عليها اسم "إدارة الثقافة الشعبية"، تم ربطها بإدارة التعليم الابتدائي.

وافتتحت رئاسة تعليم البنات، عام 1939ه، خمس مدارس لمحو أمية النساء من كبار السن، وشملت الجهود إنشاء إدارات لتعليم الكبار؛ عن طريق كلٍ من وزارة العمل والداخلية ورئاسة الحرس الوطني.

أول جامعة للبنات بالرياض

في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز صدر أمرٌ ملكي، عام 1427هـ، بإنشاء أول جامعة للبنات بالرياض تحت إشراف وزارة التعليم العالي تضم الكليات الست الكائنة بمدينة الرياض بعد إعادة هيكلتها، بالإضافة إلى إنشاء عدة كليات جديدة تخدم مسيرة التنمية في المملكة، وتم تفعيل الجامعة في عام 1428 هـ بتعيين أول مديرة لها وهي سمو الأميرة الجوهرة بنت فهد آل سعود.

تعيين أول امرأة نائبة لوزير التعليم

وكان في إطار دعم الملك عبد الله للمرأة وتعليمها، تم تعيين سيدة في منصب نائب وزير التربية للمرة الأولى في تاريخ المملكة؛ ليثبت أن المرأة تطور دورها في المجتمع بشكل كبير.

مدارس تعليم قيادة المرأة السعودية للسيارات حلم يتحوّل إلى حقيقة