"بصراحة".. اللهجة العراقية تكتب ميلادًا جديدًا لموهبة محمد عساف

كتبت – لمياء حسن

بخطوات موسيقية بسيطة، تمكّنت أغنية "بصراحة" من خطف الانتباه، ونقل المستمع إلى أعماق عمل حمل معه التميّز إلى آفاق بعيدة، حطّم معها صوت محمد عساف القوي سقف التوقعات من جديد.

فقد أطلق النجم الفلسطيني الشاب محمد عساف _ المعروف بلقب "محبوب العرب" _ أغنيته الجديدة باللهجة العراقية، والتي حملت عنوان "بصراحة"، مجددًا التعاون مع فريق أغنيته الناجحة "مكانك خالي"؛ حيث أزاح الستار عنها، بكلمات رامي العبودي، ألحان علي صابر، ومن توزيع عثمان عبّود، موضحًا أن تلك اللهجة الصعبة للغاية، كتبت ميلادًا جديدًا لموهبته الربانية.

عند انطلاق الثواني الأولى للأغنية، مهّدت الموسيقى لمحمد عساف حتى يقوم بسحره المعهود؛ فصوته الذي اعتاد أن يخلب ألبابًا، ويغزو قلوبًا، لم يخيب الظن هذه المرة، بل قام بتلبية ذائقة محبيه الذين انتظروا تألقًا غنائيًا راقيًا.

رفع عساف في أغنيته "بصراحة" من حدود المجازفة، معتمدًا على موهبته، وصدق حدسه الغريزي في اختياراته الفنية، فضلًا عن ثقته بالجماهير التي تتوق إلى الفن العربي اللائق؛ فتقديمه للهجة عراقية من جديد بعد مرور أشهر فقط على النجاح الساحق لـ "مكانك خالي"، يعد رهانًا جديدًا، يؤكد من خلاله أنه فنان لا يعمل على تطوير قدراته فقط، بل يتمتع بذكاءٍ واضح.

ورغم كونها باللهجة العراقية، إلا أن أغنية "بصراحة"، اختلفت تمامًا عن "مكانك خالي"؛ إذ أبدع عساف في الغناء بارتياح مع تفاصيل اللكنة الصعبة، وحرص على اتقانها بشكل أكبر، وكأن المثالية لا تكفيه، ولا يروي عطشه إلى التميّز، سوى تميّز جديد، يكتب سطور نجاح نجم فلسطيني يهوى اللهجات العربية، صوتًا حرًا اتخذ من الوطن العربي دارًا له، والتحف بقلوب أهاليه.

شهدت أغنية "بصراحة"، انتفاضة محب يقوم بتصفية الحسابات، يعاتب بحزن، بعد الضجر وضربات خيبة الأمل المتواصلة من الحبيب، طاردًا إياه من حياته، في مزيج غنائي، قدّم صانعوها عساف بطبقات صوتية متغيّرة، أظهرت أن النبرات القوية، بإمكانها التلوّن بعذوبة.

حققت "بصراحة" نجاحًا واعدًا دون أن يتم تصويرها على طريقة الفيديوكليب؛ حيث استطاعت الأغنية أن تتجاوز المليون مشاهدة عبر قناة Platinum Records، على موقع يوتيوب للفيديوهات العالمي، خلال أول 24 ساعة من طرحها الرسمي.

وحرص عساف على توجيه رسالة صادقة إلى محبيه في كل أنحاء العالم، قائلًا: "شكرًا على ثقتكم وتعليقاتكم الرائعة، وسعيد جدًا أنها نالت إعجابكم، والشكر موصول لفريق عمل مبدع متكامل. مليون وردة معطرة بالمسك والمحبة لأغلى محبين".

لم يعد بالغريب على محمد عساف، أن تتلاشى المسافات والحواجز الجغرافية في حضرة صوته، تارة يأخذ المستمع إلى فلسطين ويهديه ثورة ترفع غصنًا من الزيتون، وأخرى يُرحّب به في العراق بفنٍ من العيار الثقيل، ولازالت رحلة مثابرته الفنية واجتهاده تتنقل بين اللهجات العربية الصعبة سواء المصرية، الخليجية، وبأنماط مختلفة من الشبابية إلى الكلاسيكية.

https://www.youtube.com/watch?v=MEXoIKKqrew