"المرأة المجهولة".. محطات هامة في حياة "دلوعة السينما"

حلت الذكرى الأولى لرحيل الفنانة الكبيرة شادية، خلال ديسمبر الماضي، والتي وافتها عن عمر يناهز 86 عامًا بعد صراع مع المرض بمستشفى الجلاء العسكري، إنها تلك الفنانة التي حفرت أسمها بحروف من نور في عالم الفن والإبداع؛ فأدائها مميز وإحساسها مرهف، ولذلك شغلت حيزًا كبيرًا من عقل ووجدان الجمهور العربي.

ولدت "شادية" واسمها الحقيقي "فاطمة أحمد كمال"، في 8 فبراير 1931، بالحلمية الجديدة بحي عابدين، كان والدها يعمل مهندسًا زراعيًا ومشرفًا على الأراضي الملكية، ولها شقيقة واحدة تسمى "عفاف".

الفن.. بداية الرحلة

بدأت "شادية" رحلتها الفنية على يد المخرج أحمد بدرخان، الذى كان يبحث عن وجوه جديدة، فتقدمت وقامت بالتمثيل والغناء حتى حازت على إعجاب الموجودين في أستوديو مصر، ثم قامت بدور صغير في فيلم "أزهار وأشواك"، وبعد ذلك رشحها المخرج أحمد بدرخان لـ"حلمى رفلة" لتقوم بدور البطولة أمام النجم "محمد فوزي" في فيلم "العقل في إجازة" في أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول إخراج لـ"حلمي رفلة"، ليحقق الفيلم نجاحًا مدويًا، وهو ما شجع "فوزي" على الاستعانة بها مجددًا لتكرار النجاح، وحدث ذلك بالفعل مع أفلام: صاحبة الملاليم، بنات حواء، الروح والجسد، والزوجة السابعة.

قدمت شادية على مدار مسيرتها الفنية ما يقرب من 112 فيلمًا، و10 مسلسلات إذاعية، ومسرحية واحدة، وعشرات الأغاني، وذلك طوال رحلة فنية امتدت على مدار 40 عامًا من العطاء الفني.

وكان بداية توهجها السينمائي في فيلم "المرأة المجهولة" لـ "محمود ذو الفقار" عام 1959 وكانت تبلغ 25 عامًا في هذا الوقت، لتتوالى بعدها سلسلة أفلام نجحت فنيًا منها: "أنا الحب، مراتي مدير عام، كرامة زوجتي، عفريت مراتي، أغلى من حياتي"، ثم نجاحها أيضًا من خلال روايات أديب نوبل الكاتب نجيب محفوظ، بأفلام: اللص والكلاب، زقاق المدق، الطريق، ميرامار، شيء من الخوف، ونحن لا نزرع الشوك وغيرها من الأفلام.

اعتزال شادية

بررت شادية اعتزالها للفن على الرغم من توهجها الفني، قائلة: "لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال، لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا، لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة".