العمر مجرد رقم.. ابدأ في أي وقت وستصل إلى ما تُريد

نشأنا على قناعة أن العشرينات هي مرحلة الانطلاق، وأن ما بعدها هو انحدار تدريجي نحو النهاية، حتى سمّوا ما بعد الستين بـ”التقاعد” وكأنه انسحاب من الحياة.

لكن الحقيقة أن الحياة لا تعرف تقويم الميلاد، ولا تعترف بجداول المجتمع. فكم من إنسان بدأ متأخرًا في نظر الناس، لكنه سبق الجميع في بصمته وإنجازه. وفقًا لما ذكره موقع العربية.

الرسول ﷺ.. البداية في الأربعين

عندما نقرأ سيرة النبي محمد ﷺ، نجد أن بعثته بدأت وهو في الأربعين من عمره، بعد رحلة تأملٍ، وصبرٍ، وتجارب طويلة صقلت روحه وعقله. اختاره الله في هذا السن تحديدًا، ليؤكد لنا أن النضج لا يقاس بالسنوات بل بالاستعداد الداخلي للرسالة. ففي الأربعين بدأت الرسالة، وبدأ معها أعظم تحول في تاريخ الإنسانية.

بعض البدايات تأتي متأخرة.. لتكون أنضج

كم من كاتبٍ لم يمسك القلم إلا بعد الخمسين، فكتب ما خلد اسمه؟ وكم من امرأة قررت أن تغيّر حياتها بعد الأربعين، فوجدت ذاتها التي كانت تائهة؟ البدايات لا تحتاج إلى عمر صغير، بل إلى قلبٍ حيٍّ وقرارٍ صادق.

فالإنجاز الحقيقي يبدأ عندما نقرر أن نتحرك، لا عندما يقرر المجتمع أننا “في السن المناسب”.

الخوف من التأخر.. سجن غير مرئي

أخطر ما يواجه الإنسان هو شعوره أنه “تأخر”، وكأن الحياة سباق يجب أن نصل فيه أولًا. لكن الواقع أن كل إنسان يسير في توقيته الخاص، وأن التأخر ليس فشلًا، بل علامة على أن الطريق يحتاج تجربة أعمق، ونضجًا أكبر.

إعادة برمجة عقولنا

نحتاج اليوم أن نعيد برمجة تفكيرنا تجاه العمر. أن نعلم أبناءنا أن النجاح لا يرتبط بعقدٍ زمني، وأن كل مرحلة تحمل بدايتها الخاصة. البداية ممكنة في العشرين، كما هي ممكنة في الستين، لأن العمر الحقيقي هو عمر الحلم في القلب، لا الرقم في الهوية.

اقرأ أيضًا: تحلي بالشجاعة وحققي أحلامك.. 5 نصائح للتغلب على الخوف

متى تبدأ؟

ابدأ حين تشعر أن فيك ما يستحق الحياة، لا حين يخبرك التقويم أن الوقت مناسب. ابدأ في أي لحظة تدرك فيها أنك لم تخلق لتتقاعد عن الحلم. فالحياة لا تكافئ من بدأ مبكرًا، بل من لم يتوقف أبدًا عن البداية.

الرابط المختصر :