العلاقات السامة.. كيف تقوض صحتك العقلية وخطوات التعافي؟

العلاقات السامة: كيف تقوض صحتك العقلية وخطوات التعافي
العلاقات السامة: كيف تقوض صحتك العقلية وخطوات التعافي

يعد الانخراط في علاقات تتسم بالضرر العاطفي، أو ما يعرف بالعلاقات السامة، تهديدًا حقيقيًا وخفيًا للصحة النفسية. فالدراسات تشير إلى أن الأفراد الذين يعيشون في بيئات علاقات مؤذية عاطفيًا يعانون من زيادة بنسبة 50 % في أعراض القلق والاكتئاب. العلاقة السامة ليست مجرد خلاف عابر؛ بل هي دورة مستمرة من السلوكيات التي تلحق الأذى العاطفي (وأحيانًا الجسدي)، وتتميز باختلال صارخ في ميزان القوى.

العلاقات السامة: كيف تقوض صحتك العقلية وخطوات التعافي

تحديد العلاقة السامة.. علامات لا يجب تجاهلها

بحسب “prime” تتسم العلاقة السامة بسلوكيات تقويض وتلاعب مستمرين من شريك قد يكون مدركًا أو غير مدرك لحجم الأذى الذي يلحقه. تحديد هذه العلامات التحذيرية هو الخطوة الأولى والأهم لحماية الذات:

  • الاستخفاف والتقليل المستمر من شأنك.
  • اللجوء إلى الشعور بالذنب كوسيلة للسيطرة.
  • الغيرة المفرطة والاتهامات المتكررة.
  • تحميلك المسؤولية (اللوم) عن غضب الشريك أو مشاكله.
  • التلاعب لاستغلالك وإشباع الرغبات الشخصية.

إذا كانت هذه السلوكيات تتكرر وتستمر مع مرور الوقت، فمن المحتمل أن تكون العلاقة سامة وتتطلب تدخلًا. كما يجب الانتباه لتحذيرات الأحباء؛ فقلق الأصدقاء والعائلة قد يكون مؤشرًا خارجيًا على أن العلاقة غير صحية.

المخاطر النفسية: انحدار تقدير الذات والطاقة

تؤثر العلاقات السامة تأثيرًا بالغًا على العافية النفسية؛ حيث تعمل التفاعلات السلبية والصراع المستمر على إثارة قدر كبير من التوتر المزمن والإرهاق العقلي. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:

  1. انعدام الأمن وتراجع تقدير الذات: النقد وعدم الاحترام المستمر يضعف الثقة بالنفس، ويجعل الضحية يشكك في نفسه باستمرار ويتعامل بحذر.
  2. نقص الطاقة والإرهاق: العيش في بيئة سامة يستنزف الطاقة النفسية والعاطفية. ما يؤدي إلى فقدان الدافع وصعوبة في القيام بالمهام اليومية التي كانت ذات أهمية سابقاً، مؤثراً سلباً على الحياة الشخصية والمهنية.
  3. تفاقم القلق والاكتئاب: يرتبط عدم القدرة على التنبؤ بسلوكيات الشريك السلبية بزيادة معدلات القلق والاكتئاب. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن يتطور الأمر إلى أفكار لإيذاء الذات أو عدم القدرة على القيام بمهام الحياة اليومية.

تشير الأبحاث إلى أن الانخراط طويل الأمد في هذه العلاقات قد يضاعف احتمالات الإصابة باضطرابات نفسية خطيرة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض الجسدية المزمنة بسبب التوتر المستمر.

العلاقات السامة: كيف تقوض صحتك العقلية وخطوات التعافي

إستراتيجيات التعافي: طريق العودة إلى الصحة النفسية

التعافي ممكن، ويتطلب إعطاء الأولوية للعناية الذاتية وطلب الدعم المهني.

إعطاء الأولوية للعناية الذاتية:

  • وضع الحدود: اتخاذ خطوات حاسمة لوضع حدود واضحة في العلاقة أو إنهاء العلاقة إذا لزم الأمر.
  • التأمل الذاتي: فهم احتياجاتك العاطفية وإعادة بناء هويتك.
  • الدعم الاجتماعي: طلب الدعم من الأحباء والمشاركة في الأنشطة التي تجلب السعادة والرضا.

العلاج النفسي المتخصص:

استشارة متخصصي الصحة النفسية ضرورية للشفاء؛ حيث يمكن للعلاج أن يساعد في تغيير أنماط التفكير والسلوكيات السلبية المكتسبة من العلاقة السامة:

  • العلاج السلوكي المعرفي (CBT): فعال في تغيير أنماط التفكير السلبية واستبدالها بأنماط صحية.
  • العلاج السلوكي الجدلي (DBT): يساعد في تنظيم العواطف وتحسين مهارات العلاقات الشخصية.
  • العلاج الداعم: يوفر مساحة آمنة للحصول على الدعم العاطفي والاستشارة المهنية.

إن مجرد الشك في أنك قد تكون في علاقة سامة هو علامة تستحق المعالجة. الحديث مع متخصص يمكن أن يساعد في توضيح الوضع واتخاذ خطوات استباقية لحماية صحتك النفسية. تذكر دائمًا أنك تستحق بيئة علاقات صحية ومغذية.

إذا كنت تشعر أن علاقتك السامة قد أثرت سلبًا بشكل دائم على صحتك النفسية، فهل فكرت في التواصل مع متخصص لتلقي الدعم؟

الرابط المختصر :