التأقلم مع المشاعر العاطفية.. 4 اقتراحات للتعامل مع أزمة كورونا

تزايد الشعور بالحزن والقلق، يعد من الأمور الطبيعية جدًا في ظل الظروف الحالية، بعدما استطاعت «أزمة كورونا» أن تقلِب حياة البشر رأسًا على عقب، ما يتطلب طريقة محددة للتعامل.

التعامل مع أزمة كورونا

وتسبب فيروس كورونا «كوفيد 19» في تغيير الروتين اليومي للحياة، ووضع حد للنشاط الاجتماعي الإنساني، بالإضافة إلى إحداثه هزّة شديدة في الإحساس بالسلامة والأمان.

وفي هذا السياق، أكدت الدكتورة إمي سوليفان؛ خبيرة في الصحة النفسية من كليفلاند كلينك، أن الحزن شعور طبيعي وسط انتشار وباء كورونا، ويعد أمرًا مقبولًا تمامًا تجاه الحالة المعيشية للعالم حاليًا.

[caption id="attachment_75075" align="aligncenter" width="1016"]الدكتورة إمي سوليفان الدكتورة إمي سوليفان[/caption]

وأوضحت «سوليفان» أن الحزن رد فعل طبيعي على الخسارة، سواء كانت فقدان الحياة الطبيعية أو حتى فقدان أحد الأحباء بالوفاة نتيجة الإصابة بالمرض، لافتة إلى أن العالم يشهد إحباطات كبيرة في مختلف جوانب الحياة من شأنها أن تجعل الحزن واقعًا سائدًا لدى الكثيرين.

وأشارت إلى أن الحفاظ على التواصل مع الآخرين بالطرق الآمنة، هو الحل الأمثل لاجتياز المرحلة، فضلًا عن التأقلم مع المشاعر العاطفية التي وصفتها بـ«الصعبة» وغير المتوقعة.

وقدمت الخبيرة النفسية 4 اقتراحات تساعد الناس على التعامل مع أحداث أزمة كورونا، كالتالي:

1- تقبّل الحزن وغيره من العواطف

مراحل الحزن يمكن أن تُقدم إطارًا مفيدًا يساعد في الانتقال بين المشاعر المعقدة، وتتمثل هذه المراحل في «الإنكار، الغضب، المساومة، اليأس، والتقبل».

وأوضحت الدكتورة إمي سوليفان، أن الحزن يمكن أن يحدُث على شكل موجات تتغير بانتظام، ويمكن أن تتغير المشاعر يوميًا أو حتى كل ساعة، قائلة: «من الطبيعي أن نجد من ينتقل من الشعور باليأس يومًا إلى الغضب في اليوم التالي».

ودعت الأفراد إلى الإقرار بمشاعرهم، سواء كانت إرهاقًا أو قلقًا أو ضعفًا أو غيرها، لافتة إلى أن هذا الأمر يساعد في تقبّلها وتطبيعها من خلال مواجهتها، ناصحة بوضع حدٍّ زمني لهذه المواجهة.

واقترحت أن يمنح المرء نفسه خمس دقائق ليشعر بالعاطفة التي تنتابه، ثم ينتقل إلى ممارسة شيء إيجابي يعرفه ويُتقنه، قائلة: «من المهم أن نتقبل مشاعرنا في الوقت الراهن ونتعامل معها، قبل أن ننتقل إلى موقف قبول أكثر إيجابية».

وشددت على ضرورة تحديد أفضل طرق التأقلم؛ إذ يستدعي هذا الوقت أن يصبح الناس مبدعين ويطوروا إحساسهم الفردي للتأقلم بالطريقة التي تناسبهم خلال هذه الفترة، مثل «التنفس العميق، التمارين الذهنية، كتابة اليوميات، والتحدّث مع شخص آخر، والمشي».

2- محاربة الرغبة في الانسحاب

أكدت الخبيرة النفسية، ضرورة الاتصال بين الأفراد وعدم الانسحاب، موضحة أن الاتصال يظلّ أداة قوية للتأقلم مع المشاعر في الأوقات الصعبة، سواء عن طريق «الفيديو كول، أو كتابة رسالة».

ويساعد هذا التواصل، في الحفاظ على موقف إيجابي؛ إذ تعد الزيارات الافتراضية حلاً مناسبًا لمن يواجهون مشاكل في التأقلم.

3- التركيز على ما يمكن السيطرة عليه

قالت الدكتور سوليفان: «يسهل على الناس أن يتخيلوا أسوأ السيناريوهات عندما يكون هناك قدر كبير من الشكوك التي تحيط المستقبل».

وأضافت «ومن ذلك القلق حيال إصابتهم أو إصابة أشخاص عزيزين عليهم بفيروس كورونا المستجد، أو التساؤل عمّا إذا كانت الأمور ستعود إلى طبيعتها، فتوقّع الأحداث السلبية قد يبعث على القلق أو الخوف».

ونصحت الناس بأن يكونوا على دِراية بما يمكنهم التحكم فيه، بدلاً من التألّم على أشياء لا يمكن معرفتها أو التحكّم فيها، مثل تقييد أوقات متابعة الأخبار والدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

4- الإقبال على البهجة

يُفضل البحث عن البهجة والامتنان حتى في أصغر الأشياء، مثل محادثات الفيديو مع أفراد الأسرة، أو التمتع بنسمات الهواء عند فتح نافذة أو الخروج إلى الشرفة أو حديقة المنزل.

اقرأ أيضًا: أخصائية تطلق توصيات لتجنب التوتر خلال أزمة كورونا