البطل الكامن.. كيف تكتشف قوتك الداخلية؟

تعرف القوة الداخلية بأنها ذلك المخزون الثابت من السمات التي تعد مصدرًا للرفاهية والعمل الحكيم والفعال. باختصار، هي قدرتك على اتخاذ القرار الصائب والتصرف بالطريقة الصحيحة دون الاكتراث بآراء الآخرين أو الضغوط الخارجية. إنها ليست مجرد صفة عابرة، بل هي البطارية التي تمدك بالطاقة للمضي قدمًا والمثابرة عندما ينهار الآخرون جسديًا أو عاطفيًا.

كما يعد العثور على هذه القوة وإطلاق العنان لها أمر بالغ الأهمية، فهي مفتاح عيش “حياة أحلامك”. فالحياة ملأى بالعقبات والتحديات، والقوة الداخلية هي التي تمنحك الصمود والمثابرة اللازمين لعبور خط النهاية.

القوة الداخلية في مواجهة الشدائد

تخيل نفسك في مواجهة موقف يتطلب منك الوقوف ضد التيار، على غرار قصة كابتن أمريكا (ستيف روجرز) عندما وقف إلى جانب صديقه باكي بارنز ضد السلطات ورفاقه المنتقمين، حتى بعد أن أصبح بطلًا مطلوبًا. رغم الثمن الباهظ، كان روجرز مرتاحًا لقراره، لأنه اتبع ما يمليه عليه ضميره وقوته الداخلية.

في حياتنا اليومية، قد تتجلى قوتك الداخلية في شكل:

• تعاطف تجاه شخص يكرهه الجميع، بدلًا من الانجرار وراء الحكم الجماعي.
• فعل قوي ومدروس في وجه اللامبالاة أو الكسل.
• التزام بالهدوء والتفكير الحكيم بدلاً من الانفعال السريع أمام الإزعاج أو الظلم.

يمنحك بناء القوة الداخلية الانضباط الذاتي وقوة الإرادة لتحمل الصعاب، ومواجهة الأشخاص المجهدين، والتحكم في عاداتك الضارة. كما أنها تمكنك من اتخاذ القرارات المهمة والاستمرار في تنفيذها حتى النهاية بشجاعة وثبات.

مفتاح الوصول.. العيش في اللحظة الحالية

وفقًا لـ “lifehack”للاستفادة من هذه القوة الكامنة، يجب عليك أولاً أن تتعلم الاستماع لصوتك الداخلي الحقيقي، والذي غالبًا ما يتصارع مع “ناقدك الداخلي” المليء بالخوف والقلق واللوم.

الطريقة الأفضل لتعزيز قدرتك على سماع هذا الصوت هي من خلال اليقظة الذهنية (Mindfulness). إنها ممارسة بسيطة لكنها قوية لخلق مساحة بين الموقف ورد فعلك الانفعالي. عندما تخصص لحظة للتفكير والتأمل، فإنك تعطل آليات العقل التي تقودك إلى القلق (بشأن المستقبل) أو الشعور بالذنب (بشأن الماضي).

اليقظة الذهنية 

كما يمكنك ممارسة اليقظة الذهنية من خلال خطوات بسيطة يوميًا:

1. الجلوس بهدوء: ابحث عن مكان هادئ لمدة 5 إلى 10 دقائق.
2. الشعور بالجسم والتنفس: لاحظ كيف تشعر في وضعيتك، واتبع مسار أنفاسك.
3. إعادة التركيز بلطف: عندما يشتت ذهنك، أعد تركيزك على تنفسك دون الحكم على عقلك المتشتت.

التركيز على اللحظة الحالية يجعلك تسأل: “ما هو أفضل قرار يمكنني اتخاذه الآن؟” بدلًا من التفكير في “كيف سأدفع الفواتير؟” (قلق مستقبلي) أو “لقد أخطأت مجدداً” (لوم ماضي).

تدريبات عملية لتعزيز القوة الداخلية

بعد أن تتعلم كيفية الاستماع إلى صوتك الداخلي، يجب أن تكون شجاعًا بما يكفي لتتبعه. صحيح أن هذا الطريق قد يكون صعباً، ولكنه يكون دائمًا الأكثر إشباعًا. فتجاهل هذه القوة سيقودك إلى الندم، سواء كان ذلك بسبب رد فعل متسرع أو التخلي عن شخص تحبه خوفًا من رأي المجتمع.

لبناء هذه القوة وترسيخها، مارس التمارين التالية:

• ارفض إشباع الرغبات غير الصحية: سواء كانت طعامًا أو سلوكًا، اعمل على مقاومتها لتشعر بمدى عدم أهميتها.
• استمر في المهام المهمة رغم المقاومة: لا تستسلم للكسل أو الدوافع السلبية عندما تكون لديك مهمة معلقة.
• مارس الانضباط الصغير: أوقف سيارتك بعيداً عن وجهتك لتمشي، اقرأ كتاباً مفيداً تجده مملًا، أو اخرج من السرير في الصباح الباكر رغم البرد.
• رد بهدوء على المواقف المختلفة: درب نفسك على التفكير قبل الانفعال، وامتنع عن انتقاد الناس أو الحكم عليهم.