الأمومة ليست للجميع.. الأسباب الحقيقية لظاهرة رفض الإنجاب

بينما يرى الكثيرون أن الأمومة غريزة فطرية تسعى كل امرأة لإشباعها، وأن وجود طفل في حياة المرأة أمر طبيعي ومطلوب، تختار بعض النساء طريقًا مختلفًا تمامًا، رافضات فكرة الإنجاب لأسباب تتراوح بين اجتماعية وسياسية وبيئية وشخصية. بعضهن يعبرن عن هذا الرفض في إطار نضال حقوقي، وبعضهن يربطنه بظروف العالم القاسية، أو برغبة في الحرية، أو بعدم شعورهن أساسًا بغريزة الأمومة.وفقًا لـ”ajnet”.

1. الأرض لم تعد مكانًا مناسبًا للحياة

تتجه بعض النساء لاتخاذ قرار عدم الإنجاب بدافع حماية البيئة، معتقدات أن الكوكب يواجه مخاطر حقيقية نتيجة تغير المناخ، قد تجعل المستقبل أكثر قسوة على الأجيال القادمة.

في بريطانيا، ظهرت منظمة تطوعية تحمل اسم “بيرث سترايك” (BirthStrike). تضم نساءً ورجالًا قرروا الامتناع عن الإنجاب احتجاجًا على “انهيار المناخ والانهيار الحضاري” المتوقع. وتهدف المنظمة للضغط على الحكومات لتقديم معلومات واضحة حول الأزمة البيئية والتعامل معها بجدية.
وتتبنى المنظمة رأيًا واضحًا: الإنجاب اختيار شخصي، لكنه ليس الخيار الأفضل في عالم بات يهدد حياة البشر، كما نقلت صحيفة الجارديان.

2. استحقاقات الأمومة تحمل تمييزًا

تشعر بعض النساء بأن المجتمع والسياسات الحكومية تمارس نوعًا من التمييز ضد النساء غير المنجبات. فبينما تحصل الأمهات على مزايا عديدة مثل الدعم المادي، والإجازات، ووقت العمل المرن، لا تحصل المرأة غير المنجبة لو كانت تعتني بعائلتها أو أقاربها على الدعم ذاته.

هذا التفاوت يدفع بعض النساء إلى رفض الإنجاب كنوع من الاحتجاج السياسي على هذه الفجوة في الحقوق.

3. الأمومة ليست فطرة عند الجميع

لا ترغب كل امرأة في الإنجاب لمجرد أنها امرأة. فبعضهن يرين أن قيمة المرأة لا ترتبط بوظيفتها الإنجابية، وأن الأنوثة ليست مرادفًا للأمومة.

وبحسب الجارديان، فإن غياب “غريزة الأمومة” ليس مشكلة نفسية كما يظن البعض، بل قد يكون نتيجة عوامل اجتماعية وثقافية وشخصية تشكل رؤية المرأة لنفسها وللحياة.

4. الخوف من الأمراض الوراثية

تختار بعض النساء عدم الإنجاب خوفًا من انتقال أمراض وراثية خطيرة إلي أطفالهن، مثل انفصام الشخصية ومتلازمة داون وغيرها من الاضطرابات.

وفي كثير من الحالات، يخضع الأزواج لفحوص متخصصة لتحديد احتمالات انتقال المرض للجنين، ثم يتخذون قرارهم النهائي بناءً على النتائج. البعض يقرر الإنجاب، والبعض الآخر يختار الامتناع خوفًا من معاناة طفل لا ذنب له.

5. الحرية أولًا

ترى نساء كثيرات أن الإنجاب قد يسلبهن جزءًا كبيرًا من حريتهن وسعادتهن، فالعناية بالطفل التزام طويل الأمد، يحتاج إلى حضور واهتمام دائمين، ولا يمكن التعامل معه كواجب مؤقت.

وتشير تقارير المركز الوطني للإحصاءات الصحية في الولايات المتحدة إلى أن معدلات المواليد بين النساء في العشرينيات. وصلت إلى أدنى مستوى منذ عقود، ما يدل على تغير واضح في نظرة الجيل الجديد للأمومة.

ويؤكد بول دولان، أستاذ علوم السلوك في كلية لندن للاقتصاد. أن الدراسات التقليدية لقياس السعادة تشير إلى أن النساء غير المتزوجات وبدون أطفال هن الأكثر سعادة. بل ومن المرجح أن يعشن أطول من نظيراتهن المتزوجات والأمهات.

6. الطموح المهني أقوى من التزامات الأمومة

تشير دراسات منشورة في مجلة “سوشيولوجيكال إنكويري” إلى أن بعض النساء المتعلمات والطموحات يرين أن الأمومة قد تعرقل مسارهن المهني وتحدّ من تطورهن. إذ تتطلب الأمومة وقتًا وجهدًا كبيرين، ما قد يفرض على المرأة قبول وظائف أقل أو دوام جزئي لا يلبي طموحاتها.

ويعبر مقال “تكلفة الأطفال” للكاتب برايان توماسيك عن فكرة مشابهة. حيث يرى أن الأم قد تضطر للتنازل عن أهداف كبيرة—مثل مناصب قيادية أو أدوار عامة مؤثرة—نتيجة الالتزامات المرتبطة بالأطفال.

الرابط المختصر :