هكذا يحتفل الأمازيغ بعيد رأس السنة

إذا كان التقويم الميلادي قد ارتبط بميلاد المسيح عيسى عليه السلام، والتقويم الهجري قد ارتبط بهجرة الرسول محمد صلي الله عليه وسلم من مكة إلى يثرب (المدينة المنورة)، فإن التقويم الأمازيغي لم يكن مرتبطًا بأي حادث ديني أو تعبدي، بل كان مرتبطًا بالطبيعة، وحول ذلك انقسم المؤرخون، في تفسير أصل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى فريقين، فريق يرى أن رأس السنة تشير إلى الاحتفال بذكرى اليوم الذي انتصر فيه الملك الأمازيغي "شاشناق" على الملك المصري "رمسيس الثاني" في مصر؛ بينما فريق آخر يري أن اختيار هذا التاريخ من يناير رمز للاحتفال بالأرض والزراعة، مما جعلها معروفة باسم "السنة الفلاحية".

رأس السنة الأمازيغية "إخف أوسغاس"

يحتفل الأمازيغ، في العديد من دول المهجر وبشمال أفريقيا، اليوم السبت، الموافق 12 من يناير، برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2969، والتي يطلق عليها تسمية يناير "إخف أوسغاس"، أي أول شهر في التقويم الفلاحي عند الأمازيغ.

ترتبط معظم الاحتفالات برأس السنة الأمازيغية، بالأرض والزراعة؛ ففي الجزائر يقام سنويًا المهرجان التقليدي "إيراد" ويلبس فيه الأمازيغ الأقعنة ويتجولون في الأحياء السكنية مرددين أهازيج مصحوبة برقصات.

"المغرب" يذبحون "ديكًا"

بينما مظاهر الاحتفال عند الأمازيغ بـ "المغرب"، وضع عصي طويلة من القصب في الحقول تفاؤلًا بمحصول زراعي جيد، في حين يقطف الأطفال الزهور ويرتدون ملابس جديدة وأحيانا يحلقون رؤوسهم.

كما تعد الأسر في بعض المناطق طبق "تاكلا"، وتضع النساء بعضًا منه خارج القرية، في حين تفضل أسر أخرى أطباق "أوركيمن" و"إينودا" والكسكسي بالدجاج أو اللحم بسبعة أنواع من الخضر أو أكثر، وعادة ما يذبح الأمازيغ ديكًا عند غروب شمس آخر يوم في السنة، يكون هذا الديك طبقًا رئيسيًا للعشاء.

"الجزائر" تفضل "الكسكسي والشرشوم"

لكن بعض الأسر، في "الجزائر"، تفضل إعداد الأطعمة التقليدية، مثل "الكسكسي، والشرشرم، والشخشوخة، والرفيس، وتحضير الخبز بالأعشاب، وتناول المكسرات والفواكه المجففة"، مع توزيع حلويات على الأطفال.

"الجزائر" أول دولة تمنح أجازة رسمية

في نهاية ديسمبر 2017 أصدر الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، قرارًا باعتبار 12 يناير عطلةً وطنية رسمية مدفوعة الأجر، في سياق "جهود الدولة الرامية إلى ترقية التراث واللغة الأمازيغية"؛ وبذلك أصبحت "الجزائر"، أول دولة في شمال أفريقيا تقر رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية.

فيما طالبت حركات أمازيغية، بالأمر نفسه في باقي البلدان، التي ينتشر فيها الأمازيغ، خاصًة المغرب وليبيا، وكان رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني؛ قد وعد بدراسة هذا المطلب.