اقرأي وغني له.. اصنعي عالمك الخاص مع طفلك قبل ولادته
تُعد فترة الحمل من أهم الفترات التي تمر بها النساء؛ والتي يكون لها تأثير كبير فيها؛ حيث هناك الكثير من الأمور التي على المرأة مراعاتها في هذه المرحلة، ما بين صحتها الخاصة وصحة جنينها.
وهناك أيضًا أمور نفسية على المرأة الحامل الالتفات إليها، مثل أهمية أن تصنع عالمها الخاص مع جنينها قبل ولادته، فيجب أن تقرأ له وتتحدث إليه وتُغني له أيضًا.
الوقت الملائم للتحدث مع الجنين
سمعنا جميعًا عن أهمية الحديث مع الجنين أثناء فترة الحمل، ولكن ما لا نعلمه هو ما الوقت الملائم لهذا الأمر وما أهميته وما يعكسه على طفلك؟لا تستهيني بالأمر، فطفلك بالفعل سيتذكر كلمتك الأولى، وسيكون لحديثك وقعٌ في نفسه كلما تكرر بعد ذلك.
وأجرى عدد من الباحثين دراسات؛ للوصول إلى مراحل تطور حاسة السمع لدى الأجنة ومعرفة المرحلة التي يبدأ فيها الجنين سماع الأصوات الخارجية.
متى يسمع الجنين الأصوات؟
وأوضح الباحثون أن جنينك يسمع الأصوات مع منتصف الشهر الرابع، بينما يُدركها في الشهور الثلاثة الأخيرة، وهذا يعني أن حاسة السمع لديه تبدأ بالتقاط الأصوات الخارجية وإيصالها إلى الأذن، لكن لن تصل إلى الدماغ وتحفزه قبل اكتمال نمو الأذن خلال أسابيع الحمل الأخيرة.وبطبيعة الحال، فإن أول ما يسمعه جنينك هو الأصوات الداخلية في جسدك، مثل صوت نبضات القلب، والتنفس، وغيرها من أصوات العمليات التي تدور بداخلك، ويبدأ في سماع أصوات الأفراد المحيطين بالأم والأصوات خارج الرحم عند اكتمال حاسة السمع.
وعليكِ معرفة كيف تتطور حاسة السمع لدى جنينك؛ إذ يبدأ تشكل الحاسة في الأسبوع الـ 14 من الحمل، بينما في الأسبوع الـ 15 يكتمل تكوّن قوقعة الأذن، والتي تبدأ أداء وظيفتها بشكل كامل بعد الأسبوع الـ20 من الحمل، وما بين الأسابيع الـ 24 والـ30 تكون القوقعة اتصلت بالفعل بالدماغ.
وقد لا تعلمين أن جنينك لن يكتفي بسماع صوتك والشعور بلمساتك، ولكن ستجدين أنه يتفاعل ويستجيب لصوتك، وتتمثل تلك الاستجابة في نقصان معدل حركة الرأس والذراع عند سماع صوتك، أو زيادة في حركة الذراع أو الرأس أو الفم عندما تلمسي بطنك، وتزداد شدة هذه الاستجابة خلال الشهور الثلاثة الأخيرة.
القصة الأولى
كوني متأكدة أن طفلك سيكون متذكرًا لحديثك وقصصك الأولى، ففي حالة تكرار ما قرأتيه له عندما كان جنينًا فسيترك ذلك وقعًا في نفسه دون أدنى شك، وسيتذكر الكلمات التي تم سماعها حتى وإن تباعدت الفترات أو تم قراءتها من قِبل أشخاص مختلفين.وعلى الرغم من أن الأجنة لديهم القدرة على تذكّر أصوات العالم الخارجي التي يسمعونها، لكنهم أكثر حساسية للغات والموسيقى التي تحملها هذه الأصوات، وهم يفضلون أصوات أمهاتهم على الأصوات الأخرى بالطبع.
وكشفت دراسات عديدة، مدعمة بإحصاءات قوية، عن أن تطور اللغة يبدأ في الرحم، وأن للأجنة القدرة على ضبط آذانهم لالتقاط اللغة التي سيكتسبونها حتى قبل أن يُولدوا.
والحديث مع الجنين يحفّز حاسة السمع لديه ويطور مهاراته الاجتماعية، ومع تكرار الأمر سيتذكر الجنين ذلك، فلا تترددين في بناء علاقة وثيقة وذكريات لن تُعوض معه، فاحرصي على أن تقضي عدة دقائق يوميًا في الحديث مع جنينك أو الغناء له، فهذا يخفف التوتر الذي يضر بجهازه المناعي.
اختاري مقالًا مناسبًا واقرأيه بصوت مرتفع، من جريدة أو مجلة، أو أحد كتب الأطفال المفضلة، أو قصة تؤلفينها، ويمكنك أن تعملي على تهدئة جنينك إذا لاحظتي تغيرًا أو اضطرابًا في حركته من خلال استخدام صوتك.
لا تهملي إشراك الأب وأفراد العائلة الآخرين في التواصل مع الطفل، مع الحرص على اختيار الأفراد الذين ستشعرين بالراحة عند اقترابهم منكِ.
واحترسي من وضع سماعات الموسيقى على بطنك فستكون مزعجة لجنينك، وتحدثي معه كلما كنتِ منفردة وتشعرين بحالة من الملل، أو رددي عليه كلمات أغنيتك المفضلة.
