غالبًا ما نمرُّ بضغوط في حياتنا اليوميَّة، أو العمليَّة، ما يؤثر سلبًا في حالتنا النفسية، وللتخفيف من حِدَّة هذه الضغوطات النفسيَّة، كان لا بُدَّ من اللجوء لبعض التقنيات، التي بدورها تُقلّل من تلك الضغوط والهموم، وتُشعرنا بالارتياح.
من خلال الاستمرار والمداومة عليه، لمدَّة من الزمن، تتراوح ما بين أسبوع و٢١ يومًا، وأثبتت الدراسات أنَّه لتغيير عادة معيَّنة، أو سلوك معيَّن، لا بُدَّ من الاستمرار على عمليَّة التغيير لمدَّة تتراوح بين ٧-٢١ يومًا.
لذلك التقينا مع لايف كوتش سحر فيدة؛ ماجستير إرشاد نفسي، لتوضِّح لنا ما هو التأمُّل الفكري، وخطواته، وكيف له أن يكون سببًا لتخفيف الضغوط والتوتر.
وأكدت أن التأمُّل يعتمد على مهارات الاسترخاء العميق، والتي تبدأ بالتدريج؛ ليصل الشخص في النهاية لقوَّة تركيز عالية، يستطيع من خلالها التحكُّم في عقله اللاواعي، وتغيير معتقداته وأفكاره.
كما يتمُّ فيه الانفصال عن العالم المحيط، والوصول لمرحلة عميقة، تتعدَّى اللحظة الحاليَّة التي يكون فيها، ولكن لا يتمّ ذلك إلاَّ في مراحل متقدِّمة من ممارسة التأمُّل، وتحتاج إلى تركيز عالِ ووقتٍ طويلٍ.
وقد يواجه الشخص صعوبة في التنفس، وقليلاً من الدُّوار أو الصداع في البداية، خاصة الشخص العصبيّ، وغير الهادئ، وغير المعتاد على التأمُّل.
ولكن مع الوقت يعتاد على أخذ الأنفاس العميقة بهدوء واسترخاء؛ ليصل إلى مرحلة يشعر فيها بالراحة والسكينة، ثم يبدأ بمراقبة أنفاسه العاديَّة دون التحكُّم بها.
_ يبدأ بالتركيز على تهدئة عقله تدريجيًّا، مع الاستماع لموسيقى معيَّنة تخاطب مناطق التركيز في الدماغ، أو من الممكن الاستماع لبعض التلاوات القرآنيَّة المريحة للأعصاب، أو الابتهالات الهادئة، أو أصوات الطبيعة، كصوت البحر، أو الشلالات، أو العصافير.
فالهدف هنا هو تصميت العقل، و إفراغه من جميع ما يشغله من أفكار مع التركيز.
_ بإمكان الشخص أخذ الوضعيَّة المريحة والمناسبة له، سواء بالاستلقاء على ظهره بدون أن ينام، أو بالجلوس مع إبقاء الظهر مستقيمًا دون التحكُّم فيه بالشدِّ.
ولا بُدَّ من اختيار مكانٍ هادئ وبعيد عن الضوضاء، والإزعاج، والمقاطعات، خاصة الهواتف النقَّالة، فمن المهم إرخاء جميع العضلات بهدوء؛ حتى يصل إلى التركيز المطلوب.
_ يمكن في البداية وضع الإصبع على النقطة التي بين العينين، وهي ما يُطلق عليها منطقة التركيز، أو العين الثالثة؛ حيث مكان البصيرة، التي مع قوَّة التأمُّل تبدأ بالفتح.
ويبدأ الشخص برؤية بعض التخيُّلات المريحة، ولكن ليس بالضرورة فعل ذلك.
وحول تاريخ التأمُّل وكيف وصل إلينا، قالت سحر فيدة؛ إن التأمُّل كان أمرًا مهمًّا منذ القدم، فقد كان الأنبياء والرسل يمارسونه للتأمُّل في مخلوقات الله، والتوصُّل إلى السلام الداخلي، والهدوء النفسي؛ لتلقي الإلهام الإلهي.
وكذلك أداء الصلوات المفروضة -بخشوع وهدوء- هو نوعٌ من التأمُّل، حيث يتَّصل الإنسان بربه، ويركِّز على أقواله، وأفعاله بإرادته.
وأشارت إلى أن التأمُّل يساعد في:
مما يساعد على تمدُّد العضلات واسترخائها، وبالتالي الوصول إلى الراحة البدنيَّة، والصحَّة النفسيَّة.
واليوجا لها عدَّة أنواع، وطريقة معيَّنة في ممارستها، ومدارس لتعليمها، أمَّا التأمُّل فبإمكان أيِّ شخص أن يمارسه بصورته المبسطة.
ولكن مع البقاء في مكانٍ واحدٍ مريحٍ، والاستماع إلى موسيقى هادئة، والتركيز على تغيير الأفكار والمعتقدات.