تم اختيارها كأول مدير لإدارة تمكين المرأة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بالسعودية؛ حيث أثبتت أن المرأة شريك أساسي في مسيرة التنمية والتطور في المجتمع السعودي، كما كان لأسرتها دور كبير في دعمها خلال رحلتها المهنية.
التقت "الجوهرة" وضحى فهد بن زرعة؛ مدير إدارة تمكين المرأة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، في حوار أكدت من خلاله، وجود مساعٍ لزيادة مشاركة المرأة في القطاع بحلول 2020، والعمل بشكل مكثف في المناطق غير الرئيسة لتطوير وتمكين الكفاءات الموجودة، وتحفيز القطاع الخاص للاستثمار فيها، من خلال التدريب وتوليد الكفاءات والقيادات في المجال التقني.
اتبعت شغفي، وقررت الحصول على وظيفة تعنى بتطوير رأس المال البشري، إلى أن وفقني الله لقيادة ملف الموارد البشرية بإحدى أكبر الشركات الاستشارية بالمملكة؛ لأساهم بعدها في تأسيس مركز خدمات مشتركة لمجموعة من الشركات المساهمة في قطاع الإنشاءات، وكان التحدي الأكبر هو توظيف سيدات في قطاع ذي طابع ذكوري، لا سيما في مهام مثل "التوظيف، والتعويضات، والفوائد، والمدفوعات الحكومية"، وغيرها الكثير.
أُصيب هذا القطاع بوعكة حادة في عام 2016؛ بسبب تقنين الصرف الحكومي، بينما كان هناك نمو ملحوظ في قطاع تقنية المعلومات؛ لتجري سفينة تطوري المهني بما تشتهي رياح الاقتصاد، فاتجهت إلى قطاع التقنية باختياري؛ لأكون الشخص الأول في إدارة عمليات الموارد البشرية لشركة مشتركة (JV) بين جامعة الأميرة نورة، وإحدى كبريات الشركات التقنية العالمية؛ ما جعلني أتعلم الكثير، فأصبحت ثرية بالمعلومات والخبرات، وسنحت لي الفرصة باختياري أول مدير إدارة تمكين المرأة بوزارة الاتصالات وتقنية المعلومات.
لم تكن فكرة "عدم عملي" أمرًا مقبولًا خاصةً لدى والدتي؛ إذ أتذكر إيقاظها لي كل صبح، بعد تخرجي؛ لتحثني على الخروج بحثًا عن وظيفة وإجراء مقابلات للعمل، فكان لذلك أثر كبير في تشكيل قناعاتي بأن المرأة عضو مساهم وفاعل في المجتمع، فلا شك أن الدعم الأسري جوهري في نجاح أي فتاة، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
وقد أسهمت كل هذه الجهود، في زيادة نسبة مشاركة المرأة في وظائف الاتصالات وتقنية المعلومات من 11% إلى 13.5%، كما يوجد أكثر من 36 ألف سيدة تُؤدي دورها الوظيفي بشكل تام في قطاع التقنية.
وبعد فترة، وفي مؤتمر بإحدى الدول الخليجية، تصادف وجود أحد شركاء هذه الشركة، كان يطلب موظفًا متخصصًا في الموارد البشرية، فرشحني أحد الحضور لهذه الوظيفة. لقد وصلت لهدفي في تلك الفترة، وتعلمت منها الكثير، وحققت العديد من الإنجازات.
وأرى أنه لدى المرأة قدرة أكبر لإحداث أثر أوسع في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، فما زال أمامها متسع لإبراز دورها. وعلى الإعلام توسيع نظرته تجاه مشاركة المرأة بفاعلية في شتى مجالات الحياة؛ لتحقيق الهدف الأسمى؛ وهو خدمة الوطن والمجتمع.