وادي الديسة.. مملكة النخيل والعيون الساحرة

عندما تخطو بقدميك نحو هذه المساحة الشاسعة الخضراء، التي تحتضن بداخلها العيون الساحرة التي تخطفك وسط نسيم الطبيعية، وتجد نفسك بين الجبال الشاهقة الشامخة التي تلاحق السماء، فأنت الآن داخل قرية الديسة وعلى أرض أفضل الأودية بالمملكة العربية السعودية.

يعد وادي الديسة من أجل النعم التي أنعم بها الله على تبوك في المملكة؛ حيث تشعر بداخله أنك تنظر إلى قطعة من الجنة، لما ما منحها الله طبيعة خلابة وجمالًا ساحرًا لا يمكنك مقاومته.

ويعد وادي الديسة أحد المعالم الجميلة التي تزين مدينة تبوك في المملكة؛ حيث يتمتع بوفرة في جداول المياه الخلابة، وأشجار النخيل التي تنتشر فيه، فضلا عن تلك الأعشاب البرية النادرة.

وسمي الوادي بهذا الأسم؛ نسبة إلى القرية التي تقع على مدخل الوادي من الجهة الغربية، بالإضافة إلى أن كلمة الديسة تعني الوادي المليء بأشجار النخيل، وهو الإسم الذي يليق بهذا الواد الأخضر.

كذلك، يعد الوادي واحدًا من أهم المرتكزات الطبيعية، لمشروع "نيوم"، فهو يمتد في وسط وقلب المنطقة التي يضمها المشروع العملاق، والذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، ورئيس مجلس إدارة صندوق الاستثمارات العامة، ويشمل مناطق عديدة جبلية وتاريخية وغيرها على البحر الأحمر.

ويمتد الوادي من وسط المنطقة التي يضمها مشروع نيوم الضخم، ويحتضن العديد من المواقع الأثرية: مثل: واجهات لمقابر نبطية منحوتة بالصخر، وبقايا جدران بها كتابات نبطية، وعربية بالخط الكوفي، ويبلغ متوسط هطول الأمطار لمدة ثمانية أشهر خلال العام.

وادي الديسة

فإذا كنت تحلم بالهروب من الزحام والحياة الروتينية وصخب المدينة، فيمكنك الآن الاستعداد للانتقال في جولة ساحرة بداخل وادي الديسة لتلتقط أنفاسك وتعيد طاقتك وتروي داخلك بهذه الطبيعة التي تُصلح ما أفسدته الحياة حتما.

ويتميز وادي الديسة، بأعمدته المكونة من الحجر الرملي، وبرك المياه التي تمنحه طابعًا فريدًا، والأعشاب الطويلة، وأشجار النخيل المتناثرة بين الأخاديد، التي تخطف الأنظار.

كما تتميز قرية الديسة التي تقع بين مضيق جبال قراقر بطقسها المعتدل، وأرضها الخصبة، وتضاريسها المتنوعة؛ حيث تشكل وجهةً يرتادها كثيرون من زوار وسياح يستهدفون الاستمتاع بجمال طبيعتها المبهرة طوال أيام السنة.

ورغم كونها تابعة لمنطقة تبوك المعروفة بتسجيل درجات تحت الصفر، لكن الديسة تسجل استثناءً؛ حيث تتمتع بمناخ معتدل بفضل موقعها الجغرافي، فهي ترتفع عن سطح البحر 400 متر، مما يجعل مناخها معتدل، دافئ في الشتاء ومعتدل في الصيف، فينحدر الوادي من ارتفاع 790 مترًا فوق سطح البحر إلى 690 مترا في الجهة الغربية، وهو ما يسمح بتنوع بساتينها من الفواكه والخضراوات التي تشمل أنواعًا لا تنبت في الشتاء مثل الفراولة والمانجا.

ونظرًا لوفرة المياه الجوفية وقربها من السطح، تجد أن الأهالي في المنطقة توجهوا لاستغلال الأمر وزرع الكثير من المزارع المختلفة والتي تنتج الحمضيات بأنواعها.

تشتهر هذه المنطقة بوفرة مزارع المانجو والبرتقال والليمون والفراولة، بالإضافة لأنواع التمور المختلفة، وثمار النبق التي يجنيها الأهالي ليصنعوا منها "مربى النبق" و"دبس النبق"، وهو من المحاصيل التي يتجه بها سكان مركز الديسة إلى الصناعات التحويلية؛ لذلك يكتسب هذا الوادي أهمية كبيرة.

وفي تلك المزارع، يجد السواح الترحيب والحفاوة من الأهالي؛ حيث تعد سمات سكان الوادي من بين العوامل الجاذبة للسياح والزوار، فهم يتمتعون بطباعهم الطيبة والكريمة.

ويوجد كذلك في منطقة الوادي العديد من الآثار، فهناك نقوش ثمودية ونبطية أثرية، موجودة ومكتوبة على جنبات جبال الديسة، فضلا عن المستوطنات التاريخية الشهيرة، مثل مشيرفة، والسخنة، والمسكونة، وهي مواقع أثرية لا تزال باقية.

ويمكن للسياح زيارة هذا المكان الخلاب عبر سيارات الدفع الرباعي، والتوقف للاستمتاع بالمشي في أحضان الطبيعة الساحرة، والتقاط الصور التذكارية التي لن تعوض في أماكن أخرى

ويمكنك ممارسة العديد من الأنشطة أثناء رحلتك إلى الديسة، كممارسة رياضة المشي الجبلي " الهايكنج" أو تسلق الجبال أو التخييم الممتع في الأودية.

اقرأ أيضًا: «وادي شهدان بجازان».. بيئة ساحرة بتكوينات صخرية ومسابح طبيعية