في خطوة نوعية تهدف إلى دعم وإثراء الحراك السينمائي والنقدي على المستويين المحلي والإقليمي، أعلن الأرشيف الوطني للأفلام التابع لهيئة الأفلام عن إطلاق مبادرة طموحة تحمل اسم “سينماء”. تتبنى هذه المبادرة رؤية شاملة لتعزيز المحتوى المعرفي السينمائي وتطوير ونشره لكافة المهتمين بفن السينما وما يتداخل معه من مجالات ثقافية ومعرفية متنوعة.
“سينماء” مبادرة شاملة لتعزيز الثقافة السينمائية
تعتمد “سينماء” على ثلاثة مسارات متكاملة لتقديم محتواها الثري: المسار المقروء الذي يتيح الوصول إلى مقالات ودراسات معمقة، والمسار المسموع الذي يقدم مواد صوتية تثقيفية. والمسار المرئي الذي يعرض تحليلات ولقاءات مرئية. وتهدف هذه المسارات المتنوعة إلى تعزيز الفهم الشامل للسينما كفن وصناعة، بالإضافة إلى نقدها والقضايا الفكرية والثقافية المصاحبة لها.
منصات رقمية متنوعة لنشر المعرفة السينمائية
وكذلك شهد حفل الإطلاق الرسمي للمبادرة تدشين حسابات “سينماء” على مختلف منصات التواصل الاجتماعي. إلى جانب إطلاق موقعها الإلكتروني الذي يمثل مكتبة رقمية غنية ومتجددة بالمواد المعرفية. ويتيح الموقع للمستخدمين تصفح مساهمات نخبة من الكتّاب والباحثين والنقاد والمترجمين المتخصصين في المجال السينمائي.

بالاضافة إلى ذلك .تطمح هيئة الأفلام من خلال إطلاق مبادرة “سينماء” إلى تحقيق جملة من الأهداف الإستراتيجية، من بينها تحفيز النشاط النقدي والبحثي الجاد في مجال السينما، وتوسيع الآفاق العلمية والمعرفية للمهتمين. وتعزيز التفاعل والحوار والنقاش المجتمعي حول الأفلام وقضاياها. كما تولي المبادرة اهتمامًا خاصًا برعاية المواهب الواعدة في النقد السينمائي ودعم المنصات السينمائية المحلية، لتصبح “سينماء” بذلك وجهة أساسية لاستكشاف الأفكار والمقاربات النقدية الحديثة ومرجعًا قيمًا لعشاق هذا الفن وعموم المهتمين بالشأن الثقافي.
أهداف طموحة لتحفيز النقد وتنمية المواهب
وقد عبر سعادة الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام، عبدالله بن ناصر القحطاني، عن تفاؤله بهذه الخطوة، مؤكدًا أن “سينماء” تمثل “خطوة جديدة نحو إثراء المشهد السينمائي في المملكة. ليس فقط من خلال تقديم محتوى معرفي رصين. بل عبر خلق بيئة حوارية حية تفتح أبواب النقاش والتفاعل حول السينما كمنصة ثقافية وفنية مؤثرة.” وأشار إلى أن الهدف لا يقتصر على حفظ التراث السينمائي. بل يمتد إلى تطويره وتقديمه بأحدث الأساليب لتكون السينما أداة تعليمية وإبداعية متاحة للجميع.
وأكد أن المبادرة ستفتح المجال أمام مجتمع السينما لتبادل الأفكار واكتشاف آفاق جديدة في النقد والبحث، لتكون مساحة داعمة وملهمة لصناعة سينمائية مُمَكنة في مختلف مجالاتها.
توقيع اتفاقيات تعاون إستراتيجية لتمكين القطاع
- وعلى هامش حفل الإطلاق، شهد الحدث توقيع مذكرتي تفاهم إستراتيجيتين. الأولى جمعت هيئة الأفلام وهيئة الإذاعة والتلفزيون، بهدف توحيد الجهود في دعم المحتوى السينمائي وتمكين المواهب الوطنية والباحثين والمتخصصين. وتعزيز حضور المملكة في حفظ وصون الإرث السينمائي. أما مذكرة التفاهم الثانية فقد وقعت بين هيئة الأفلام والاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين FIPRESCI. وتركز على التعاون في مجال النقد السينمائي وتمكين النقاد السعوديين من خلال التواصل وتبادل المعرفة والخبرات مع نظرائهم العالميين والمشاركة في المحافل والمنصات الدولية.

بالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان عن إنشاء “جمعية نقاد السينما” كأول كيان مهني مستقل يعنى بشؤون النقد السينمائي في المملكة. وتهدف الجمعية إلى تطوير الحركة النقدية وتمكين النقاد والمساهمة في تعزيز الثقافة السينمائية على المستويين المحلي والدولي.
مشاريع الأرشيف الوطني للأفلام لحفظ التراث وتطوير القدرات
كما استعرض الأرشيف الوطني للأفلام خلال الفعالية تفاصيل مشاريعه القائمة، والتي تشمل مبادرة “إيداع الأفلام” لحفظ الإنتاجات السينمائية. و”سِجل الأفلام السعودية” لتوثيق تاريخ السينما في المملكة، وسلسلة لقاءات “التاريخ الشفهي للشاشة العربية” لجمع روايات وتجارب رواد الصناعة. ومبادرة “توثيق التاريخ الطبيعي والثقافي للمملكة” عبر الأفلام، بالإضافة إلى الأبحاث والدراسات المتخصصة في القطاع السينمائي والأرشيفي. ومبادرات حفظ وترميم الأفلام. ويسعى الأرشيف من خلال هذه المشاريع الطموحة إلى أن يكون وجهة مرجعية رئيسية لصناع الأفلام في المملكة ومركزًا رائدًا لحفظ التراث السينمائي الوطني والعربي وإتاحته للمهتمين والباحثين. إلى جانب بناء القدرات في مجالات حفظ ورقمنة وترميم المواد الفيلمية وتطوير الكفاءات المتخصصة في هذا المجال الحيوي.