هل الموظفة الناجحة فاشلة في بيتها؟

كتبت ـ صبحة بغورة

في الوقت الذي تضع فيه الموظفات أو ربما معظمهن التزامهن الفطري إزاء البيت والأسرة على رأس الأولويات فإن البعض الآخر -لعلهن قلة- لا يقبلن عن التفوق المهني بديلًا.

الموظفة الناجحة ودورها في بيتها

فمن خلال هذا التفوق تحقق المرأة النجاح الذاتي وتثبت أنها موجودة فعلًا على خريطة الوظيفة. لعملها المتواصل وحضورها الدائم ونشاطها الملموس.

فيما لا يمكن إنكار حب إثبات الذات على أحد، رجلًا كان أو امرأة. وتأكيد التميز وحصد ثمار المجهود والسعي لحصد مكانة رفيعة في قطاع العمل.

لكن هل حقًا نجاح المرأة المهني بعملها يقابله تراجع دورها كزوجة وأم؟ وهل فعلًا المرأة الموظفة فاشلة في بيتها؟

بينما تذهب الاعترافات النسائية في أغلبها إلى أن المغالاة في طلب النجاح المهني يكون ببذل المجهود المضاعف. بما يفوق قدرتها الطبيعية. وأن تفرط في الالتزام بالدوام الطويل بدعوى أن تكون مبدعة ولتكون بالشكل الذي تطمح إليه.

بحيث يعجز أحد عن احتلال موقعها وتحقيق الفوز. وكل هذا يتطلب التفرغ الذي يعني بالنسبة للموظفة أن تضع عملها في قائمة أولوياتها دون أن تحسب حسابًا للالتزامات الأسرية، خاصة تجاه أولادها.

المرأة والإنجاز المهني

كما أن كثيرات لا يعبأن بوصفهن “امرأة أنانية” أو “أم فاشلة” أو “زوجة اتكالية”. لأن مصدر سعادتها هو الإنجاز المهني، والحاصل أنه من الصعب جدًا تحقيق جزء في جهة دون الأخرى، إما العمل وإما البيت.

وفي مقابل هذه الاعترافات الجريئة هناك من يرى أن حظ المرأة من النجاح المهني يظل مهما ثابرت أقل من الرجل بطبيعة الحال. فالرجل أكثر تفرغًا للعمل.

وذلك مقابل توزيع المرأة وقتها بين العمل والبيت. أي بين متطلبات البيت والزوج والأولاد وبين شروط العمل. إذ غالبًا ما يكون أحدهما على حساب الآخر، خاصة إذا كانت المرأة مخلصة للمكانين بالدرجة ذاتها.

في حين أن الطموح الوظيفي والسعي نحو التفوق سوف تفقد معه المرأة حتمًا أشياء كثيرة. منها: الرقابة على الأبناء والتواصل النفسي والعاطفي معهم. ناهيك عن القلق الذي ينتابها على أسرتها.

تفهم الرجل لعمل زوجته

بينما للرجل دور في إحداث بعض التوازن داخل الأسرة. ستكون محاولات تفهمه لغياب الزوجة وظروف عملها أو عودتها متأخرة ليلًا عاملًا يسهم في تخفيف الوطأة.

ولكن لا أحد يضمن بقاء الرجل على هذه الحال وإلى أي مدى يصل صبره. لأنه يعاني في غيابها كما في حضورها. فالعمل الدؤوب للوصول إلى المنزلة التي تشهدها الزوجة العاملة يستنزف طاقتها وحيويتها.

الأمر الذي لا يبقي لديها أي طاقة تحتاج إليها في بيتها المكان الأكثر تطلبًا لتلبية احتياجات أسرتها.

القضية مفتوحة والآراء كثيرة ومختلفة والنماذج في مجتمعنا العصري متوفرة تشهد على ما تكابده المرأة حتى في أبسط المهن.

الرابط المختصر :