“نادين السياط”.. أول سعودية ماجستير في العدالة الجنائية

في طفولتها كانت محبة لأفلام الرسوم المتحركة “المحقق كونان” وتميل لألعاب الألغاز والاستنتاج، ولم تكن تدرك أن هذه الميول ما هي إلا بذرة موجودة بداخلها حتى استطاعت بعد سنوات أن تربط بين ذلك وبين ما وصلت له اليوم بعد أن حصلت على درجة الماجستير في العدالة الجنائية كأول سعودية وعربية تحقق ذلك.
“سيِّدتي نت” التقت بنادين السياط لتحدثنا عن تجربتها المليئة بالحماس والإثارة في عالم الجريمة والعنف، وما تعلمته من حياة الغربة، من خلال اللقاء التالي:

كيف كانت شخصيتك في الطفولة والشباب؟
وُلدت ونشأت في مدينة الرياض، لي 3 شقيقات وشقيقان، ترتيبي الثالثة بينهم، كنت صاحبة شخصية هادئة ومسالمة في طفولتي وشخصية محبة لتطوير الذات والقراءة خلال فترة المراهقة، أخذت من والدي النظام والحكمة والهدوء، ومن الوالدة القيادة والحنان وحب مساعدة الآخرين.

ما هو تخصصك؟
حصلت على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود عام 2007، ولم أجد نفسي في هذا التخصص حتى بعد أن مارست العمل الإداري، فقررت أن أكمل دراستي، ولم أحدد حينها تخصص دراسة الماجستير، وخلال فترة دراستي في معهد اللغة الإنجليزية وأثناء بحثي عن قبول جامعة استعرضت التخصصات الموجودة في جامعة كولورادو التي تقع في مدينة دنفر حيث أعيش، وتعرفت على تخصص العدالة الجنائية، وجذبني ما يتطرق له، فقدمت طلبي في هذا التخصص وتم قبولي، وأتذكر في طفولتي أنني كنت من المعجبين بأفلام الكرتون “المحقق كونان”، و أحب ألعاب الربط والاستنتاج، فكان اختياراً قريباً لشخصيتي وميولي.

وكيف اخترتِ موضوع رسالة الماجستير؟
رسالتي بعنوان “مدى فعالية برنامج المناصحة على الإرهابين والمتطرفين”، وتحدثت عن استراتيجية السعودية في مكافحة الفكر الضال من خلال برنامج المناصحة المقام في مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية في الرياض، و ناقشت ثلاثة محاور رئيسية، وهي: أسباب نجاح البرنامج من وجهة نظر العاملين فيه، وأساليب تطويره للمزيد من النجاحات، ونقل الخبرة السعودية في مكافحة الإرهاب للقارئ الغربي.
كما أن الرسالة سعت إلى تصحيح بعض الفكر السلبي لدى الغرب ضد الإسلام، إذ تعرضت لمضايقات من بعض الطلبة الأمريكان خلال دراستي؛ لأنني الطالبة المسلمة الوحيدة في التخصص الذي يناقش الكثير من مواضيع الإرهاب والإجرام، لإعتقادهم بأن جميع المسلمين إرهابيون، وأن الإرهاب قادم من الإسلام، فشعرت بمسؤوليتي كمسلمة أولاً وسعودية ثانياً، وأن من واجبي أن يوضح بحث التخرج أن السعودية كمجتمع إسلامي يكافح الإرهاب من خلال أقوى برنامج إعادة تأهيل للفئة المتطرفة، وهو ما تجهله المجتمعات الغربية.

كيف كانت تجربتك في مركز الشرطة؟
فترة تدريبي أعتبرها أجمل فترة خلال الابتعاث، فقد خضت تجربة فريدة من نوعها؛ نظراً لأنني أول سعودية تمارس العمل داخل فرع شرطة، فقد حضرت جلسات تحقيق مع مجرمين وضحايا جرائم وشهود، وحضرت جمع الأدلة الجنائية من مواقع الجرائم، كما ركبت في دوريات الشرطة واستلمت بلاغات جرائم وقبضت على مجرمين، كما عملت في معمل الأدلة الجنائية وتحليلها.

ما الصعوبات التي واجهتك في الغربة؟
رغم مرارة الغربة، إلا أنها صقلت شخصيتي كثيراً، فتعلمت الصبر ومقاومة العقبات، وأصعب ما واجهني أنني لم أكن أتحدث الإنجليزية بالبداية، وكنت أواجه صعوبة في التفاهم مع الناس، وكما ذكرت وخلال دراستي في الجامعة كانت مشكلة العنصرية تزعجني.

ما أجمل وأسوأ ما فيها؟
الأجمل هو فرص التعلم الغير متوفرة في السعودية، كفرصة ممارستي للعمل في فرع شرطة، وخوض التجربة جسدياً وعدم الاكتفاء بالمحاضرات الدراسية، أما الأسوأ فهو الشوق للأهل والأصدقاء وأجواء السعودية خاصة في الأعياد ورمضان.

هل هذا التخصص مناسب للمرأة السعودية؟
نعم، مناسب جداً ومطلوب، فالمجتمع السعودي يُفضل العمل بشكل منفصل للجنسين، وباعتقادي أننا بحاجة إلى محققات سعوديات يمارسن مهنة التحقيق الجنائي مع العنصر النسائي.

ماذا يعني لك أنك أول سعودية وعربية تحصل على هذه الدرجة في تخصص العدالة الجنائية؟
للتوضيح أنا أول سعودية وعربية في هذا التخصص على مستوى ولاية كولورادو في أمريكا، أنا فخورة بنفسي كثيراً وبهذا الإنجاز الذي خدم ديني أولاً ووطني ثانياً؛ لأنني مثلت الإسلام والسعودية بصورة مشرفة ولله الحمد، فقد حصل بحث تخرجي على المركز الأول في الجامعة، وكانت سعادتي لا توصف حينما يقول لي بعض الأمريكان: “لو لم نلتقِ بك لما عرفنا أن الإسلام هو دين رحمة ولا يدعم الإرهاب”.

كيف تغيرت شخصيتك بعد الغربة؟
أصبحت أتروى أكثر في أمور حياتي وأنظر للمواضيع من جميع النواحي.

كيف وجدت الفرق بين المرأة الأمريكية والمرأة السعودية؟
المرأة السعودية حنونة جداً، وتهتم بأمور جميع من حولها وتسعى لإسعادهم، وارتباطها بالأسرة والأصدقاء أكثر من المرأة الأمريكية التي ترى نفسها الأولى في قائمة أولويات حياتها.

نصيحة تقدمينها للمبتعثات السعوديات؟
استغلال الفرص والتعلم مما حولهن، وعدم الاكتفاء بالمحاضرات الدراسية، وخوض تجربة العمل والتعلم.

الثقافة التي تتمنين نقلها إلى المجتمع السعودي؟
الابتسامة، النظام، احترام المواعيد.

قرار ندمتِ عليه؟
اختياري لدراسة تخصص إدارة الأعمال هو قرار نادمة عليه، ولكن الخيرة فيما اختاره الله.

حكمة تؤمنين بها؟
“هناك أمل لطالما هناك حياة”.

ما هي خططك المستقبلية؟
أتمنى الحصول على وظيفة أمارس فيها ما تعلمته كمحققة، والتدريس في إحدى جامعات السعودية لنقل الخبرة الأمريكية لبنات مجتمعي، ثم الحصول على درجة الدكتوراه في نفس المجال.

حلم الطفولة؟
أن أكون طبيبة، لكن تلاشى حلمي مع لحظة إعلان أسماء المرشحات للكليات الطبية، ولم يكن اسمي من بينها.

ما الذي تخافين منه؟
الفراق، لإرتباطي بأسرتي وصديقاتي، ودائماً أخاف من فقدانهم.

ماذا يعني لك الرجل؟
الأمان.

بطاقة تعريفية:
الاسم: نادين بنت يوسف السياط
الجنسية: سعودية من مدينة الجوف
الميلاد: من مواليد شهر ديسمبر عام 1985 م
التخصص: ماجستير في العدالة الجنائية
الحالة الاجتماعية: متزوجة

الرابط المختصر :