من الأجداد إلى مائدتك.. قصص المشروبات الرمضانية العريقة

المشروبات الرمضانية
المشروبات الرمضانية

مع حلول شهر رمضان المبارك تتزين موائد الإفطار بمجموعة متنوعة من المشروبات الرمضانية المنعشة. التي تحمل قصصًا تاريخية وثقافية غنية.

فيما تعد هذه المشروبات رحلة عبر الزمن، نستكشف من خلالها عادات وتقاليد الشعوب التي عاشت قبلنا.

“الخروب” رمز الكرم والضيافة

بحسب موقع “artivira” فإنه خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر كان تقديم الخروب للضيوف في مصر علامة على الكرم وحسن الضيافة. بينما كان تقديم الشاي أو القهوة إهانة. ولا يزال الخروب حتى يومنا هذا مشروبًا رمضانيًا مفضلًا؛ لما له من مذاق غني وفوائد صحية.

ويوفر الخروب مكثفًا غذائيًا طبيعيًا نباتيًا يستخدم في العديد من المنتجات التجارية. وأدى الاهتمام الحالي بالنظم الغذائية النباتية إلى زيادة الطلب عليه.

 “الخروب” من المشروبات الرمضانية المفيدة

الخروب نبات غني بالسكريات والدهون والنشا والبروتينات والفيتامينات. كما يسهل الهضم وهو طارد للديدان ومطهر للأمعاء. ولحاؤه قابض قوي لعلاج حالات الإسهال.

في حين يستعمل كشراب مبرد ومنعش في فصل الصيف. ويكثر استعماله في شهر رمضان الكريم لأنه يخفف العطش ويعطي الجسم كمية عالية من الطاقة بعد صيام طويل.

فيما يساعد شراب الخروب على امتصاص بعض السموم والإفرازات الضارة في الجسم. ويهدئ من الحرارة الزائدة لعضلات الأمعاء ويجعل قوام البراز نصف جاف. فيقلل من فقدان الماء الذي يصحب حالة الاسهالات.

كما تضع الأمهات يضعن دبس الخروب مع الحليب للأطفال الرضع، فينظم عملية الإخراج عندهم ويقلل حالات الإسهال.

من موائد الأجداد إلى مائدتك: قصص المشروبات الرمضانية العريقة
من موائد الأجداد إلى مائدتك: قصص المشروبات الرمضانية العريقة

“قمر الدين” مشروب الخلفاء

في حين يروى أن الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان هو أول من شرب قمر الدين عند رؤية هلال رمضان. ومنذ ذلك الحين ارتبط اسم المشروب بقمر رمضان. وأصبح جزءًا لا يتجزأ من موائد الإفطار.

فوائد قمر الدين

  • تقوية العظام والأسنان:
    • يحتوي قمر الدين على نسبة عالية من الكالسيوم. وهو عنصر أساسي لصحة العظام والأسنان. ما يقي المرأة الحامل من هشاشة العظام التي قد تتعرض لها خلال فترة الحمل.
  • الوقاية من فقر الدم:
    • يحتوي قمر الدين على الحديد، وهو عنصر مهم لتكوين الهيموجلوبين في الدم. وذلك يقي المرأة الحامل من فقر الدم والأنيميا، ويضمن وصول الأكسجين الكافي للجنين.
  • تحسين الهضم:
    • يساعد قمر الدين على تنظيم حركة الأمعاء، ويقي من الإمساك وعسر الهضم. وهما من المشاكل الشائعة خلال فترة الحمل.
  • تقوية المناعة:
    • يحوي مضادات الأكسدة، مثل: الكاروتينات، التي تقوي جهاز المناعة، وتحمي المرأة الحامل من الأمراض. وتخفف من الغثيان والدوخة المصاحبين للحمل.
  • التخلص من حموضة المعدة:
    • يحتوي على إنزيمات تساعد على التخلص من حموضة المعدة. وهي مشكلة شائعة خلال فترة الحمل.
  • نمو الجنين والحفاظ على البشرة:
    • يساهم في بناء خلايا الجنين بشكل سليم. ويحافظ على صحة بشرة المرأة خلال فترة الحمل.

“السوبيا” مشروب التحديات

بينا ظهرت السوبيا كبديل للمشروبات الأخرى خلال فترة من الصعوبات الاقتصادية. حيث كانت المكونات الأساسية مثل الدقيق نادرة. ومع مرور الوقت أصبحت من المشروبات الرمضانية الأساسية. وتوارثت العائلات وصفاتها السرية عبر الأجيال.

كذلك فإن السوبيا من المشروبات الرمضانية الشهيرة التي لا تقتصر على مذاقها اللذيذ فحسب. بل لها فوائد صحية جمة. فهي تساهم في الحد من خطر الإصابة بأمراض القلب وسرطانات الدم. وذلك بفضل قدرتها على خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول.

كما تعزز مناعة الجسم لاحتوائها على فيتامين (هـ) ومضادات الأكسدة، وتحسن صحة الجهاز الهضمي بفضل الألياف الغذائية التي تسهل عملية الهضم وتقي من الإمساك.

والأهم من ذلك كله لا ننسى دورها في ترطيب الجسم. لأنها تتكون بشكل أساسي من الماء الذي يحتاجه الجسم لتجنب الجفاف. وأخيرًا تعد السوبيا مصدرًا للبروتين الذي يدعم بناء العضلات. ما يجعلها مشروبًا مفيدًا عند تناوله باعتدال.

من موائد الأجداد إلى مائدتك: قصص المشروبات الرمضانية العريقة
من موائد الأجداد إلى مائدتك: قصص المشروبات الرمضانية العريقة

“عرقسوس” مشروب الفراعنة والقادة

كان العرقسوس مشروبًا مفضلًا لدى المصريين القدماء؛ فاستخدموه في الطقوس المقدسة ووضعوه في مقابر الملوك.

وبعد قرون استخدمه نابليون بونابرت لتهدئة أعصابه في ساحة المعركة. ولا يزال العرقسوس حتى يومنا هذا مشروبًا رمضانيًا شائعًا في العديد من الدول العربية.

“التمر الهندي” مشروب الشفاء

في حين اكتشف علماء الآثار بقايا التمر الهندي في المقابر المصرية القديمة. وورد ذكره في بردية إيبرس كعلاج لأمراض الأمعاء.

كما أشاد “ابن سينا” بخصائصه العلاجية. وبفضل فوائده الصحية أصبح التمر الهندي مشروبًا رمضانيًا مفضلًا. إذ يوفر الراحة بعد ساعات الصيام الطويلة.

إن هذه المشروبات الرمضانية ليست مجرد مشروبات منعشة. بل هي جزء من تراثنا الثقافي الغني. وتحمل في طياتها قصصًا وحكايات تعكس عادات وتقاليد الشعوب التي عاشت قبلنا.

الرابط المختصر :