من أوروبا إلى الرياض.. كيف أعاد الدوري السعودي رسم خريطة كرة القدم العالمية؟

من أوروبا إلى الرياض: كيف أعاد الدوري السعودي رسم خريطة كرة القدم العالمية؟
من أوروبا إلى الرياض: كيف أعاد الدوري السعودي رسم خريطة كرة القدم العالمية؟

شهدت السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في انتقالات نجوم كرة القدم إلى منطقة الشرق الأوسط، وعلى الدوري السعودي.

تحوُّل بدأه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، الذي غيّر قواعد اللعبة عندما وقّع لنادي النصر مطلع عام 2023، واضعًا الدوري السعودي تحت أضواء كرة القدم العالمية.

تحوّل أسطوري ريال مدريد ومانشستر يونايتد لم يكن حدثًا منفردًا؛ بل كان الشرارة الأولى لموجة من الأسماء اللامعة التي لحقت به: كريم بنزيما، نيمار، ساديو ماني، نغولو كانتي، روبرتو فيرمينو وغيرهم، اختاروا مغادرة أوروبا نحو “رمال الشرق الأوسط”. في مشهد أثار الجدل بين من يرى في الخطوة بحثًا عن المال، ومن يراها تحديًا جديدًا في بيئة مختلفة.

المغريات المالية في الدوري السعودي.. العقود الخيالية تحسم القرار

الدافع الأول لهذه الانتقالات يكمُن في العوائد المالية الضخمة التي تعرض على اللاعبين، خاصة أولئك في نهاية مسيرتهم. فعقود تصل إلى مئات الملايين، دخل معفى من الضرائب، وصفقات رعاية وأدوار سفراء، كل ذلك يجعل من الانتقال خيارًا إستراتيجيًا لتأمين المستقبل المالي.

“رونالدو” حصل على عقد يقدّر بـ300 مليون دولار، وبنزيما يتقاضى 100 مليون سنويًا. كما وقع نيمار عقدًا مع الهلال يقدّر بـ300 مليون خلال عامين. أرقامٌ لا يمكن مقارنتها بعروض الأندية الأوروبية المقيدة بقوانين اللعب المالي النظيف.

رؤية السعودية 2030.. الرياضة وسيلة لتحقيق التحوّل الوطني

انتقالات النجوم تأتي ضمن إستراتيجية أوسع تقودها المملكة تحت مظلة “رؤية 2030”. الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتطوير السياحة وتعزيز مكانة السعودية كمركز ثقافي ورياضي عالمي.

استحواذ صندوق الاستثمارات العامة على نادي نيوكاسل يونايتد، واستضافة بطولات مثل كأس العالم للأندية 2023، تعكس الطموح السعودي لبناء “قوة ناعمة” رياضية عالمية.

منشآت عالمية وجدول مريح.. بيئة جاذبة للاعبين

وشهد الدوري السعودي تطورًا سريعًا على مستوى البنية التحتية. الملاعب الحديثة، مرافق التدريب المتطورة، وجدول المباريات الأقل ازدحامًا مقارنة بأوروبا، تساعد اللاعبين على الحفاظ على مستواهم البدني، وتمديد مسيرتهم الاحترافية.

كسر الصورة النمطية: ليس مجرد دوري للاعتزال

رغم أن معظم الانتقالات شملت نجومًا في نهاية مسيرتهم، إلا أن هناك موجة موازية من المواهب الشابة التي بدأت في الالتحاق بالدوري السعودي. البرازيلي أنجيلو (20 عامًا) انتقل من تشيلسي إلى النصر. وغابري فيغا انضم للأهلي مقابل 30 مليون يورو، ما يؤكد أن النظرة تتغير تدريجيًا.

ما هو مستقبل الدوري السعودي؟

الدوري السعودي يسير بخطى ثابتة ليصبح منافسًا حقيقيًا لأقوى الدوريات العالمية، مدعومًا باستثمارات ضخمة ورؤية طموحة. لكن التحدي الأكبر يكمن في الحفاظ على التوازن بين استقطاب النجوم وتطوير المواهب المحلية. ذلك لضمان استدامة النجاح على المدى الطويل.

الرابط المختصر :