يعاني الكثيرون في عصرنا الحالي من صعوبة بالتركيز والانتباه، خاصةً مع اقتراب موسم الامتحانات، الأمر الذي يؤثر سلبًا في أدائنا بالعمل والدراسة والحياة اليومية.
فما أسباب هذه المشكلة؟ وكيف يمكننا التغلب عليها؟ وفقًا لما ذكره health.harvard.
أسباب صعوبة التركيز
تعددت الأسباب التي تؤدي إلى صعوبة التركيز، فهي تتراوح بين عوامل بيئية ونفسية وطبية. من أبرز هذه الأسباب:
- تعدد المهام: إن محاولة أداء أكثر من مهمة في وقت واحد يشتت الانتباه ويقلل من كفاءة الأداء.
- المشتتات الرقمية: الهواتف الذكية، ووسائل التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، كلها عوامل تساهم في تشتيت الانتباه.
- الإجهاد والقلق: يؤثر الإجهاد سلبًا في قدرة الدماغ على التركيز والانتباه.
- قلة النوم: يؤدي الحرمان من النوم إلى ضعف التركيز وتقلب المزاج.
- العادات الغذائية غير الصحية: يرتبط النظام الغذائي غير المتوازن بضعف الوظائف الإدراكية.
- بعض الأدوية: قد تسبب بعض الأدوية آثارًا جانبية تقلل القدرة على التركيز.
- الحالات الطبية: بعض الحالات الطبية، مثل: اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، يمكن أن تسبب صعوبة في التركيز.
- التوتر. يضعف الإجهاد العاطفي قدرة القشرة الجبهية في الدماغ على أداء العديد من وظائفها، والتي تشمل: الانتباه والذاكرة العاملة.
- المشتتات الرقمية. يتعرض الناس باستمرار لقصف من الرسائل النصية ورسائل البريد الإلكتروني ورسائل Slack وإشعارات الهواتف الذكية. يمكن أن يشكل تسونامي اليومي من المشتتات الرقمية تحديًا للشبكات العصبية المنظمة للانتباه في الدماغ.
مع اقتراب موسم الامتحانات لماذا نجد صعوبة في التركيز.. أسباب وحلول
كيف يمكن تحسين التركيز؟
تختلف طريقة عمل دماغ كل شخص، وقد يعاني البعض من صعوبة التركيز والانتباه أكثر من غيرهم. لذا يجب على الأشخاص استشارة الطبيب إذا لاحظوا تغيرات مفاجئة في قدرتهم على التركيز.
على سبيل المثال: إذا واجهوا صعوبة في إنهاء المهام والأعمال الروتينية، أو أساءوا وضع الأشياء الأساسية بشكل منتظم، أو اتخذوا قرارات سيئة بشكل متكرر. قد تكون هذه الأعراض ناجمة عن حالة كامنة تتطلب رعاية طبية، مثل: أمراض القلب أو الاكتئاب أو القلق أو الخرف.
وهناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها لتحسين التركيز والانتباه؛ منها:
1-تغيير نمط الحياة:
إن إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة يمكن أن يساعد العديد من الأشخاص على تحسين تركيزهم والبقاء في حالة تركيز. على سبيل المثال:
1- مارسي المزيد من التمارين الهوائية. وحاولي ممارسة 150 دقيقة من التمارين الهوائية متوسطة الشدة أسبوعيًا. تشمل الأمثلة: الجري أو المشي السريع أو السباحة. تزيد التمارين الهوائية من تدفق الدم إلى القشرة الجبهية، وهي جزء الدماغ المسؤول عن التركيز والانتباه.
2- احصلي على قسط كافٍ من النوم. من سبع إلى تسع ساعات ليلًا. وحاولي الذهاب إلى الفراش في نفس الوقت تقريبًا كل ليلة والاستيقاظ في نفس الوقت كل صباح. استشيري طبيبك بشأن أي مشاكل طبية تتداخل مع نومك، مثل: انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، ومتلازمة تململ الساقين، والرحلات المتكررة إلى الحمام في الليل؛ والتعرق الليلي أثناء انقطاع الطمث، أو آلام المفاصل.
3-تناولي طعامًا صحيًا. حيث ثبت أن الأنظمة الغذائية القائمة على النباتات، مثل: النظام الغذائي الذي يركز على تناول المزيد من الفاكهة والخضراوات والأطعمة الغنية بالألياف مع تجنب السكريات البسيطة، تدعم صحة الدماغ.
4-راجعي أدويتك. وإذا كنت تواجهين مشكلة في التركيز فاسألي طبيبك عما إذا كان الدواء الذي تتناولينه قد يساهم في المشكلة.

2- عادات واستراتيجيات لتحسين التركيز والانتباه
قد يساعدك أيضًا تبني عادات واستراتيجيات معينة. على سبيل المثال:
العمل في فترات زمنية صغيرة: يمكن أن يساعد العمل في فترات زمنية صغيرة، مع فترات راحة بينها، على التركيز؛ لأن الانتباه يميل إلى التضاؤل بعد فترة معينة. تعتمد المدة التي يمكنك الحفاظ على التركيز فيها على الشخص. جربي إطارًا زمنيًا يناسبك.
تجنبي تعدد المهام: أدي مهمة واحدة في كل مرة حتى تكتمل، ثم انتقلي إلى المهمة التالية.
تخلصي من عوامل التشتيت: أوقفي تشغيل التلفزيون، أو احجبي مواقع الويب، أو أوقفي تشغيل الهاتف الذكي، أو اضبطي الإعدادات لحظر المكالمات والإشعارات خلال ساعات معينة.
اشغلي عقلك: مارسي الأنشطة التي تتطلب التركيز والانتباه، ويفضل تلك التي تتطلب مستوى عاليًا من الانتباه. حاولي تعلم مهارة جديدة مثل تعلم العزف على آلة موسيقية أو دراسة لغة جديدة.
مارسي التأمل الذهني. التأمل الذهني يتعلق بتركيز الانتباه على اللحظة الحالية. إذ ثبت أن ممارسة التأمل الذهني تعمل على إعادة توصيل الدماغ لتعزيز التركيز. لبضع دقائق كل يوم اجلسي ساكنة وأغلقي عينيك وركزي على تنفسك والأصوات والأحاسيس من حولك.
ابقي اجتماعية: يمكن أن يؤدي الشعور بالوحدة إلى الاكتئاب والقلق والتوتر، كما قد يؤثر في التركيز والانتباه، لذا حافظي على التواصل الاجتماعي مع الأصدقاء أو العائلة للحفاظ على عقلك نشطًا وذكيًا.
استمرار المشكلة
إذا كنت تعانين من صعوبة مستمرة في التركيز والانتباه فمن المهم استشارة الطبيب. قد يكون هناك سبب طبي كامن للمشكلة، ويصف لكِ الطبيب العلاج المناسب.
وفي النهاية يمكن تحسين القدرة على التركيز والانتباه من خلال اتباع نمط حياة صحي وتغيير بعض العادات اليومية. ومع ذلك إذا كانت المشكلة مستمرة فمن الضروري طلب المساعدة الطبية.