ما مخاطر عمليات التجميل والجراحات التجميلية؟

ما هي مخاطر عمليات التجميل والجراحات التجميلية؟
ما هي مخاطر عمليات التجميل والجراحات التجميلية؟

في مجتمعٍ تتشكل ملامحه بشكلٍ متزايدٍ بالوسائط المرئية والهويات الرقمية المصنعة، ازدادت شعبية جراحات التجميل بشكلٍ كبير. من التحسينات البسيطة كحقن البوتوكس إلى الإجراءات الشاملة كشد الوجه وتجميل الأنف ونحت الجسم.

ويلجأ العديد إلى التدخل الجراحي لمواءمة مظهرهم. في حين يغفل العديد من الناس الضرر المحتمل. وفي السطور التالية سوف نوضح المخاطر الجسدية والنفسية والاجتماعية لجراحات عمليات التجميل. وفقًا لما ذكرته foodpoisoningnews.

الشعبية المتزايدة لجراحة التجميل

إن ازدياد عمليات التجميل والجراحات التجميلية ليس مجرد حكايات عابرة، بل هو ظاهرة عالمية موثقة. ووفقًا للجمعية الدولية لجراحة التجميل “ISAPS” تجرى ملايين العمليات سنويًا، وتتصدر الولايات المتحدة والبرازيل وكوريا الجنوبية والمكسيك قائمة الدول الأكثر تضررًا. كما تشمل الإجراءات الأكثر شيوعًا تكبير الثدي، وشفط الدهون، وجراحة الجفون، وتجميل الأنف، كما شهدت العلاجات غير الجراحية، مثل الفيلر والبوتوكس، نموًا هائلًا.

ما هي مخاطر عمليات التجميل والجراحات التجميلية؟
ما هي مخاطر عمليات التجميل والجراحات التجميلية؟

 

والذي ساهم في نمو هذه العمليات، المشاهير وبرامج التلفزيون. بالإضافة إلى ذلك منصات التواصل الاجتماعي، مثل إنستجرام وتيك توك، بفلاترها واتجاهاتها الجمالية، وذلك بهدف الرغبة في تغيير المظهر. ففي هذه البيئة من السهل أن ندرك كيف يجد الناس أنفسهم يسعون وراء معايير جمال متغيرة باستمرار، لدرجة الخضوع أحيانًا لعمليات جراحية متعددة.

المخاطر والمضاعفات الجسدية

على الرغم من أن الجراحة التجميلية غالبًا ما يتم تصويرها على أنها آمنة وروتينية، فإنها محاطة بالعديد من المخاطر، وخاصة عندما يتم تكرارها. ومنها:

  • المضاعفات الجراحية: كما هو الحال مع أي عملية جراحية، تنطوي عمليات التجميل على مخاطر جراحية شائعة: العدوى، والنزيف المفرط، والندبات، وجلطات الدم، وردود الفعل تجاه التخدير. وتزداد هذه المخاطر مع عدد العمليات الجراحية التي يخضع لها الشخص، خاصةً إذا لم يتم مراعاة وقت التعافي المناسب بين العمليات. كما يمكن أن تؤدي العمليات الجراحية المتعددة إلى تلف الأنسجة والأعصاب وضعف التئام الجروح.
  • نتائج جراحية سيئة: يمكن أن تشوه العمليات الجراحية التشريح الطبيعي. ما يؤدي إلى عدم تناسق، ومظهر غير طبيعي، أو مظهر “بلاستيكي”. تعد الشفاه الممتلئة، وعظام الخد البارزة، والجلد المشدود بشدة من العلامات الشائعة للتدخل الجراحي المفرط. عندما لا تسير العمليات الجراحية كما هو مخطط لها، فقد يشعر المرضى بالحاجة إلى “إصلاح” المشكلة بمزيد من العمليات الجراحية. ما يدخلهم في دوامة يصعب التخلص منها.
  • العواقب الصحية طويلة المدى: قد تشمل الآثار طويلة المدى للإفراط في الجراحة ألمًا مزمنًا، وفقدان الإحساس في المناطق المعالجة، ومضاعفات مرتبطة بالزراعات “مثل التمزق أو التسريب”، وضعف أنسجة الجلد أو العضلات. كما قد تسبب بعض المواد المستخدمة في الإجراءات التجميلية، مثل السيليكون، واستجابات مناعية لدى بعض الأفراد. إضافةً إلى ذلك، قد يؤدي الاستخدام المتكرر للحشوات إلى تكتل الجلد وتصلب الأنسجة، ما يجعل عمليات التصحيح المستقبلية أكثر صعوبةً أو حتى مستحيلة.

التأثيرات النفسية

وربما يكون أكثر خطورة من المخاطر الجسدية هو التأثيرات النفسية الناجمة عن الإفراط في عمليات التجميل. منها:

  • اضطراب تشوه الجسم: من أكثر الحالات النفسية شيوعًا المتعلقة بجراحة التجميل اضطراب تشوه الجسم. هي حالة صحية نفسية يصبح فيها الشخص قلقًا للغاية بشأن عيوبه الظاهرة في مظهره، سواءً كانت بسيطة أو حتى معدومة. يميل المصابون باضطراب تشوه الجسم إلى اللجوء إلى عمليات التجميل، لكن الجراحة نادرًا ما تخفف من استيائهم. بل قد تفاقم هوسهم. ما يدفعهم إلى الخضوع لمزيد من العمليات الجراحية في محاولة “لإصلاح” أنفسهم.
  • الإدمان على الجراحة: رغم عدم تصنيف “إدمان جراحات التجميل” رسميًا كحالة صحية نفسية، فإنه ظاهرة حقيقية. قد يصبح الأفراد معتمدين نفسيًا على هذه العمليات ليشعروا بالثقة أو الجاذبية. قد يتشابه هذا السلوك القهري مع إدمانات أخرى، فيمنحهم راحة مؤقتة أو سعادة سرعان ما تتلاشى. ما يستدعي إجراء المزيد من الجراحات لاستعادة النشوة العاطفية.

العواقب الاجتماعية والثقافية

لا تؤثر عمليات التجميل المفرطة على الفرد فقط، بل لها أيضًا آثار مجتمعية أوسع. منها:

  • تعزيز معايير الجمال غير الواقعية: مع تزايد لجوء الناس إلى الجراحة لتحقيق معايير جمالية معينة، قد يشوّه ذلك التصور العام لما هو “طبيعي” أو “جذاب”. فعندما تهيمن الأجسام المحسّنة جراحيًا على الثقافة الشعبية، يقلّل ذلك من قيمة التنوع الطبيعي في أنواع الجسم، وبنية الوجه، وعمليات الشيخوخة. وهذا يشكّل ضغطًا على الآخرين للخضوع لعمليات مماثلة لمجرد الشعور بالتنافسية أو القبول.
  • تسليع المظهر: غالبًا ما تسوّق جراحة التجميل على أنها رعاية ذاتية أو تمكين. كما أن عمليات التجميل تعمل على تقليل من قيمة الذات في المظهر الخارجي. فعندما يصبح الجمال سلعة تباع وتشترى، قد يشعر الناس بضعف سيطرتهم على أجسادهم ما لم يلتزموا بالمثل التجارية.
  • قضايا الطبقة وإمكانية الوصول: جراحة التجميل مكلفة، والتطبيع المتزايد للتحسينات الجمالية قد يعمق الفوارق الطبقية. قد يشعر من لا يستطيعون تحمل تكاليف الجراحة بالتهميش أو عدم الكفاءة، بينما قد يستمر من يستطيعون في تغيير أنفسهم للحفاظ على مكانتهم الاجتماعية. وهذا يخلق حلقة مفرغة يصبح فيها الجمال مرادفًا للثروة والامتياز.

المخاوف الأخلاقية والطبية

مع تزايد الطلب على جراحة التجميل، تتزايد أيضًا المخاوف الأخلاقية، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالممارسين الطبيين وأعمال التجميل.

اقرأ أيضًا: 3 ماسكات بالزبادي لتفتيح بقع الوجه

الجراحة خطر على الصحة

هناك حدٌّ أقصى تنتقل عنده جراحة التجميل من تحسين الذات إلى إيذاء النفس. ومن المؤشرات التي قد تدل على احتمالية الإفراط في استخدامها:

  • عدم الرضا المستمر عن النتائج
  • الهوس بالعيوب المتصورة
  • الضغط لتلبية اتجاهات الجمال المتغيرة
  • الضغوط المالية بسبب الإجراءات المتكررة
  • العلامات الجسدية للتغيير المفرط “على سبيل المثال، تمدد الجلد، تشوه الملامح”
  • إهمال أشكال الرعاية الذاتية أو العافية غير الجراحية

في هذه المرحلة، قد يتحول ما بدأ كعلاج اختياري إلى دورة من الضرر الجسدي والمعاناة النفسية. لا تتحمل أنسجة الجسم إلا قدرًا محدودًا من التلاعب قبل أن تتدهور الصحة، ظاهريًا وداخليًا.

الرابط المختصر :