غالبًا ما يتم التغاضي عن فيتامين د باعتباره مجرد “فيتامين للعظام”، ولكنه يلعب دورًا أعمق بكثير في الصحة الإنجابية، وهو الدور الذي يمكن أن يؤثر على نتائج الخصوبة عبر الأجيال.
تقول الدكتورة شيلبا سينغال؛ أخصائية الخصوبة في مركز بيرلا للخصوبة وأطفال الأنابيب في دواركا: “مع أن أهمية فيتامين د لاستقلاب الكالسيوم وصحة العظام معروفة، إلا أنه لا يقل أهمية عن الوظيفة الإنجابية”. وتضيف: “توجد مستقبلات فيتامين د في المبايض، بالإضافة إلى مناطق رئيسية في الدماغ مثل منطقة تحت المهاد والغدة النخامية، التي تنظم الهرمونات التناسلية. ويمكن أن يؤثر نقصه سلبًا على توازن الهرمونات، وإنتاج البويضات والحيوانات المنوية، وجودة الجنين، وحتى قدرة الرحم على دعم عملية الانغراس”. وفقًا لما ذكرته shadygrovefertility.
نقص فيتامين د وعلاقته بالحمل
وينتشر هذا النقص الصامت على نطاق واسع. وكشفت دراسة تم نشرها في المجلة الدولية للتكاثر ومنع الحمل وأمراض النساء والتوليد أن 64% من النساء يعانين من نقص فيتامين د. وينتشر هذا النقص بشكل خاص لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض. حيث يرتبط بعدم انتظام الدورة الشهرية واختلال التوازن الهرموني. ومع ذلك، أظهرت الدراسات أن مكملات فيتامين د يمكن أن تحسّن مقاومة الأنسولين. وتنظّم الدورة الشهرية، وتساعد على نضج البويضات، بل وتقلل من خطر الإجهاض.
كما يضيف الدكتور سينغال: “عند الرجال، يرتبط انخفاض مستويات فيتامين د بانخفاض حركة الحيوانات المنوية. وقد ثبت أن تناول المكملات الغذائية، وخاصةً لدى الرجال الأكبر سنًا، يحسّن عدد الحيوانات المنوية وجودتها”.
اقرأ أيضًا: خطوات تعقيم زجاجات الرضاعة لحماية لطفلك
هل نقص فيتامين د يؤثر على صحة الأجيال القادمة
بينما الأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن مستوى فيتامين د لدى الأم قد يؤثر على صحة الأجيال القادمة. أظهرت نتائج دراسة MAASTHI لمواليد بنغالورو أن 77.4% من النساء الحوامل يعانين من نقص فيتامين د. أي أن هؤلاء النساء أكثر عرضة للإصابة بسكري الحمل بثلاث مرات. وتعتقد الدكتورة سينغال أن “نقص فيتامين د أثناء الحمل يرتبط أيضًا بمضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم والولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة. وقد يعرّض الطفل لأمراض مزمنة مثل داء السكري من النوع الأول أو الثاني، والربو. أو اضطرابات النمو العصبي مثل التوحد والفصام”.
إن ضمان مستويات مثالية من فيتامين د قبل الحمل وطوال فترة الحمل والرضاعة هو تدخل بسيط ولكنه فعال. لقد حان الوقت لنتجاوز اعتبار فيتامين د مجرد فيتامين للعظام، وندرك دوره الحيوي في الخصوبة والصحة المستقبلية.