هل تساءلت يومًا كيف كانت الطفولة قبل أربعين عامًا؟ أو فكرت في كيفية تأثير السياقات التاريخية والاجتماعية على تربية الآباء لأطفالهم؟ في جامعة ألبرتا بكندا، حللت البروفيسورة ليزا ستروهشين بيانات المسح الكمي لدراسة كيفية تغيّر أساليب التربية مع مرور الوقت.
وفقًا للمنتدى الاقتصادي العالمي، يقضي الآباء والأمهات من الطبقة المتوسطة حول العالم الآن ضعف الوقت الذي كان يقضونه مع أطفالهم قبل خمسين عامًا. ومع تأثيرات الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، والتحولات المجتمعية المتعلقة بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية. وما هو متوقع من الأمهات والآباء، طرأت تغيرات عديدة على أساليب التربية، ولا تزال تتغير مع مرور الوقت. وفقا لما ذكرته futurumcareers.
كيف تغيرت تربية الأبناء مع مرور الوقت؟
كما أن هناك روابط بين السلوك البشري والسياق الاجتماعي، كما توضح البروفيسورة ليزا ستروهشين، الباحثة في جامعة ألبرتا والمتخصصة في تربية الأبناء والأبوة. “غالبًا ما يعتقد الناس أن تجاربهم وخياراتهم في الحياة فريدة من نوعها. لكن في الحقيقة، من نحن، وكيف نتصرف، وما يمكن أن نصبح عليه، كلها عوامل تتشكل من خلال التأثيرات المجتمعية. بالإضافة إلى المرحلة التاريخية التي نمر بها”.

حجم الأسرة اليوم أقل بكثير من الماضي. كما أصبحت المجموعات العائلية أكثر تعقيداً وتنوعاً. مع نشأة عدد أكبر من الأطفال في أسر ذات والد واحد. أو أسر من نفس الجنس، أو أسر مختلطة، بينما أدى التحول في ديناميكيات النوع الاجتماعي والتوقعات الاجتماعية إلى زيادة عمل النساء وقضاء وقت أطول خارج المنزل. ويضطر عدد أكبر من الأسر إلى الموازنة بين العمل بأجر ورعاية الأطفال، ويقل الضغط الواقع على الأمهات وحدهن في تربية الأطفال.
وأخيرًا، يربي الآباء اليوم أطفالهم في عصر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. قد يوفر الإنترنت منتديات ومجتمعات مفيدة في مجال التربية، ولكنه قد يثير أيضًا آراءً متناقضة.
ولكن يبقى السؤال هنا، هل من الأفضل أن يكون الوالدان “متحررين” في تعاملهما مع أطفالهما. مع الحد الأدنى من الإشراف وتشجيعهم على الاستقلال، أم أن عليهما السعي جاهدين ليكونا “كحارثي ثلج” يحميان أطفالهما من التهديدات المتصوَّرة والمواقف الصعبة؟”.
اقرأ أيضًا: التربية الصحيحة.. 5 نصائح حول ما يجب فعله عندما يشتم طفلك
بعض مفاهيم التربية
يؤكد د. محمد العامري، مدرب ومستشار تربوي، أن الابتعاد عن عدد من الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء في كل مراحلهم العمرية هو سيّد الموقف. وذلك لتأثيراتها السلبيّة على شخصياتهم على المدى البعيد، ومن هذه الصور التي ينصح أولياء الأمور بتجنبها، ما يلي:
- تحقير الولد وتعنيفه على أي خطأ يقع فيه، بصورة تشعره بالنقص والامتهان، بدلاً من تنبيهه إلى خطئه برفق ولين. وإقناعه باستخدام الحجج، لاجتناب تكراره لاحقاً.
- النصيحة والزجر على الملأ وأمام الأصدقاء تؤذي الأبناء، والأفضل أن تكون على انفراد.
- الدلال الزائد والتعلق المفرط بالولد، وبالأخص من الأم، يؤدي إلى نتائج خطرة على نفس الولد وتصرفاته. ومن آثاره زيادة الخجل والانطواء وكثرة الخوف وضعف الثقة بالنفس.
- فكرة استصغار الطفل وإهمال تربيته في الصغر فكرة باطلة. إذ التربية تبدأ منذ الفطام، ويبدأ معها التوجيه، والإرشاد، والأمر، والنهي، والترغيب، والترهيب.
- من مظاهر التربية الخاطئة عند الأم، عدم السماح لولدها بمزاولة الأعمال التي أصبح قادراً عليها. اعتقاداً منها أن هذه المعاملة من قبيل الشفقة والرحمة به، وتؤدي إلى فقدان روح المشاركة مع الأسرة. وتفضيل الاعتماد على الغير، وضعف الثقة بالنفس، والتعود على الكسل والتواكل.
- من الخطأ تفضيل بعض الأولاد على بعض، سواء في العطاء أو المعاملة أو المحبة. والمطلوب هو العدل بين الأولاد، وترك المفاضلة حتى على مستوى أولاد العائلة، من أبناء الأخ والأخت، والجيران.
- احتقار الأولاد وإسكاتهم إذا تكلموا والسخرية بهم وبحديثهم، يجعلهم عديمي الثقة بأنفسهم، وقليلي الجرأة في الكلام والتعبير عن رأيهم، ويعتبرون كل المواقف محرجة.