تعد العلاقة بين الإخوة من أعمق العلاقات التي يمكن أن يشهدها الإنسان؛ فهي تمتد عبر الزمن وتشكل جزءًا أساسيًا من هويته. في عالم سريع التغير؛ حيث تتعدد العلاقات وتتنوع، تبقى رابطة الأخوة صامدة، تحمل في طياتها دفء العائلة وقوة الترابط.
في هذا المقال نستعرض أهم الفوائد الصحية للعلاقة بين الاخوة. وفقًا لـverywellmind.
أثر العلاقة الصحية على الفرد والمجتمع
عندما تكون العلاقة بين الإخوة مبنية على الاحترام والتفاهم والتعاون، فإنها تساهم كثيرًا في بناء شخصية الفرد وتنمية مهاراته الاجتماعية. فالإخوة هم أول من يتعلمون منه كيفية التعامل مع الاختلافات، وكيفية حل المشكلات، وكيفية تقديم الدعم العاطفي.
وبالتالي، فإن الأطفال الذين ينشأون في بيئة عائلية تشجع الترابط بين الإخوة يكونوا أكثر قدرة على بناء علاقات صحية مع الآخرين في المستقبل.

فوائد العلاقة الصحية بين الإخوة:
- الدعم العاطفي: يعد الإخوة ملاذًا آمنًا للتعبير عن المشاعر والآراء؛ ما يعزز الثقة بالنفس ويقلل من الشعور بالوحدة.
- التعلم الاجتماعي: يتعلم الأطفال من خلال التفاعل مع إخوتهم كيفية التعاون والمشاركة والتنازل، وهي مهارات أساسية للحياة الاجتماعية.
- الحماية: يشعر الأطفال بالأمان والحماية عندما يكون لديهم إخوة يحمونهم ويدافعون عنهم.
- التطور المعرفي: يساهم التفاعل مع الإخوة في تنمية القدرات المعرفية لدى الأطفال؛ مثل اللغة والتفكير وحل المشكلات.
- السعادة والرضا عن الحياة: العلاقات الأسرية القوية، بما في ذلك علاقة الأخوة، تساهم في زيادة الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة.
كيفية بناء علاقة صحية بين الإخوة
يجب إعطاء أهمية كبرى لتنمية العلاقة بين الإخوة أثناء الطفولة، ومن البديهي أن طريقة التربية وطريقة معاملة الأهل تؤثر في طبيعية العلاقة بينهم؛ حيث تساعد التربية السليمة والصحيحة على تنمية العلاقة الصحية بين الإخوة وتقليل التنافس والعدائية بينهم.
ونذكر فيما يلي الطرق التي تساعد على تنمية العلاقة الصحية بين الإخوة في مرحلة الطفولة:
1-عدم المقارنة بينهم
من الممكن أن تعزز المقارنة بين الإخوة العدائية والتنافس بينهم؛ لذا يفضل تجنب المقارنة، وتجنب توجيه الجمل التي تشير إلى المقارنة، مثلًا لماذا لا تستمع إلي كما يفعل أخوك؟
2-معرفة سبب الخلافات بينهم
من الممكن أن يتشاجر الأطفال طوال الوقت لعدة أسباب؛ مثل المنافسة على جذب انتباه الأم، أو الملل والتعب، أو محاولة جذب انتباه بعضهم البعض.
يمكن للأهل حل المشكلة عند تحديدها؛ مثل تعليم الطفل طرقًا أفضل لجذب انتباه إخوته للعب معهم، أو قضاء وقت مع كل طفل على حدة لإعطائه الاهتمام الذي يحتاجه.
3-تعليم الإخوة تقبل الاختلافات بينهم
من الطبيعي أن يمتلك كل طفل شخصية مختلفة عن إخوته، فقد يكون أحد الإخوة هادئًا ويحب الجلوس والقراءة، بينما يحب آخر اللعب والصخب والنشاطات المختلفة.
من المهم أن يتعلم الأطفال احترام بعضهم البعض، واحترام الاختلاف بينهم، وتذكيرهم بأن المحبة بينهم هي الأهم.
كما يمكن توجيه الأطفال للقيام بالنشاطات المفضلة لكل منهم بالدور؛ ليستطيعوا التعامل مع بعضهم البعض بطريقة أفضل.
4-تعليمهم المشاركة في أعمال المنزل
تساعد المشاركة في القيام ببعض النشاطات على تقوية العلاقة بين الإخوة، وتعليمهم كيفية التعاون مع بعضهم البعض لحل المشكلات وإنجاز الأمور المطلوبة منهم؛ لذا يمكن منهم طلب المساعدة لترتيب الألعاب، أو المساهمة في تحضير العشاء، أو التعاون في دهان غرفة فارغة في المنزل.
5-تشجيع الإخوة على العناية ببعضهم البعض
يمكن لبعض الطرق البسيطة أن تعزز حس المسؤولية عند الأطفال تجاه إخوتهم، وتدفعهم للعناية ببعضهم البعض ومساعدة بعضهم.
ويمكن مثلًا الطلب من كل طفل على حدة أن يعتني بإخوته في المدرسة، أو الطلب منه أن يساعد أخوته في حال تعرضهم للأذى، أو مساعدتهم لإنجاز أي أمر استصعب عليهم.

الحفاظ على العلاقة في مرحلة البلوغ
من الطبيعي أن يبدأ الإخوة في الابتعاد عن بعضهم كلما تقدموا بالعمر؛ إذ تأخذ مشاغل الحياة وقت المرء واهتمامه، لكن من الضروري الحفاظ على علاقة صحية بين الإخوة حتى مع التقدم بالعمر. يمكن للمرء الحفاظ على علاقة قوية مع إخوته باتباع النصائح التالية:
- النقاش المفتوح والصريح مع الإخوة: يجب التحدث مع بعضهم البعض بصراحة حول الأمور التي قد يختلفون عليها. كما قد يساعد الحديث حول الأمور الخاصة نوعًا ما؛ مثل الأوضاع المالية، على تقوية العلاقة بينهم. كما ينصح بتجنب أخذ قرارات متسرعة قبل التحدث مع الأشقاء بهدوء وصراحة.
- وضع الحدود: يعد وضع الحدود ضروريًا للحفاظ على علاقة صحية. ويمكن تحديد الأمور التي يفضل فيها عدم تدخل الإخوة، وطلب ذلك بلباقة منهم. كما ينصح أيضًا بإعطاء الإخوة مساحتهم الخاصة؛ لكن يجب عدم الابتعاد كثيرًا.
- تخصيص الوقت للتواصل معهم: يجب إعطاء الأولوية لعلاقة الإخوة، ومحاولة التواصل معهم ولقائهم بانتظام؛ لتقوية العلاقة بينهم.
- تقديم الدعم المعنوي والنفسي: من الضروري أن يكون الأخوة سندًا لبعضهم البعض، وأن يكونوا قادرين على الاعتماد على بعضهم في الأوقات الصعبة.
- إظهار الامتنان: يساعد إظهار التقدير والامتنان للإخوة على تعزيز العلاقة بينهم؛ إذ من المهم أن يشعر المرء بأهميته في حياة إخوته.
- احترام القرارات الشخصية: يتعرض كل إنسان إلى أمور مختلفة تتطلب منه اتخاذ قرارات هامة، والتي تختلف من شخص لآخر. ويجب احترام القرارات الشخصية للإخوة مهما كانت مغايرة لآراء المرء، وتشجيعهم على ما يودون القيام به.
- مشاركة مسؤوليات العائلة: من الممكن أن تؤدي ظروف الحياة إلى استلام الأبناء مسؤوليات العائلة. والتي يجب تقاسمها بين الإخوة بعدل. يجب عدم السماح لشخص واحد بحمل المسؤولية بأسرها.

وأخيرًا، يجب التأكيد على أن العلاقة بين الإخوة هي كنز ثمين يجب الحفاظ عليه ورعايته؛ فهي أساس متين لبناء أسرة سعيدة ومتماسكة، وتساهم في بناء مجتمع أكثر تلاحمًا وتسامحًا.