في ذكرى ميلاده الـ 108.. هل كان «نجيب محفوظ» محظوظًا في مسيرته الأدبية؟

يصادف اليوم الأربعاء الموافق 11 ديسمبر، الذكرى الـ108 لميلاد الكاتب والأديب العالمي الحائز على جائزة نوبل «نجيب محفوظ».

ذكرى ميلاد نجيب محفوظ

بدأ الكتابة في منتصف ثلاثينيات القرن العشرين، وكانت بدايته الأدبية بنشر قصصه القصيرة في مجلة الرسالة.

كانت أول قصةٍ نُشرت له عام 1938م بعنوان «همس الجنون»، وفي عام 1939م نشر رواية عبث الأقدار، و كفاح طيبة، ورادوبيس، وكلها تحدثت عن تاريخ الفراعنة.

أبرز المعلومات عنه

ولد الأديب والعالمي نجيب محفوظ عبدالعزيز إبراهيم أحمد الباشا، فى منطقة الجمالية بالقاهرة فى 11 ديسمبر عام 1911.

أمضى سنوات طفولته في الجمالية ثم انتقل إلى حي العباسية ثم الحسين والغورية، وهي أحياء القاهرة الفاطمية «القديمة»، التي استلهم منها حكاياته في أغلب أعماله الأدبية.

التحق محفوظ بجامعة القاهرة في عام 1930، وحصل على ليسانس الفلسفة، وقرر التفرغ لرحتله الأدبية جنبًا إلى جنب مع وظيفته الحكومية.

كان يعمل سكرتيرًا برلمانيًا فى وزارة الأوقاف خلال الفترة من 38 إلى 45.

ثم تدرج في الكثير من المناصب بمختلف الجهات الحكومية وكان أبرزها وزارة الثقافة والإذاعة والتلفزيون.

كان آخر منصب حكومي شغله هو رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما.

كما أنه كان من أبرز كتاب صحيفة الأهرام المصرية فى سبتمبر سنة 1950.

صورة ذات صلة

بدايته في عالم الأدب

اقتحم «نجيب محفوظ»، ميدان الأدب مسلحًا بأساسيات الفلسفة التي تعلمها خلال مسيرته التعليمية.

كان متأثرًا بأفكار كبار الفلاسفة والعلماء وطريقة حياتهم ملتزمًا بالمنطق ودقة التعبير.

كما كان يسير على نفس منهجهم العلمي فيما يكتب بفاعلية شديدة، فكل من يقرأ لهذا الأديب يشعر ببراعته ومسؤوليته تجاه وطنه وثقافته وإحداثيات مكانه وزمانه.

يبدو أن الكاتب والأديب محفوظ، كان محظوظًا في مسيرته الحياتية، خاصة فترة الثلاثين عامًا الأولى من عمره.

فهو استطاع أن يسلك الكثير من المسارات والدروب التي مكنته من الوصول إلى العالمية.

بدأ محفوظ بالمقالات الفلسفية والقصة القصيرة، الأمر الذي ساعده على افتنان القارئ.

وجعله يلهث بشوق وراء كل كلماته وتعبيراته اللغوية والبلاغية، بجانب الثراء الثقافي الذي كان ينعم به في سنوات شبابه.

لم يلجأ محفوظ أبدًا إلى الشعارات واعتلاء الموجة، فعندما تنظر بتمعن في كلماته ستدرك عظمته وإبداعاته الأدبية.

صورة ذات صلة

كيف كان يسير يومه

عندما سُئل محفوظ عن تفاصيل يومه، فأجاب أنه ينام في الحادية عشر مساءً ويستيقظ قبل السادسة صباحًا حتى يتسنى له ممارسة رياضة المشي.

كان يعتلي الترام بحي العباسية بمنطقة القاهرة، ويسير على قدميه حتى يصل إلى وزارة الأوقاف، مرورًا بشارعي سليمان وقصر النيل بمنطقة القاهرة.

فيما يدور حول وظيفته، فيقول: «كنت أفرغ من عملي في الثانية ظهرًا، وأعود إلى المنزل لكي أتناول الغداء ثم استريح لبعض الوقت».

وبعدها يجلس على مكتبه عندما تدق الساعة الرابعة؛ لكي يبدأ رحتله مع الكتابة لمدة ثلاثة ساعات ثم تليها ثلاث ساعات أخرى للقراءات المتنوعة.

جسد محفوظ، قضايا وطنه وعولمته للحارة المصرية وتخليدها، في أغلب رواياته، تحدث فيها عن الوظيفة الميري والمقهى والحارة.

كما أنه جعل العالمي محليًا في استخداماته لـ «لالجورى» وهي عبارة عن قصة رمزية تحمل قي ثناياها معنى غير المعنى الظاهر، كأولاد حارتنا، وتحت المظلة.

أشهر رواياته

ولعل من أشهر روايات محفوظ، رواية «اللص والكلاب»، والتي تحوّلت إلى فيلمًا سينمائيًا على الشاشات العربية، وتمّت ترجمتها إلى عدة لغات.

نتيجة بحث الصور عن لاواية اللص والكلاب

كانت قصة الرواية مقتبسة من شخصية لصّ حقيقيّ؛ حيث تدور قصة الرواية حول سعيد مهران.

هذا الشخص الذي يدخل إلى السّجن، وعند خروجه يجد أنّ الجميع خانه؛ تزوّجت زوجته من صبيّ كان يعمل لديه.

ووَجَد أنّ قدوته في الحياة تحوّل إلى رجلٍ منزوع الأخلاق تنكّر له، فمن بين تلك الخيانات يجد سعيد مهران نفسه وحيدًا بلا مكان ولا مُعين حتى يقرّر الانتقام منهم جميعًا.

وتصبح الرواية اسمًا على مسمّى، حيث لدينا لصّ وكلّ من حوله كلاب حتى وإن كانوا شخصيات شبه عادية فى المجتمع.

لم تأخذ الرواية فقط شهرة كبيرة؛ وصُنّف الفيلم المقتبس منها من أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.

رحيله

رحل نجيب، عن عالمنا وترك لنا أكثر من 52 عملاً روائيًا، أبرزهم:

«عبث الأقدار، همس الجنون، رادوبيس، القاهرة الجديدة، خان الخليلي، زقاق المدق، بداية و نهاية، الثلاثية وغيرهم».

أديب الهوامش.. نجيب محفوظ.. رمزية الأدب وعالمية القرية