يعد فن الباتيك واحدًا من أقدم وأجمل الفنون اليدوية في عالم صناعة النسيج. حيث يجمع بين مهارة الحرفة التقليدية وروعة الإبداع الفني.
هذا الفن، الذي ظهر في دول جنوب شرق آسيا، خاصة في إندونيسيا. أصبح اليوم رمزًا ثقافيًا وفنيًا يعبر عن الهوية والجمال والتراث.
ما فن الباتيك؟
الباتيك هو طريقة فنية لتزيين الأقمشة من خلال الرسم عليها باستخدام الشمع والصباغة. يتم رسم النقوش على القماش بواسطة شمع ساخن، ثم يتم غمر القماش في صبغات ملونة.
والأماكن المغطاة بالشمع لا تتأثر باللون. ما يتيح أشكالًا ورسومات فريدة. ويمكن تكرار العملية بعدة ألوان للحصول على تصاميم متعددة الطبقات.
تاريخ فن الباتيك
تعود أصول فن الباتيك إلى إندونيسيا منذ مئات السنين، خاصة في جزيرة جاوة. إذ كان يتم استخدامه لتزيين الملابس التقليدية كالـ”سارونغ” و”الكبابايا”.
ومع مرور الوقت انتشر هذا الفن إلى مناطق أخرى. مثل: ماليزيا، الهند وإفريقيا، وأصبح جزءًا من الثقافة الشعبية والزي التقليدي في العديد من الدول.
مراحل صناعة الباتيك
- رسم التصميم على القماش بقلم خاص أو باستخدام أدوات تقليدية تسمى “تشانتينغ”.
- تغطية أجزاء من الرسم بالشمع لحمايتها من الصبغة.
- غمر القماش في الألوان ثم تركه ليجف.
- إزالة الشمع باستخدام الماء الساخن أو الكي.
- إعادة الخطوات إذا كان التصميم يحتاج لألوان إضافية.
فن يتجدد بروح العصر
رغم أنه فن تقليدي إلا أن الباتيك تطور مع الزمن، وأصبح استخدامه اليوم في تصميم الأزياء الحديثة، والديكور المنزلي، والحقائب، والإكسسوارات، وحتى اللوحات الفنية.
كما أصبح كثير من المصممين العالميين يستلهمون من تقنيات الباتيك في أعمالهم الفنية. وفقًا لما ذكرته العربية.
الباتيك “من الحرفة إلى الاقتصاد”
لم يعد الباتيك مجرد فن تقليدي، بل أصبح مصدر دخل للعديد من العائلات والحرفيين، خاصة في إندونيسيا وماليزيا.
كما يتم تنظيم مهرجانات سنوية ومعارض دولية تحتفي بهذا الفن. ما يجعله رافدًا من روافد الاقتصاد الإبداعي في تلك الدول.
اقرأ أيضًا: القيادة السعودية تشيد بنجاح موسم حج 2025 وتثني على جهود الجهات المشاركة
وأخيرًا فن الباتيك ليس مجرد زخرفة للأقمشة، بل هو قصة ثقافة وهوية متوارثة عبر الأجيال. إنه لوحة من الألوان تحكي تاريخ الشعوب وعبقرية الإنسان في تحويل البساطة إلى جمال خالد.